أبرزها كورونا والحرب الأوكرانية.. جنون «نظريات المؤامرة» يسيطر على أوروبا

نظرية المؤامرة
نظرية المؤامرة

كورونا خدعة للسيطرة على العالم بالرقائق الالكترونية.. والحرب الأوكرانية كشفت خطة "الطاعون البايولوجي".


"السوشيال ميديا" جعلت الشعوب الأوروبية والأمريكية "أرض خصبة" لنشر المؤامرات بين الشعوب .

 

شيري: مرض خطير سيقتل الملقحين خلال عام.. وتروتا : أنصار العولمة يتآمرون لتشكيل حكومة عالمية.

 

كتبت: مى السيد

مع كل أزمة عالمية، ومع كل خطر يهدد البشرية، تطفو على السطح العديد من نظريات المؤامرة، التى تؤكد وجود قوة خفية ونخب عالمية تحرك الأمور من الخلف من أجل تنفيذ مخططات شيطانية تهدف للسيطرة على العالم، والغريب فى الأمر أنه مع تغيير الملفات العالمية، تتغير النظريات بصورة تلقائية، ولكنها تحمل فى طياتها نفس الأفكار الخاصة بنخب عالمية تتلاعب بالحكومات والمنظمات والشعوب من خلال ماكينات إعلامية ضخمة.

ومع اتساع العالم الافتراضى «السوشيال ميديا» تصبح تلك النظريات أكثر انتشارًا وتأثيرًا، ويزداد مؤيدوها يومًا بعد يوم، بل أن الأمر وصل فى بعض الأحيان إلى توجيه الاتهامات لجماعات بعينها بأنهم وراء معظم الحروب الكبرى خلال الـ200 عام الماضية، وكان لوباء كورونا نصيب الأسد خلال بداية انتشاره، فى إطلاق العديد من نظريات المؤامرة حول نشأته ومن يقف خلفه، والهدف منه، حتى أن خبيرًا فى نظريات المؤامرة وصف ذلك العالم والمروجين لها بأنهم عبارة عن قشرة فارغة تنمو حول أخبار اللحظة.

 

وما يثير الدهشة والاستغراب حول أغلبية نظريات المؤامرة التى تم إطلاقها خلال السنوات الماضية، أن كافة الاتهامات للقوى الخفية العالمية موجودة فى المجتمع الأمريكى والأوروبى، وبالأخص مجلس العلاقات الأجنبية الأمريكى، ومجموعة بلدربيرغ الأوروبية، فالأول يضم مسئولين حكوميين ورجال أعمال وأعضاء بارزين فى مجتمع المخابرات والسياسة.


انشئ فى الأساس عام 1921 كقناة اتصال بين رؤوس الأموال والحكومة الأمريكية، ومع الوقت أصبح مجلس العلاقات الخارجية من أكثر مراكز صنع القرار تأثيرًا ونفوذًا على الحكومة من خارج الحكومة، حتى أنه تم تلقيبه بحكومة العالم، لما له من تأثير كبير على السياسة الخارجية الأمريكية وما يقوم به من إصدار توصيات إلى الإدارة الرئاسية والمجتمع الدبلوماسى.

أما المتهم الثاني بأنه من أهم منافذ نظريات المؤامرة، فهى مجموعة بلدربيرغ ومقرها أوروبا والتى أنشئت فى الأساس عام 1954 بهدف تعزيز لغة الحوار بين أوروبا وأمريكا الشمالية، وتشمل قادة سياسيون وخبراء فى الصناعة والإعلام ورجال أعمال وأكاديميين، وما غذى نظريات المؤامرة حوله بين الشعوب الأوروبية، هو حفاظه على الخصوصية فى المناقشات والمعلومات التى يتداولها الأعضاء، حيث يقومون بعمل مؤتمر شبه سنوى من أجل الوفاق بين الرأسمالية الغربية للسوق الحر ومصالحهم حول العالم.


 فى العصر الحديث وبسبب السوشيال ميديا أًصبح هناك قادة لنظريات المؤامرة في أوروبا وأمريكا، يستغلون صفحاتهم ومواقعهم من أجل نشر أفكارهم وآرائهم حول ما يعتقدونه من معلومات، وبسبب الأرض الخصبة المتوفرة أساسًا عند المجتمع الأوروبى والأمريكى، أصبح لهؤلاء الأشخاص مئات الآلاف من المتابعين يستمعون لهم ولأفكارهم التى تصفها دومًا الحكومات بالمضللة، وبسبب تزايد تأثير أصحاب النظريات على الناس، التى فى أغلب الأحيان تكون خارج المنطق والعقل، وقيامهم بنشر معلومات مضللة، سعت أغلبية مواقع التواصل الاجتماعى كالفيس بوك وتوتير وانستجرام وتيك توك، على تحجيم نفوذ هؤلاء النشطاء، وعملت على إغلاق أعداد كبيرة من الصفحات والمجموعات، وإزالة مئات الفيديوهات المرتبطة بتلك النظريات.

دكتورة شيري تينبينى

مع بداية انتشار فيروس كورونا حول العالم، والدعوة للإغلاق العام بغرض مواجهته، ثم ظهور اللقاحات وإجبار المواطنين على تلقيها، خرجت العديد من نظريات المؤامرة التى تشكك فى وجود الفيروس من الأساس، وتحدث البعض أنه مؤامرة انتخابية، بينما رآه آخرون أنه مؤامرة كبيرة من أجل تسويق مبيعات وتحقيق مكاسب، فى حين خرجت نظرية أخرى تقول إن الفيروس حجة لجعل الناس فئران تجارب لشركات الأدوية، وتعتبر الدكتورة شيرى تينبينى من أشهر أصحاب نظريات المؤامرة فى أمريكا، والتى وصل الأمر معها لمثولها أمام لجنة الاستماع الصحية بالكونجرس الأمريكى لمعرفة أسباب نظريتها حول فيروس كورونا، والتى روجت مرارًا وتكرارًا لاحتجاجات مناهضة للقاحات، بل وألفت عددًا من الكتب لنفس الهدف، وكان من أشهر نظرياتها أن لقاحات كوفيد 19 تجذب الناس إلى المعادن وتربطهم بأبراج المحمول.

 

وتعمل الدكتورة شيرى تينبينى، 63 عاما طبيبة ومندوبة مبيعات وناشطة أمريكية مناهضة للتطعيم، تخرجت بدرجة البكالوريوس فى الآداب من جامعة توليدو فى عام 1980 وحصلت على درجة الدكتوراه فى الطب التقويمى عام 1984، وافتتحت عيادة لتقويم العظام عام 94 ، وهى مؤلفة لأربعة كتب تعارض فكرة التطعيم، حتى أن استراليا منعتها من الدخول لتنظيم محاضرات حول رأيها فى التطعيم.

وكان من المقرر أن تناقش جلسة الاستماع مشروع قانون مناهض للقاحات من شأنه أن يمنع أرباب العمل من فرض التطعيمات ويحظر اللوائح التى تجبر الأشخاص غير الملقحين على ارتداء الأقنعة، وخلال جلسة الاستماع التى امتدت لساعة تقريبا ناقشت طبيبة العظام نظريات المؤامرة الخاصة بها، والتى تم بالفعل نشرها على وسائل التواصل الاجتماعى فى أنحاء أمريكا بشكل هيستيرى.

 

وأكدت لرئيس الجلسة؛ أن الذين أخذوا لقاح كورونا أصبحوا ممغنطين وهناك صلة بين اللقاح وأبراج المحمول «الفايف جى»، وقالت إنه يمكن وضع الشوك والملاعق بالقرب ممن تلقوا الفاكسين وستلتصق فى وجوههم وأجسامهم، وادعت الطبيبة فى شهادتها أن اللقاح تسبب فى وفاة أكثر من 5 آلاف حالة وفاة فى أمريكا.

 

وقالت إن الشركات التى تطلب دليلا على التطعيم «تشبه بشكل مخيف ألمانيا النازية التى تطلب من اليهود ارتداء شارات صفراء لتحديد عقيدتهم، ولا ينبغى لنا إجبار أى شخص على إجراء التجارب، اللقاح معتمد للاستخدام التجريبى على البشر، بعض الناس سيموتون من اللقاح مباشرة ، لكن عددًا كبيرًا من الناس سيبدأون فى الإصابة بمرض فظيع ويصابون بجميع أنواع أمراض المناعة الذاتية، من 42 يومًا إلى ربما حوالى السنة».

أكدت الدكتورة شيرى؛ بأن اللقاحات تسبب التوحد، وتؤثر على الحيوانات المنوية والخصوبة، والكثير من النظريات والاتهامات، التى وجدت لها طريقًا بين الشعب الأمريكى، وكان أشهر دليل على ذلك هو انتشار تحدى اختبار المغناطيس على مواقع الفيديوهات الأكثر شهرة، ويتضمن أشخاصًا حصلوا على الجرعات ويلصقون المغناطيس على أذرعهم.


ولخص تحليل أجراه مركز مكافحة الكراهية الرقمية لعام 2021 إلى أن تينبينى من بين أكبر اثنى عشر شخصا ينشرون معلومات مضللة وزائفة ضد اللقاحات على منصات التواصل الاجتماعى، وتعارض الإجماع العلمى الراسخ بأهمية تناول اللقاح، وتم اتهامها بتعريض حياة الناس للخطر، وأنها تستهدف الآباء الضعفاء فكريًا والشباب المتحمس، واستغلت صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعى لنشر أفكارها.

سلفانو تروتا

فى فرنسا سيطرت نظرية مؤامرة كوفيد19 على قطاع عريض من الشعب، الذين خرجوا بمظاهرات عنيفة خلال الأشهر الماضية رافضين لقرارات الإغلاق والشهادة الصحية التى أصر عليها الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون، وكان على رأس المروجين لتلك النظريات سلفاتو تروتا.

وسلفاتو تروتا فرنسى متعدد اللغات، عالم أمراض المسالك البولية، رئيس شركتين للإتصالات، والرئيس السابق لنقابة عمال الإتصالات، ويصف نفسه بأنه واحد من الباحثين عن الحقيقة، ومخبر يبلغ الناس بما وصل إليه من التخطيط للمؤامرات، وكان يرى فى فيروس كورونا أنه خليط من مؤامرة بين مجموعة دافوس وصناعة الأدوية والحكومات.


يعمل تروتا كعضو فى جمعية بون سين التى تنتقد إدارة الأزمة الصحية، وحماية الحس السليم والقيم والدفاع عن الحريات فى فرنسا للأجيال الحالية والمقبلة، كان عدد مشتركيه على يوتيوب 15 ألف شخص فقط، ولكن بعدما تبنى وروج لفكرة أن وباء كورونا كان مدبرًا، وصل عدد مشتركيه إلى 170 ألف مشترك.

كرس تروتا حياته لتقديم فيديوهات يومية على قناته لإدانة خطر اللقاحات وفساد الحكومات، وتأكيده الدائم على أن الكمامات تجعلك مريضًا، وأن الهدف من عمليات الإغلاق العام قتل الناس، ويروج دائما أن الهدف العالمى هو تزويد السكان بالرقائق الإلكترونية للسيطرة عليهم بشكل أفضل، وبعد تعرضه للمراقبة انشأ صفحات وقنوات بديلة يدعم خلالها أفكاره وأهمية الطب البديل فى حياة الناس.

أنصار العولمة

فى عام 2020 كان أحد أبطال فيلم المؤامرة، ومن أشهر أقواله «أنصار العولمة مثل جاك أتالى قالوا إن هناك حاجة إلى وباء لتشكيل حكومة عالمية، هذا الوباء كان متوقعا من قبل أنصار العولمة»، وأيضا دائما ما يتهم بيل جيتس بأنه أحد أقطاب المؤامرات فى العالم فقال ذات مرة فى منشور له على تليجرام «أنا أقاتل من أجل ابنتى البالغة من العمر 13 عاما، حتى لا تدخل مجتمع بيل جيتس هذا، وهو محسن بالنسبة لك ومريض بالنسبة لى، يتكون من التحكم البيومترى، وجوازات السفر البيومترية»، فى الإشارة إلى أنهم يريدون مجتمع موحد.

أما عن أحدث نظرياته للمؤامرة هو أن أزمة أوكرانيا زائفة بالمرة، لصرف الانتباه عن الانتخابات الفرنسية، حتى يفوز ماكرون بولاية ثانية، كما يرى أن روسيا تفضح أكبر مؤامرة تتم على العالم من خلال المشروع الأمريكى داخل المختبرات الأوكرانية، وهو المشروع الحيوى لطيران الأنفلونزا عبر الهواء من ستة أنواع مختلفة من الفيروسات والبكتيريا بما فى ذلك الطاعون، اتهمهم بأنهم كانوا ينوون إطلاق فيروس أشد وعمليات إغلاق يموت خلالها الملايين فى المنازل».