فلاحات بالبكالوريوس.. مهندسات السبعينيات على الجرار وسط الزراعات

 فلاحات بالبكالوريوس.. مهندسات السبعينيات على الجرار وسط الزراعات
 فلاحات بالبكالوريوس.. مهندسات السبعينيات على الجرار وسط الزراعات

في السبعينيات كان منتظرا أن تقوم بنت مصرية بقيادة السيارة الجيب والدراجة البخارية والجرار، وتزرع وتحصد من المناظر الغريبة في مصر في هذا الوقت، وأن تكون أيضًا حاصلة على بكالوريوس زراعة، فلم يكن أحد يتوقع أن يحدث هذا ولكنه حدث بالفعل.

 

لم يكن هذا المنظر من الخيال ولكنه صورة واقعية للمهندسة الزراعية التي عملت في القطاع الشمالي لمديرية التحرير، ووجدت أكثر من مهندسة -فلاحة المستقبل – وهي تزرع الأرض وتعمل في الحقل بالبكالوريوس.

 

كان الوضع السائد في مصر حتى أواخر الستينيات أن المهندسة الزراعية تعمل في المكاتب أو في مراكز البحوث الزراعية، والقليل منهن يقوم بمهمة الإشراف العملي على الأراضي، وذلك لأن الرأي المنتشر في الميدان الزراعي في هذه الفترة أن المرأة لا يمكنها تحمل أعباء الزراعة بسبب طبيعة العمل المرهق والشاق في الحقول.

 

ولكن على بعد 185 كيلو متر من القاهرة وبالتحديد في القطاع الشمالي من الأراضي التي تم استصلاحها في السبعينيات شاهدت مصر تجربة جديدة خاضتها المرأة المصرية لأول وبكل دقة وعناية، فقد نزلت خريجة الجامعة إلى بساتين الدولة ومراعيها، تزرع وتحصد الأرض آليا وتشرف على الحصول وتسلمه في نهاية كل عام للدولة.

 

ففي هذا القطاع عملت 12 فتاة من خريجات كليات الزراعة، وهذه التجربة كشفت المعدن الحقيقي للمرأة المصرية وقدرتها الفائقة على تحمل متاعب العمل، وأيضًا متاعب الاغتراب فكل فتاة من كانت محافظة مختلفة.

 

 ثريا.. مهندسة البنجر

 

وتحدث مجلة آخر ساعة إلى أصحاب التجربة أنفسهن، وكان أول حديث مع  «ثريا أحمد إبراهيم» في مزرعة الأمل، هي من الجيزة وخريجة زراعة عين شمس وتشرف على زراعات البنجر والنباتات الطبية، وقالت ثريا عن تجارب زراعة البنجر في مصر:

 

 طلبت وزارة استصلاح الأراضي دراسة إمكانية إدخال محصول بنجر السكر في دورة الحاصلات الحقلية بالأراضي المستصلحة، ويوجد لدينا 26 فدانًا كلها مساحة تجريبية لزراعة الأصناف المستوردة من بولندا والدنمارك، واتضح من التجارب الأولية نجاح زراعته في الفترة الشتوية وتجري تجارب لإمكانية زراعته في الفترة الصيفية.

 

أما عن النباتات الطبية فقالت الفلاحة المصرية «ثريا» التي تحمل البكالوريوس: لا أحد ينكر أهمية النباتات الطبية بالنسبة لتصنيع الدواء في مصر وتصدير إنتاجها بالعملات الأجنبية، ولدينا نحو 25 صنفًا مختلفًا منها موزعة على قطاعات متعددة في الأراضي المستصلحة.

 

سهير.. ومكافأة إنتاج

 

وكلفت المهندسة «سهير محمد زكي» خريجة كلية الزراعة بالإسكندرية بالإشراف على 200 فدان من العنب، وغيرهم من المحاصيل الحقلية والمشاتل، وسهير سافرت في بعثة تدريبية إلى فرنسا للتعرف على أحدث أساليب زراعة العنب، وخطيبها مهندس زراعي ذهب إلى بلغاريا لنفس السبب.

 

 وقالت «سهير» إنها حصلت على مكافأة مالية قدرها 50 جنيهًا؛ حيث ارتفع بيع محصول العنب في المساحة المكلفة بها من 25 ألف جنيه إلى 28 ألف جنيه في العام نظرًا لزيادة انتاجيته.

 

آمال.. ومحو الأمية

 

وفي تخصص جديد هو الاقتصاد المنزلي تخرجت المهندسة «آمال أبو اليزيد» في كلية الزراعة جامعة القاهرة، وتم تكليفها بتنمية المجتمع من الناحية الغذائية.

 

وكان لآمال أكثر من نشاط اجتماعي ملحوظ في البيئة فقد أعدت فصولاً لمحو الأمية بين عمال الزراعة وأشرفت على نشر الوعي الغذائي للعاملين في القطاع، وقالت «آمال»: إنها استطاعت أن تقيم دور حضانة لخدمة أبناء العاملين وأعدت برنامجًا يقضي بعمل حملات توعية لتنظيم الأسرة عن طريق زيارات دورية مستمرة لأهالي المنطقة.


المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم