باختصار

شهر التسامح

عثمان سالم
عثمان سالم

من الصور المحببة إلى النفس حالة التوحد والتسامح التى تسود عنصرى الأمة ، مسلمين ومسيحيين، فى الأيام المباركة خاصة فى شهر رمضان..

يتبادل  الأصدقاء الصور الايجابية عبر وسائل التواصل الاجتماعى التى أحدثت ثورة هائلة فى مجال المعلومات فى مختلف المجالات ومنها الجانب الدينى..

الصديق العزيز ماهر زكى أرسل لى الكثير من الفيديوهات التى تتحدث عن الاسلام والقرآن ورمضان وبالتأكيد فعل الكثيرون مثله بعد أن أصبح الخبر أو المعلومة تنقل للملايين عبر خاصية «الشير»..

ومن المؤكد أن أحداً لم يطلب منهم ان يفعلوا ذلك وانما فعلوه بدافع المحبة التى جمعت هذا الشعب عبر السنين وفى الاحداث والمناسبات السعيدة والحزينة منذ أن اتحد الهلال مع الصليب فى ثورة ١٩١٩ لم يطلب أحد من راعى كنيسة الغردقة وهو نموذج لمئات وربما آلاف المسيحيين الذين علقوا فانوس رمضان على دور العبادة..

وربما لم يجد الزميلان المصوران الصحفيان حسن دياب ومحمود طنطاوى صعوبة فى أخذ لقطة لطفلين مسلم ومسيحى «ريان وبافلي» جمعتهما صداقة بريئة، ارتسمت السعادة على وجهيهما البريئين وهما يجلسان فى إحدى حدائق مدينة بورسعيد الباسلة التى ضربت المثل فى الوحدة لكثرة ما عانت من ويلات الحروب أعوام ٥٦، ٦٧، ٧٣..

من الاشياء الجميلة التى افتقدناها فى زمن كورونا توقف عزومات رمضان وكنا نجتمع فيها فى الريف الاوروبى عند الصديق الراحل الكريم الحاج نيازى سالم نمضى ليلة رمضانية جميلة بعد تناول الافطار وصلاة المغرب والعشاء والتراويح ثم تقام مباراة فى كرة القدم وتستمر السهرة حتى منتصف الليل ثم نودع مضيفينا بالشكر والامتنان على امل العودة..

وأذكر أن الاخوة المسيحيين كانوا يجلسون بالقرب منا ونحن نؤدى الصلوات فى صورة من صور المحبة التلقائية دون تزويق أو رياء لا سمح الله .

أحد الشباب المسيحيين «مينا» سجل فيديو يؤدى أغنية «مولاي» التى غناها الراحل النقشبندى من ألحان المبدع بليغ حمدى وقد جمعهما الرئيس الراحل أنور السادات فى هذا العمل الدينى الخالد خلود الزمن..

صور المحبة بين ابناء الشعب المصرى كثيرة وربما لم ترصد الكاميرات أغلبها لكنها ماثلة فى حياتنا اليومية فلا يمكن أن تفرق بين مسلم ومسيحى إلا فى تواجد كل منهما فى مكان العبادة وان كانت بعض المناسبات تجمعهما فى الافراح والعزاء الذى يجرى فى الكنائس ودور المناسبات فى المساجد..

وكنت سعيداً أن أشاهد السيدات المحجبات فى افراح زملاء العمل أو الجيران فى الكنائس..

هذه التصرفات العفوية ليس لها علاقة بتوجه الدولة أو القيادات الدينية وانما هى تصرفات تلقائية درج عليها المصريون الذين عاشوا معاً فى المدن والقرى منذ مئات السنين واذا كان البعض قد خرج على النص فى بعض الاحداث المؤسفة على مدار التاريخ فإنها غالبا ما تكون نظرة قاصرة وسوء فهم من جانب بعض المتعصبين فى المعسكرين الذين يستفيدون من زرع الفتنة..

ولهذا أرى أن الثورة المعلوماتية الحديثة يمكن أن تسهم بدور كبير فى فهم طبيعة الاديان السماوية التى تحض على التسامح والمحبة بين كل الناس.. كل عام ونحن جميعا بألف خير.