عبدالحليم حافظ.. لا ينام ليلا وهوايته الانطلاق بسيارته في شوارع القاهرة

الفنان الراحل عبدالحليم حافظ
الفنان الراحل عبدالحليم حافظ

كان العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ يخاف أن ينام وحده في غرفة النوم حتى ولو كان في «عز الضهر»، وفي نفس الوقت لا يستطيع أن ينام قبل السادسة صباحًا.


وعندما كان يضيق شقيقه محمد شبانة عليه الخناق لكي ينام في منتصف الليل، يتظاهر حليم بالنوم حتى يطفئوا الأنوار، وينصرف كل من في البيت إلى غرفته ثم يتسلل هو من تحت اللحاف ويرتدي ثيابه ويخرج على أطراف أصابعه إلى الجراج ويستقل سيارته وينطلق باحثا عن أصدقائه السهارى الذين لا يستطيعون أن يغلقوا أبوابهم في وجهه.

 

ظل هؤلاء الأصدقاء يتساءلون لسنوات أيضًا: لماذا لا ينام قبل السادسة صباحا وأخذ البعض منهم يلومه بشدة والبعض الآخر يهرب منه حتى لا يشجعونه على السهر حتى الصباح، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة عام 1955.

 

وفي أحد الأيام تربص به صديقه جليل البنداري الناقد والكاتب الصحفي، وسار وراءه بسيارته، وأوقفه وأخرج من جيبه مصحف لكي يقسم بأنه لا يعرفه بعد ذلك إذا لم يرجع إلى البيت وينام، فما كان من حليم إلا أن أمسك المصحف ووضعه في جيبه، ومنعه من القسم ثم قال له:

 

أنا لست من هواة السهر، كما أنني لست زاهدا في الحياة أو راغبا في الانتحار، لكن هناك سر أراني أنني مضطرا لأن أقوله لك حتى لا تقسم بالمصحف، وهو أنني لا أستطيع النوم قبل السادسة صباحا.

 

 إن غرفة نومي هي السجن الانفرادي الذي أتعذب فيه، وهي السينما التي أشاهد فيها كل ليلة صور شقائي وتطاردني فيها أحداث نفسي، وواقع حياتي، غير خوفي من أن أصاب بالنزيف، لذا أحاول السهر ليلا، للهرب من كل ذلك حتى يفرض النوم سيطرته.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم