نعفو ونسامح طمعًا فى الغفران

أسماء أحمد عوض الله
أسماء أحمد عوض الله

عندما خلق الله عز وجل الإنسان جعله مدنيا بطبعه؛ فهو فى حاجة دائمًا للتعامل مع الغير والاختلاط بهم.


وقد ينتج عن هذا التعامل بعض المشاحنات والتجاوزات التى تسيء للغير، فكيف نتعامل مع هذه الإساءة؟  عندما يتعرض البعض منا للإساءة فإن الغضب يتملك منه، وهو لا يعلم أنه بذلك قد فتح أكبر مدخل من مداخل الشيطان إلى قلبه، فينتج عن ذلك ارتكاب الجرائم، وهدم الأسر وقطع الأرحام، وكثرة المشكلات.

ولكن نجد على الصعيد الآخر قوم وهبوا أعراضهم صدقة جارية عند الله عز وجل، تؤلمهم الكلمة الخبيثة ولكن تذكروا ما أعده الله لهم من ثواب، فامتثلوا لوصية رسول الله  عندما قال لأصحابه:( أيعجز أحدُكم أن يكون مثلَ أبى ضمضمَ: كان إذا أصبح قال : اللهم إنى قد تصدَّقتُ بعِرضى على عبادِك) صحيح أبى داود.


فهؤلاء القوم الذين تصدقوا بعرضهم، وتجاوزوا عن إساءة الغير لهم، أعد الله لهم من الثواب أعظمه، ومن الخير أوفره، فقد قال تعالى: «… وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» «التغابن: 14»، فكما عفى الإنسان عن أخيه الإنسان كان الجزاء من جنس العمل؛ وهو عفو ومغفرة الرحيم الرحمن.


لذلك ونحن فى شهر رمضان، شهر العفو والمغفرة والعتق من النيران، علينا أن نصفح ونسامح طمعًا فى الغفران. 


وكما أن الإنسان مأمور بالتجاوز عن الإساءة، مأمور كذلك بأن يتخير أطيب الكلام فقد قال تعالى: «وَقُل لِّعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى هِيَ أَحْسَنُ» «الإسراء 53».. فلنبحث عن الكلمات الجابرة بالخواطر، البعيدة كل البعد عما يثير غضب من نتحدث معه، ولنكن جميعًا من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس.