ماكرون.. المرشح الأوفر حظا للفوز رغم رئاسته المضطربة

الرئيس ماكرون
الرئيس ماكرون

يتنافس12 مرشحًا على الرئاسة الفرنسية الأسبوع القادم، وبافتراض عدم فوز أى شخص بالأغلبية، سيشارك المرشحان الأوليان فى جولة الإعادة بعد أسبوعين. سيكون للفائز القدرة على تشكيل فرنسا ودورها الرئيسى فى أوروبا على مدى السنوات الخمس المقبلة. فهل سيعيد الفرنسيون انتخاب إيمانويل ماكرون لولاية جديدة مدتها خمس سنوات أخرى، أم أنهم سيسلمون مفتاح قصر الإليزيه إلى رئيس جديد.


وأعلن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون (44 عاما )، 3 مارس ترشحه لولاية ثانية. حدد ماكرون فى رسالته إلى الفرنسيين، المحاور الرئيسية لولايته المقبلة. وفيها أكد أنه «ينبغى العمل أكثر ومواصلة خفض الضرائب». كما تعهد بالعمل على تعزيز فرنسا وأوروبا فى وجه «تراكم الأزمات».


يترشح ماكرون للمرة الثانية فى الانتخابات الرئاسية بعد مدة دامت خمس سنوات، مرت فيها فرنسا بأوقات صعبة وأزمات عدة، كأزمة ألكسندر بينالا وأزمة السترات الصفراء وجائحة فيروس كورونا إضافة إلى أزمات دولية أخرى كالحرب فى أوكرانيا والإرهاب فى منطقة الساحل ومغادرة القوات الفرنسية لمالى وارتفاع أسعار النفط والغاز. ما زال ماكرون يهيمن على السياسة الفرنسية ويبدو أنه مستعد لإعادة انتخابه، لكن هناك تحديا رئيسيا يواجهه وقد يكون حاسماً فى بقاء الرئيس أو مغادرته. حيث يواجه انتقادات شديدة بعد الكشف عن أن حكومته دفعت نحو 2.64 مليار دولار لشركات استشارية خاصة مقابل مشورةٍ وتقارير، تبين بعد ذلك أن كثيراً منها لم تكن له قيمة أو أُلغيت المشروعات المتعلقة به. منها ما يزيد على مليون دولار لشركة ماكينزى الأمريكية؛ للحصول على مشورتها بشأن خطة إصلاح المعاشات التقاعدية التى أُلغيت لاحقا، غير أنها متهمة بالتخلُّف عن دفع ضرائب مستحقة عليها فى فرنسا طوال العقد الماضي، على الأقل. إضافة إلى نحو 613.879 ألف دولار لشركتين أخريين، هما «مجموعة بوسطن الاستشارية» ، وشركة «إرنست ويونج» ، لتنظيم هيكلةٍ لأقسام حكومية معينة، لكن هذه الخطة أُلغيت لاحقاً أيضاً.

أحرجت هذه المزاعم ماكرون، الذى قيل إنه استعان بموظفى شركة ماكينزى لمساعدته فى صياغة برنامجه الانتخابى فى انتخابات عام 2017. وقالت صحيفة Le Monde الفرنسية إن عشرة مستشارين على الأقل من الشركة شاركوا فى صياغة برنامج ماكرون الاقتصادي.

واتهم ديفيد ليسنارد، عضو حزب «الجمهوريين» الفرنسي، ماكرون بـ»التغاضي» عن انتفاع الشركات الاستشارية لأغراض خاصة، ودعا إلى إجراء تحقيق.

كان ماكرون قد انتخب رئيسا لبلاده فى مايو 2017 لتطبيق سياسة اقتصادية معتدلة. لكنه عندما أصبح رئيسا للجمهورية، اتبع سياسة اقتصادية ليبرالية.. تولى إيمانويل ماكرون رئاسة فرنسا بسهولة، بعد فوزه على السياسية اليمينية المتطرفة مارى لوبان بنسبة 66.1٪ من الأصوات . كان عليه أن يبحر فى المياه السياسية المتقلبة لدفع إصلاحات مثيرة للجدل.

سهّل على الشركات فصل العمال وخفض الضرائب وأدخل قوانين أمنية صارمة للتصدى للإرهاب، لكنه أُجبر على إلغاء ضريبة وقود مقترحة فى 2018 بعد أسابيع من الاضطرابات التى أزكتها احتجاجات السترات الصفراء.

وقد تضررت إصلاحات أخرى، بما فى ذلك الوعد بخفض معدل البطالة من أكثر من 10٪ إلى 7٪ بحلول عام 2022، من جراء جائحة كوفيد على الرغم من انخفاض معدل البطالة حاليًا إلى 7.4٪.

تم إلغاء قيود فرنسا الصارمة على Covid إلى حد كبير، ودخل ماكرون السباق بعد أن لعب دورًا أوروبيًا مهيمنًا قبل وأثناء الغزو الروسى لأوكرانيا.

يقترح الآن التوظيف الكامل فى غضون خمس سنوات، وخفض الضرائب بمقدار 15 مليار يورو سنويًا للأسر والشركات، ودفع تكاليف برنامجه عن طريق رفع سن التقاعد تدريجياً من 62 إلى 65. كما يريد ماكرون الاستثمار فى القوات المسلحة ومضاعفة قوات الاحتياط الفرنسية.

ماكرون من مواليد 1977. دخل معترك الحياة السياسية عام 2006 كعضو فى الحزب الاشتراكي. غير أنه أطلق فى إبريل 2016 حزبا سياسيا جديدا أطلق عليه إلى الأمام.


شغل ماكرون منصب الأمين العام لقصر الإليزيه ثم وزيرا للاقتصاد فى 2014. لكن بعد سنتين، قرر التخلى عن منصبه وخوض غمار الانتخابات الرئاسية بمفرده فى 2017. وقد نجح فى ذلك إذ تم انتخابه رئيسا جديدا لفرنسا فى مايو 2017 ولم يتجاوز 39 عاما، على ضوء برنامج سياسى معتدل لكنه اتبع فيما بعد سياسة يمينية وليبرالية.


فى 2020 أطلق ماكرون تصريحا مسيئا للإسلام واصفا إياه بأنه يمر بأزمة فى كل مكان فى العالم مما أجج مشاعر المسلمين حول تلك التصريحات غير المسبوقة، وأعلن دعمه للرسومات المسيئة للإسلام، وتوالت الأحداث وشهدت وسائل التواصل الاجتماعى دعوات عدة لمقاطعة المنتجات الفرنسية والشركات الفرنسية وفروعها بالعالم. وقد أدانت عدة جهات رسمية بالدول العربية تصريحات ماكرون واصفة إياها بتأجيج ثقافة الكراهية والصراع باسم الحرية بالإضافة إلى ردود من شخصيات إسلامية عالمية تجاه هذا الخطاب العنصري.


يتمتع ماكرون بفرصة قوية للغاية للفوز، حيث تضعه استطلاعات الرأى فى مرتبة متقدمة على منافسيه الرئيسيين. فى وقت الحرب فى أوروبا حيث يُنظر إليه على أنه رجل دولة أكثر من الآخرين.