رحلة قصيرة

«كالنجمة»

زينب على درويش
زينب على درويش

زينب على درويش

«كالنجمة»

كالنجمة فى سماء صافية، يراها الجميع إنها فى متسع هائل، لا تريد أن تتوطنه تشتاق لأنس حضن صادق، لرموش تكون غطاء، وليست سيوفًا قاتلة ، أرادت أن تخفى وجهها فى كف، يسد عنها شرر النيران ، أهوال الطرق، أكاذيب الأحبة ، فلم تجد سوى أول كف حملها، وهو كف أم يمحى كل ألم .


« الحلم »


سمعت صوتًا حنونًا ينادى باسمها، كى تفيق، ترددت أن تفتح عيونها، خوفًا من أن تفقد هذا الصوت، إنها متأكدة أنه حلم، فصاحبة الصوت ليست على قيد الحياة، أغرقت نفسها أكثر فى النوم، حتى لا تفقده، سقطت الدموع، شعرت بها تمسح دموعها الساخنة، همهمت اشتقت لكى يا أمى، ليتنى أظل نائمة، كى تظلى بجوارى.


«كنوز العوراء »


اكتنزت الذهب حتى صار تلالًا، تباهت، تفاخرت بكنوزها، برغم أنها عوراء العين، قالت: لست بحزينة لأنى عوراء، فأنا أرى كنوزى بعين واحدة، فغيرى لا يرى ما يملكه بعينيه الاثنتين، قال لها شحات البلدة، ماذا ستفعلين بتلك التلال ؟ ضحكت إلى أن سقطت، ثم قالت: لقد اقتلعت بها عيونكم التى تحملقون بها وأصبحتم، جميعكم «عور» مثلى .


«السراب »


نحت أجمل تمثال لها، كما لوكان من، لحم ودم، جلس أمامه أيامًا كثيرة يحدثه، ضاع الكثير من عمره بجواره، فى ليلة مقمرة، أنار القمر وجهه، بكى وبكى، حيث ذكره أنه بلا روح، وضع يده على صدره، وقال بكل أسف: غويت قلبى، واحتلت على عقلى، ليت أمر روحها بيدى، ما كنت علقت هنا بجوار ذلك السراب الكبير.


« زهرة »


زهرة غرست فى أرض لا تشبه أى أرض، تروى بماء لم يشرب مثله، سطعت عليها شمس لم تسطع من قبل، فهى ليست كباقى الزهور، لا تشبه الفل، وأنعم من الياسمين، وكأنها لم يخلق أجمل منها، لونها أنصع من لون الثلج, من رآها تمنى أن يملك مثلها، إنها خلقت من دموع تائب وعائد من رحلة طويلة، فى دنيا المباهج المزيفة  .