رمضان في ريف السودان «حاجة تانية».. والإفطار في الشارع للتراحم

تيجانى السودان
تيجانى السودان

كتب : د. هانى قطب سليم

يبلغ عدد سكان السودان ثلاثين مليون نسمة تقريبًا ، ونسبة المسلمين تصل إلى (96%)، يتكلمون أكثر من (110) لغات ولهجات محلية، ويستقبل أهل السودان شهر الخير بالفرح والسرور. يبدأ الاحتفال بشهر رمضان عند أهل السودان قبل مجيئه بفترة فمع بداية شهر شعبان تنبعث من المنازل السودانية رائحة جميلة، هى رائحة (الأبرية) أو(المديدة).

وعند ثبوت رؤيته يحدث ما يُعرف بـ (الزفة) إذ تنتظم مسيرة مكونة من رجال الشرطة، والجوقة الموسيقية العسكرية، ويتبعهم موكب رجال الطرق الصوفية، ثم فئات الشعب شبابًا ورجالاً...

وتقوم هذه (الزفة) بالطواف فى شوارع المدن الكبرى، معلنة بدء شهر الصيام. ومما يلفت النظر عند أهل السودان أن ربّات البيوت اعتدن على تجديد وتغيير كل أوانى المطبخ، احتفالاً وابتهاجًا بقدوم شهر رمضان، وحالما يتم الإعلان عن بدء شهر الصوم، تبدأ المساجد فى إضاءة المصابيح الملونة على المآذن والأسوار.

وتظل الأضواء الخاصة طوال ليالى رمضان، ومن المشروبات المشهورة عند أهل السودان فى هذا الشهر الكريم شراب يُصنع من رقائق دقيق الذرة البيضاء، حيث تطهى على ‏النار، ويُعمل منها مشروب أبيض يُعرف بـ (الآبرى الأبيض) له خاصية الإرواء والإشباع، إضافة إلى شراب (‏المانجو) و (البرتقال) و(الكركدى) ‏و(قمر الدين) ونحو ذلك.

أما المائدة الرمضانية السودانية فتتم على بسط من سعف النخيل مستطيلة الشكل، يصطف الناس حولها صفين متواجهين. ويبدأ الإفطار بتناول التمر ثم (البليلة).

وهى عبارة عن الحِمّص المخلوط مع أنواع أخرى من البقول المسلوقة، ومضاف إليها التمر. وهو طعام لا غنى عنه عند الفطور. ثم يتبع ذلك تناول (عصير الليمون) إذا كان الجو حارًا، أو (الشوربة) إذا كان الجو بارداً. وتلى تلك الوجبات العادية، وأشهرها (الويكة) وهى نوع من (البامية) مع (العصيدة) وهناك أيضًا طعام يسمى (ملاح الروب).

وهو عبارة عن لبن رائب ممزوج بقليل من الفول السوداني. وطعام يسمى (القرَّاصة) ويؤكل مع الإدام. ومن عادات السودانيين فى هذا الشهر ولا سيما فى القرى، خروج كل واحد من بيته قبل الأذان حاملاً إفطاره وبكمية تزيد على حاجته، ثم يجلس إما فى المسجد.

وإما فى الشارع ناظرًا ومنتظرًا أى شخص غريب ليفطر معه. وفى الخميس الأخير من رمضان يعد السودانيون طعامًا خاصًا يعرف بـ (الرحمات) يتصدقون به على الفقراء والمساكين، وهم يعتقدون فى هذا أن أرواح الموتى تأتى فى هذا اليوم لتسلم على أهلها.

وتقام فى الأيام الأخيرة من رمضان ليلة تسمى ليلة (الحنجرة) يقيمها من توفى له قريب عزيز خلال شهر رمضان، أو قبله بوقت قصير، وفى هذه الليلة يُقدم للمعزين التمر والمشروبات.

اقرأ ايضا | كيف كان يصلي صحابة رسول الله صلاة التراويح؟.. «الإفتاء» تُجيب