أحلام مصرية جداً

كلنا سيدفع الثمن

نهاد عرفة
نهاد عرفة

كُلنا يشعر بالغضب، ما يحدث فى العالم الآن ضرب من الجنون، وسنتحمل جميعنا تبعات هذا الجنون، الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حتى وإن انتهت اليوم، ستظل تبعاتها وتأثيراتها لعام أو عامين، فقر وجوع، أمراض وأوبئة وبيئة تالفة..إلخ، كُلنا سيدفع الثمن رغم أنه لا طاقة لنا ولا جمل فيما يحدث، فما بال لو طالت مدتها أو تحولت لحرب عالمية بين روسيا ودول الاتحاد الأوروبى! تحقيق المصالح والطمع والجشع على حساب البشر كلها صفات قميئة ضد الإنسانية، ولأننا جزء من العالم علينا أن نتحمل ونعانى ونكابد ظروفاً قاسية صامتين، فمن يحكم الثقافة العالمية يشن كل الحروب ويمسك العالم فى قبضته ثم يعجز عن تحقيق متطلبات البشر. مخاوف عديدة ومتزايدة تشهدها منطقتنا العربية إزاء هذه الحرب غير المبررة، وحالات من الإستنفار فى محاولة لدرء تداعياتها على نقص السلع الغذائية والذى يعتمد على القمح الروسى والأوكرانى بنسب تتراوح بين 25 بالمائة و80 بالمائة  لسد احتياجاتها بعد توقف شحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية، كارثة وشيكة ستطول كل أرجاء الأرض إذا لم تتوقف الحرب، وتحديات كثيرة ننتظرها وعلينا مواجهتها وتحمل تبعاتها ولنحتسب عند الله آلامنا وأوجاعنا.
إذا لم تستحِ فافعل ما شئت!
ـــ  حسناً فعلت مصر فى محاولة لفرض قيود على تصدير المواد الغذائية ودعم الأسعار، فنحن لا نعلم ماذا سيحدث غداً، وحسناً ما فعلت لزيادة الفائدة على الودائع والشهادات البنكية لتلافى ارتفاع سعر الدولار والارتفاع الجنونى فى الأسعار رغم تأثير هذه القرارات فى السياسات الاقتصادية التنموية والانتقاص من موارد الدولة.
ويبقى دور تجار الحروب الذين لا يتورعون عن استغلال الحروب فى مص دماء المواطنين، الذين يستغلون ظروف الناس فيرفعون الأسعار ويحتكرون السلع رغم أن مصر تمتلئ بالخيرات ولديها مخزون هائل من السلع الغذائية، وإذا كانت الحروب ملأت تاريخ العالم بالدماء، فجشع وطمع تجار الحروب ملأ جيوبهم وخزائنهم بسحت المال، وفعلاً إذا لم تستحِ فافعل ماشئت!