عاجل

أعظم أغاني عبدالوهاب والشناوي.. خرجت من سلة المهملات لشفاه كل فتاة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

دق جرس التليفون في مجلة آخر ساعة ودارت محادثة تليفونية بين محمد عبدالوهاب وعبدالرحمن «بيه» عامل التليفون بالمجلة، والذي حصل على لقب البكوية لأنه يعرف أسرار كل المحررين وفي استطاعته «أن يسود عيشة أي واحد منهم» .

 

وفي استطاعة عبدالرحمن أن يقول لصديقتك الحسناء: أهلا ست زليخة.. البيه عاوز يكلمك من الصبح، وهذه الجملة كافية دائما لأن تضمن شقائك لمدة عام كامل لأن المتحدثة طبعا ليست الست زليخة بل أم أحمد أو خدوجة.

 

ولما كان الجبن سيد الأخلاق.. كان موسيقار الأجيال قد اعتاد أن يكلم عبدالرحمن قبل كل محادثة تليفونية ويروي له ما ينوي أن يقوله حتى لا يتعب عامل التليفون نفسه في استراق السمع وحتى يضمن عبدالوهاب أن أسراره لا تفشى .

 

وحول عامل التليفون إلى صديقهما مأمون الشناوى قائلا :يا مأمون أفندي عبدالوهاب بك على التليفون!

 

وتحدث المطرب الكبير كعادته عن قوام جون بنيت فى رواية النزول إلى فوق  أو الطلوع إلى تحت، وصوت جريس مول فى رواية «تعاليلي يا بطة».

 

وبعد هذه المقدمة، قال عبدالوهاب لمأمون الشناوي: إنه يريد أغنية يلقيها في أحد مناظر رواية يوم سعيد، ثم قال إنه سيظهر في ذلك المنظر في صورة شاب اكتشف خيانة حبيبته ومع ذلك فإن قلبه لا يقوى على هجرها.

 

ولما انتهى الحديث طلب مأمون الشناوي من «البيه» عامل تليفون آخر ساعة أن يعطيه رقم المدموازيل «وحى»، ويظهر أن حضرتها كانت توحي في هذه اللحظه للأستاذ حسن يس أو للشاعر عاشور الصدفي لأن رقم تليفونها استمر مشغولا ثلاث ساعات .

 

وبدأ عبدالرحمن عامل التليفون يعمل عمداَ على إغاظة صديقنا مأمون ويقول له: يا ترى حضرة الست بتكلم مين؟.. حضرتها عارفة إنك ناوي تكلمها فرفعت السماعة.. مش معقول إن التليفون يقعد 3 ساعات مشغول، وبدأ مأمون بعصبية يرسم أشكالا ثم حروفا ثم بدأ يكتب .

 

انت وعزولى وزماني... حرام عليك

 

وكلمة أنت هذه هل كانت موجهة إلى عدة التليفون أم إلى عبدالرحمن عامل التليفون !؟

 

وانتهى مأمون من كتابة أغنية «ما يهونشي»، وهو ينتظر انتهاء الآنسة وحي من حديثها التليفوني ثم اتصل بعبدالوهاب وقرأ له الطقطوقة فأعجبته وقال : يا ثلام... يا ثلام ! أنت تثتحق بوثة !

 

ولحن عبدالوهاب الأغنيه والتقطها المخرج محمد كوردا أو محمد كريم لا أذكر بالظبط .

 

ولكن بعد مونتاج الفيلم ظهر أن عرض فيلم يوم سعيد يستغرق ٤ ساعات والمفروض أن العرض لايستغرق اكثر من ساعتين.

 

وأمسك المخرج المقص وقطع رقبة مأمون قصدى قطع أغنيه " مايهونشى ''  وهكذا ألقيت الأغنية فى سلة المهملات .

 

سافر بعدها عبدالوهاب إلى اليونان وتذكر الأغنية وسجلها على أسطوانة وعاد إلى مصر وظهرت الأسطوانة في السوق وانتشرت بسرعة البرق وحققت نجاحا باهرا حتى سمعت بعض البنات اليونانيات ينشدن ''ما يخونشي يا خبيبي''.

 

وفي كل سهرة يذهب إليها عبدالوهاب يحتاط به الحاضرون والحاضرات وخاصة الحاضرات ويقولون'' مايهونشي يا أستاذ".

 

ويمسك عبدالوهاب العود ويحنو عليه كما تحنو الأم على صغيرها وما يكاد أن يصل إلى جملة ''تجرحني ليه وانا كلى جراح" حتى تنساب الدموع وتسمع الشهيق والزفير والتأوهات وكلما انتهى منها طلبوها مرات ومرات إلى أن ينتهى الليل وتقتصر الحفلة على مايهونشي .


 

آه..... لو عرف كل هؤلاء أن هذه الأغنية كانت منذ عام واحد تتمدد فى سلة المهملات !

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم