نهار

الودود جداً

عبلة الروينى
عبلة الروينى

كان أصدقاؤه يطلقون عليه (عهدى صادق جدا)..وأضيف (عهدى صادق الودود جدا).. هو المبادر دائما بالسلام والمحبة والمودة وحسن الاستقبال، حتى لأشخاص لم يلتق بهم من قبل...ربما هو الممثل الوحيد الذى يقف على أبواب المسرح، ليصافح الجمهور فردا فردا.. تماما كما وصفه صديقه الشاعر إبراهيم داود (تشعر وأنت تمشى معه فى حوارى القاهرة، أنه على معرفة شخصية بالشعب كله).. المحبة أبرز صفاته، والابتسامة أبرز ملامحه.. وطوال أكثر من ٧٠ عاما من عمره قدم خلالها ٢٤٠ عملا فنيا فى المسرح والسينما والتليفزيون..

لم يحصل فيها على بطولة مطلقة، لكنه تألق دائما فى الأدوار الصعبة بخصوصية مبدعة، وأسلوب أداء مزج بين التراجيديا والكوميديا... كثيرا ما كان يردد (المخرجين مش شايفيني لأنى قصير..)!!..وهى ليست سخرية من قصره، بقدر ماهى سخرية من تجاهله وعدم الاستعانة به خاصة فى السنوات الأخيرة، لكن ذلك لم يترك فى قلبه مرارة ولا ألما، هو الإنسان المستغنى والمترفع، لا يطرق باب أحد، ولا يحترف الشكوى.. بساطة وعذوبة وعمق حددت شكل الكوميديا التى حرص على تقديمها.. كوميديا ساخرة عميقة، لا كوميديا زاعقة الحركات والإفيهات والضحك المجانى.. ولعل عمله كممثل مسرح أساسا، وأيضا ثقافته العميقة، وصداقته بصلاح جاهين وأسامة أنور عكاشة، ضاعفت تلك الرؤية الساخرة، والبهجة الموجعة..
وداعا عهدى صادق الودود جدا...
محبتك باقية...