أحمد السقا.. «الضابط» كما يجب أن يكون

أحمد السقا في مشهد من مسلسل الاختيار 3
أحمد السقا في مشهد من مسلسل الاختيار 3

في «الاختيار٣ » تنوع مدهش في الأدوار، أو بالأحرى في طريقة تجسيد الأدوار. فالطرق التي انتهجها معظم أبطال المسلسل مختلفة بعضها عن بعض، وهذا امر يحسب بالتأكيد للمثلين اولا، وللمخرج بيتر ميمي ثانيا.
ورغم المرات القليلة التي ظهر فيها أحمد السقا خلال أحداث المسلسل، إلا أن طلته تكاد تكون خاطفة كالبرق، منيرة كالشهاب. يجسد دور الضابط كما يجب أن يكون. لغة جسده تكاد تنطق بدلا من لسانه. نبرة صوته وحركة يديه ونظراته الحادة الثاقبة، وعيناه اللتان تتقدا ذكاء وألمعية. السقا تفوق على نفسه في المسلسل، مجسدا دورا سيكتب بحروف من نور في تاريخه.
السقا طرح نفسه منذ بداياته كبطل أكشن، برع في تجسيد دور البطولة في عدد كبير من الأعمال السينمائية التي تدور حول موضوعات حركية. قدم دور ضابط البوليس في اكثر من عمل ومنها «الخلية» مع أحمد عز، ولكنه كان دور ضابط يريد الانتقام لأخيه الذي قتل على يد أحد افراد عصابة خطيرة. وشتان الفارق بين دور الضابط الذي يحركه قلبه ومشاعره في «الخلية» وبين الضابط الذي يحركه عقله وغيرته على الوطن في «الاختيار ٣»، وهنا كانت براعة السقا وهدوءه واتزانه الذي ميزه.
يثبت السقا أن قوة وتأثير الدور ليس بطوله أو عدد المشاهد المجسدة في العمل الدرامي، فكثير من الادوار التي يصر أصحابها على الظهور في كل المشاهد تقريبا، ولكن السقا في «الاختيار ٣» يؤكد عكس تلك النظرية، فالإجادة ليست بالعدد، ولكن بالأداء والتأثير. وقد كان أداء السقا وتأثيره بالغين في العمل، جعلته أحد نجومه بكل تأكيد.
استحق السقا ان يكون أحد نجوم الشباك سواء في السينما او التليفزيون، ولكنه في «الاختيار ٣» يستحق كذلك أن يصير أحد نجوم الدراما الوطنية، وأن يكون أحد النماذج المشرفة والباعثة على الاحتذاء بها من المثلين المبتدئين. خلال الحلقات القليلة الماضية من المسلسل أثبت السقا جدارته بدوره، مؤكدا على استحقاقه أن يكون ضمن كتيبة الاختيار التي تجسد ملحمة وطنية كبيرة، وتوثق للحظات توقفت فيها أنفاس الدولة المصرية والشعب المصري في مواجهتهم القوية للجماعة الإرهابية، ومثلما كان النجاح حليفنا في تلك المعركة، كان النجاح حليف السقا في دوره الذي أداه.
تجارب السقا في الخروج عن دور نجم الأكشن متنوعة، ولكن ما فعله في «الاختيار ٣» يستحق التقدير والإشادة.