يوميات الأخبار

حوارات.. صديقة !

محمد الشماع
محمد الشماع

«بعد هزائم أمريكا على الأرض اتجهت إلى الحرب بالوكالة ودفعت بأوكرانيا فى مواجهة روسيا وأعلنت عن فرض عقوبات على روسيا وتقديم  مساعدات لأوكرانيا!»

حدثنى صديقى وهو فى غاية الضيق والتأثير قائلاً:

تصور أننى اتصلت بصديقنا فلان ـ الذى أصبح مسئولا كبيرا ـ عدة مرات وفى آخر مرة رد عليّ قائلاً:

ألو مين معايا..


قلت: أنا فلان الفلانى


قال: مش واخد بالى!!


صدمت من الرد وقلت يمكن يكون ناسى الاسم من كثرة مسئولياته ومشاغله أو أنه لم يسمع الاسم جيدا.. كررت أنا فلان الفلانى إنت مش فاكرنى؟!


قال: مش متذكر.. أيوه خير!!


قلت: شكراً.. شكراً.. وأغلقت التليفون!


وقال لى صديق آخر: انت فاكر هذا الصديق الذى أصبح مسئولا كنا نجتمع معا بصفة دائمة أثناء العمل داخل مصر وخارجها، وكنا أقرب لبعضنا البعض وكنا نتعاون فى العمل!!


أما صديقى الذى هو صديق صديقنا الذى أصبح يشغل منصباً وزارياً فقال لى إنه كلما اتصل على صديقنا شاغل المنصب الكبير فإن التليفون يرن، لكن لا أجد أى رد!


قلت: يمكن يكون مشغولاً أو فى اجتماع.


فقال: عاودت الاتصال فعلمت أنه عمل «بلوك» على تليفونى!


وحدثنى صديق ثالث قائلا: إنه اتصل بصديق مشترك تزاملنا سنوات طوالا فى العمل وعندما شغل صديقنا منصباً عالياً أصبح لا يرد على التليفون الذى تركه مع أحد أفراد مكتبه الجديد ليرد على المكالمات ليؤكد لكل من يطلبه أن الباشا فى اجتماع وأول ما يخلص سنبلغه باتصال سيادتك..

ويبدو أن اجتماعاته مستمرة ومتواصلة لدرجة أنه لا يجد دقائق للرد على تلك الاتصالات التى تذكره بأصدقائه وزملائه القدامى!


قال صديق لكل هؤلاء الأصدقاء أثناء جلستنا الحوارية التى كان يبدو عليها أنها جلسة فضفضة..

أنا عارف متى سيرد عليكم هؤلاء الأصدقاء الأعزاء.


فرد أحدهم قائلا: هوه أنت بتكلمهم!


وقال الثانى: هما بيتصلوا بك؟!


وأضاف الثالث الذى بدت عليه علامات الدهشة قائلا:


يبقى أنت بتتقابل معهم وتكلمهم وماكنتش عايز تقول، وهما كانوا بيقولوا لك كل حاجة؟!


قال الصديق: لا هذا ولا ذاك: أنا عارف ومتأكد متى سيردون على مكالماتكم!


ردوا جميعا.. متى؟


وأضاف: ببساطة بعدما يتركون مناصبهم!..

هم الذين سيقومون بالاتصال بكم للسؤال عنكم أنتم فين ويؤكدون لكم أنكم وحشين لأنكم كنتم لا تسألون عنهم، ويؤكدون لكم أنهم الحمدلله ربنا تاب عليهم من عذاب المنصب والمسئولية القاتلة التى كانوا يتحملونها وكلفتهم الكثير والكثير اجتماعياً ومادياً!!!!


أغرب من الخيال!


طبعا كان الأصدقاء يستمعون إلى تعقيب الصديق الجالس معهم وهم فى حالة عدم تصديق لما يسمعون!


ثم تحدث صديق آخر قائلا: إنتم زعلانين من هذه المواقف ومتأثرين قوى وبشكل مبالغ فيه...

طيب إيه رأيكم فى العديد من الزملاء الذين كانوا فى منزلة الأبناء وتربوا وتدربوا على أيادى أساتذتنا الكبار وكانوا طوال تلك الفترة يقسمون بأغلظ القسم أنهم لن ينسوا ما فعله معهم هؤلاء الأساتذة الذين أخذوا على عاتقهم إعطاءهم الفرصة كاملة للتدريب والعمل والتعيين ومنهم من وصل إلى مرحلة النجومية ومنهم من شغلوا مناصب مرموقة ومرت سنوات ولم يتذكر منهم الكثيرون فى أن يتصل بهم أو يتواصل معهم حتى ولو فى المناسبات، علما بأن منهم من كان يقبل الأيادى تأكيدا للاحترام والعرفان بالفضل والتقدير لما قدمه أساتذتهم لهم!


الأدهى من ذلك أن بعضهم لا يرد على اتصال أساتذتهم حتى لا يتذكر أيامه الأولى وهروبا من احتمال أن يطلب منهم خدمة أو ربما يعاتبه أستاذه على عدم السؤال عنه!!


وعندما حاول أحد المشاركين فى الحوار أن يرد على هذا الموقف.. قاطعهم مشارك آخر فى الحوار قائلا: هؤلاء الأصدقاء أو أبناء المهنة لهم عذرهم ولا يشكلون مشكلة لأساتذتهم سوى أنهم ـ بياخدوا على خاطرهم ـ فقط من هؤلاء الزملاء والأصدقاء.


ثم أضاف: الأكثر مرارة هم من كنت تتخيله ابناً أو صديقاً مخلصاً أنه هو من تآمر عليك وأتهمك بالباطل ونعتك بما ليس فيك وقلل من جهدك ونجاحاتك وفى نفس الوقت كلما قابلك أخذك بالأحضان والقبلات.. ومنهم من قدمت له كل المساعدة والخدمات ووقفت معه فى أصعب الظروف والمحن!


وهو فى نفس الوقت يحاول أن يقصيك من مكانك ويبذل كل محاولاته الخبيثة ليحول بينك وبين ما تستحق من مكانة!!


وتساءل أحد الأصدقاء فماذا أنتم قائلون؟ وأستطرد قائلا: هؤلاء لم يكونوا أبداً أصدقاء نحن امام حوارات صديقة مهما حاولوا أن يظهروا أنهم أصدقاء ولكنهم حولوا الصداقة إلى بيزنس!!


اللهم احفظنا ولا تكلنا إلى أحد سواك.. ونرجو الله أن يقينا شر مثل كل هؤلاء.. اللهم أجب دعاءنا فى هذه الأيام المباركة، إنك أرحم الراحمين.


رفع كفاءة الفضائيات!


لا يستطيع المتابع لبرامج الإذاعة والتليفزيون إلا أن يعترف بأن هناك جهوداً للنهوض والتطوير الملحوظ فى برامج لا تقتصر على التليفزيون فقط، وإنما تمتد لتشمل برامج الإذاعة المصرية، بما يثبت قدرة الإعلام المصرى على مواجهة التحديات المفروضة عليه والمنافسة من الفضائيات والإذاعات المختلفة والوسائط الإعلامية الحديثة كالإنترنت.


والسؤال الآن: هل نحن بحاجة إلى كل هذا العدد من القنوات الأرضية والفضائية، وهل هناك اختلافات بينها تبرر وجودها جميعاً، وهل لدينا القدرة على رفع كفاءتها أم يجب الاستغناء عن بعضها بالدمج أو بالخصخصة؟


الأمم المتحدة شاهد زور!


الأزمة الروسية ـ الأوكرانية أسقطت معها كل مصداقية للنظام الدولى ممثلاً فى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، فقد حولت أمريكا المنظمة الدولية إلى شاهد زور مهمته تبرير أخطاء أمريكا وجرائم إسرائيل، وأصبحت اجتماعات مجلس الأمن ساحة لبث الأكاذيب للنظام الدولى أحادى القطب ونشرها لتضليل الرأى العام العالمى اعتمادا على أن الغالبية العظمى من المواطنين لا يعرفون التفاصيل الدقيقة فى هذه الأزمة!


لقد سبق لمجلس الأمن فى العام ٢٠٠٦ أن فشل فى إصدار قرار إدانة للمجازر الإسرائيلية فى غزة، كما فشل المجلس فى إصدار قرار فورى بوقف الحرب مهللا بوعد إسرائيل بتعليق عملياتها الحربية خلال ٤٨ ساعة وهو وعد لم يتحقق، لقد تحول مجلس الأمن إلى مكلمة، أقصى ما يستطيع هو إبداء الأسف على الأرواح التى تسفك على الجانبين متألما لقتل المدنيين.


كل هذا معروف لدينا لكن المذهل أن تسقط الأمم المتحدة ومجلس الأمن هذا السقوط المدوى الذى يعيد للأذهان الحالة التى وصلت إليها عصبة الأمم المتحدة التى لم تتمكن من منع الحرب العالمية الثانية أوعلى الأصح حرب قوى الاستعمار الغربى التى فرضتها فرضا على العالم واتخذت من أراضى دول لا ناقة لها ولا جمل فى الحرب مسرحا لعملياتها. فهل ينتظر العالم حرباً عالمية ثالثة تفجرها المواجهة الروسية ـ الأوكرانية التى هدد بها بوتين لكى تنهار الأمم المتحدة؟، أم يتحلى المجتمع الدولى بالفعل ويدرك خطورة الضعف الذى وصلت إليه المنظمة الدولية، بعد إصرار أمريكا والغرب على حتمية وجود عالم أحادى القطب؟!


لقد انفردت أمريكا بالقرار الدولى منذ انهيار الاتحاد السوفيتى عام ١٩٨٩ ومنذ ذلك التاريخ أعتبرت أن الأمين العام للأمم المتحدة مجرد موظف فى إدارتها، عليه أن ينفذ إرادتها وإرادة حليفتها إسرائيل، منذ ذلك التاريخ لم يهنأ العالم بلحظة سلام واحدة وأخترعت أمريكا أسلوب الإبادة من الجو من كوسوفو إلى كابول إلى بغداد ولم تردعها هزائمها التى منيت بها كلما تنقلت على الأرض فاتجهت إلى الحرب بالوكالة ودفعت بأوكرانيا فى مواجهة روسيا وأعلنت عن فرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا وتقديم مساعدات لأوكرانيا!!


لقد آن الأوان للتفكير الجاد فى مستقبل الأمم المتحدة بعد فشلها الذريع فى القيام بمهامها الأساسية فى الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وأصبحت مجرد هيئة إغاثة!


إن العالم مطالب الآن بالانتباه إلى خطر الوضع الذى وصلت إليه الأمم المتحدة والذى ينذر بفوضى ستلحق بالجميع فى عصر لم يعد أحد فيه بعيدا عن الخطر الذى ظهر فى الأزمة الروسية الأوكرانية التى ستمتد طويلا!


نصر أكتوبر العاشر


 ربما ينظر شباب هذا الجيل إلى وقائع تحرير سيناء على أنها حوادث عابرة، إذ أنها سنوات معدودات بين احتلال سيناء وبين استعادتها، ولكن من عاصر تلك الأيام يعرف حجم المرارة وشجاعة التضحية وروح الرجولة التى تفجرت فى أعطاف الوطن.


فتاوى طائشة!


 لقد أساء نجوم الفتاوى فى الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعى إلى الدين أكثر من المتشددين من الغرب وتشنيعاتهم على الإسلام التى يستمدونها ويجدون مبررها فى هذه الفتاوى الطائشة التى جعلت من أصحابها نجوما وجعلتهم مليونيرات بينما أساءت للإسلام أكبر إساءة.
 وإذا كان أى مواطن لا يستطيع قيادة سيارة بدون رخصة قيادة حرصا على أرواح الآخرين فمن باب أولى أن يكون هناك ترخيص يمنع المفتى الطائش من مداهمة أرواح مشاهديه وتاريخ الإسلام وجوهره الناصع.