على الرغم من وجود العديد من الأنواع المختلفة من الطيور، إلا أن طائر الفرقاطات من الطيور البحرية التي تعيش في المناطق الاستوائية الأكثر دفئاً، وهو من أكثر الطيور المميزة بسبب شكله الفريد وصفاته المميزة .
وبخلاف حجمها الهائل، فإن طائر الفرقاطات من الطيور المميزة وهي أكبر أنواع الفرقاطة والطيور البحرية على حدٍ سواء ، حيث يصل طولها إلى ثلاثة أقدام وبطول جناحيها من سبعة إلى ثمانية أقدام.
ويتواجد طائر الفرقاطات على مدار العام في جنوب الولايات المتحدة والمكسيك ومنطقة البحر الكاريبي، حيث يتواحد لدي الذكور منقار طويل مع طرف معقوف وذيول متشعبة ولون أسود بشكل أساسي ، على الرغم من أن للإناث صندوقًا أبيض بينما يمتلك الذكور كيس حلق أحمر ساطع ، يُعرف باسم "كيس خيطي" ، والذي يستخدم حصريًا للتزاوج ، بينما خارج موسم التكاثر ، يتحول لونه إلى اللون البرتقالي ولا يكاد يكون مرئيًا.
نظرًا لكونها خفيفة الوزن بشكل لا يصدق ، يمكن لطيور الفرقاطات الرائعة استخدام الرياح وتيارات الهواء الطبيعية للقيام بمعظم رحلاتها أثناء تواجدها عالياً ، وغالبًا لفترات طويلة من الزمن، من أجل معرفة المدى الذي يمكن أن تطير فيه هذه الطيور، تم إعطاء العديد منها علامات الأقمار الصناعية من قبل الباحثين.
وقد رصد أحد أنواع هذا الطائر أعلى من ارتفاع 12000 قدم؛ بينما حلقت طائرة أخرى لمسافة أربعين ميلاً وثالثة على ارتفاع 300 ميل في يوم واحد، واستمرت هذه الطيور في الطيران لعدة أسابيع بعد ذلك، وذلك حسب ما ذكره موقع "talkinhawkin".
وعلى الرغم من وجود أقدام مكشوفة مثل الطيور البحرية الأخرى ، إلا أن الفرقاطات الرائعة لا تحتوي على ريش مقاوم للماء وبالتالي لا يمكنها السباحة أو الغوص للحصول على طعامها. بدلاً من ذلك ، يُعرفون بمطاردة الطيور البحرية الأخرى وإجبارهم على التخلي عن طعامهم.
وفي بعض الأحيان سيلجأون إلى ضرب الطيور في المعدة حتى يقوموا بإخراج شيء قد ابتلعه بالفعل، وقد أكسبهم هذا السلوك ولقب ب "طائر حرب الرجل" و "قرصان البحر" ، على الرغم من أن مضايقة الطيور الأخرى بسبب طعامها ما هي إلا مكمل للصيد، بينما يأكلون في المقام الأول الأسماك الصغيرة والحبار وقناديل البحر والقشريات ، فمن المعروف أيضًا أنهم يأخذون كل من السلاحف الصغيرة والطيور ، وكذلك بيض الأنواع الأخرى.
يحدث التكاثر على مدار العام ويعتمد على الظروف المناخية ، ويحدث غالبًا قبالة سواحل فلوريدا كيز وعلى طول ساحل خليج الولايات المتحدة، وعندما يكون الذكر جاهزًا للتزاوج ، فإنه سينفخ كيسه الدائري حتى يبدو وكأنه بالون أحمر كبير بينما يهتز الأجنحة المنتشرة جزئيًا ويدور ذهابًا وإيابًا حتى تختاره أنثى تحلق فوق رأسها لتكون رفيقها.
وعادة ما يتم بناء العش في كتلة من غابات المنغروف بالعصي التي سيجدها الذكر ويحضرها إلى الأنثى ، حيث ستبني العش بنفسها، وتضع طيور الفرقاطة الرائعة بيضة واحدة فقط في كل مرة ، والتي يحتضنها كلا الوالدين لمدة خمسين يومًا. بمجرد ولادة الكتكوت ، يبقى أحد الوالدين دائمًا في العش لحمايته من الحيوانات المفترسة.
وعندما يبلغ الكتكوت من العمر اثني عشر أسبوعًا ، يترك الذكر العش ليذوب ويتزاوج مرة أخرى ، بينما تظل الأم في الخلف وتستمر في إطعام الفرخ حتى يبلغ عامًا واحدًا ، على الرغم من أن الكتاكيت تبدأ في الطيران بمفردها حوالي خمسة أو ستة أشهر. نظرًا لطول الوقت الذي يقضيه في حضانة صغارهم وحمايتهم وإطعامهم ، تتمتع طيور الفرقاطات الرائعة بأطول رعاية أبوية معروفة بين جميع الطيور.
ومن الغرائب أن طائر الفرقاط هو الطائر البحري الوحيد الذي يختلف فيه الذكر عن الأنثي؛ حيث يتميز الذكر البالغ بلون أسود لماع من جهة الظهر وبلون أسود باهت من الجهة السفلى، وله عنق أحمر على شكل جيب تحت الحلق وتتضخم خلال موسم التزاوج لجذب الإناث.
أما الأنثى فهي تتميز بامتلاكها عنق أبيض وجوانب بيضاء اللون، لها حجم كبير كالذكور وتمتلك ذيل متشعب طويل، في حين أن الطيور الصغيرة فلها رأس أبيض يبلغ طوله (102) سم، ويتراوح طول جناحيه منشورين من 1.8 إلى 2.1 متراً .
وتتميز طيور الفرقاطات بأن لها أجنحة طويلة ولأن طائر الفرقاط لا يسبح، كما أنه لا يمشي جيدا ويقع بسهولة من على الأسطح المستوية لذلك فهي تمتلك أجنحة أكبر من جسمها تصل حجمها إلى 2.3 للذكور وذيل متشعب طويل، ومنقار معقوف، ولهذا تستطيع الطيران بدون التعب لمسافة طويلة تقدر بحوالي أسبوع.
ولعل أبرز ما يميز هذا الطائر أنه يكثر تواجده على المحيطات الإستوائية وشبه الإستوائية والساحلية أو البحرية الشواطئ، ويعيش في الجزر الواقعة في المناطق الدافئة على المحيط الأطلنطي والبحر الكاريبي وشرق الباسيفيك من المكسيك حتى الإكوادور.
ليس هذا فحسب بل إنه ينتشر في جزر فرنسية متفرقة في المحيط الهندي كجزر جلوريوسو، وجزيرة خوان دي نوفا وخاصة في قناة موزمبيق في جنوب أفغانستان على جزيرة يوروبا وهي مستعمرة دائمة.
