كواليس وحكايات من داخل مهرجان « إسماعيلية السينمائى الـ23 »

مهرجان الإسماعيلية السينمائي
مهرجان الإسماعيلية السينمائي

الإسماعيلية :  أحمد سيد   

أسدل الستار منذ أيام على مهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورته الـ23، والتي شهدت عديد من الإيجابيات، أبرزها ترميم المهرجان لـ3 أفلام للمخرج خيري بشارة، بالإضافة إلى ترميم فيلم “كرسي توت عنخ أمون الذهبي”، فضلا عن نجاح تجربة ورش الأطفال التي لاقت إقبالا جماهيريا كبيرا، وإشادة من جمهور المهرجان، لكن اختلفت الأراء حول الأفلام التي شاركت بالدورة بين مؤيد لها ويراها ذات مستوى فني عالي، ومن يراها دون المستوى المطلوب.. “أخبار النجوم” تكشف ما دار في كواليس الدورة الـ23 من مهرجان الإسماعيلية الدولي

قبل انطلاق فعاليات المهرجان، أثار المخرج سعد هنداوي - رئيس المهرجان – الجدل بسبب تصريحاته عن هوية الدورة الجديدة، وتم إتهامه بأنه يسيء إلى رؤساء المهرجان السابقين، وزاد الأمر حالة من التربص للمهرجان والذي شهد نوعا من الإرتباك في أولى أيام العروض التي لم تكن منتظمة بسبب عروض الأفلام على نظام “DCB”، وهو الأمر الذي تسبب في إلغاء بعض العروض وقطع الصوت بعض العروض الأخرى، ولعل من أبرز هذه الأفلام “البحار وقلب أسود”، لكن من أهم إيجابيات المهرجان ترميم 4 افلام، 3 للمخرج خيري بشارة، وهم “صائد الدبابات وطائر النورس وطبيب في الأرياف”، كما تم ترميم فيلم “كرسي توت عنخ أمون الذهبي” للمخرج شادي عبد السلام.       


وأضاف سعد هنداوي في حديثه عن الهجوم عليه ونتائج الدورة الحالية من المهرجان: “سعيد بما حققته في الدورة الـ23 من مهرجان الإسماعيلية السينمائي للأفلام التسجيلية والقصيرة، وأعدت المهرجان إلى مكانته الطبيعية كونه من أكبر المهرجانات المتخصصة في الأفلام التسجيلية والقصيرة بالمنطقة، وأصبح له هوية بصرية أو (براند)، وذلك عندما تم تنفيذ (لوجو) خاص بالمهرجان، ليكون متعارف عليه خارجيا، كما أنني كنت حريص أيضا على اختيار أفلام جيدة المستوى الفني ليستمتع بها الجمهور، وكانت مهمة صعبة في ظل الظروف التي تمر بها السينما بجميع أنحاء العالم بسبب فيروس (كورونا)، وكانت بعض هذه الأفلام بدون مقابل مادي، وذلك مثل أفلام الافتتاح، والتي تم التعاون فيها مع مهرجان (كليرمون فيران) الدولي للأفلام القصيرة، والذي ضم 4 أفلام (جزر الهند الغرامية) من فرنسا و(حاسة اللمس) من سويسرا، و(الشقيقات) من هولندا، و(تايم كود) من إسبانيا”.

ويضيف سعد هنداوي: “من الإيجابيات التي شهدها المهرجان هذا العام، حضور عدد كبير من صناع الأفلام، وهو ما خلق حالة نقاشية بينهم وبين الجمهور، كما ركزنا هذا العام على إنجاح برنامج أفلام الأطفال، لكنني أرى أن سبب فشل تلك التجربة عدم حضور الأطفال رغم أن إدارة المهرجان راسلت وزارة التربية والتعليم لتحقيق هذا الغرض، أما عن ما يتربص بي ويحاول خلق أزمات مثل تأويل كلامي عن رؤساء المهرجان السابقين، فأنا من المستحيل أن أهاجم أصدقائي من رؤساء المهرجانات، وليس من طباعي، وأعتقد أن كل من تولى هذا المهرجان بذل كل جهده لتحقيق النجاح، كما أننى مرتبط بهذا المهرجان وأرغب فى أن يكون أحد أهم المهرجانات فى المنطقة، وخاصة أننى حصلت فيه على جائزة دولية عن فيلمى “زيارة في الخريف” وهو كان مشروع تخرجى من معهد السينما، وأتصور أيضا أن من إيجابيات المهرجان هذا العام هى ترميم الأفلام الخاصة بالمخرج خيرى بشارة، وكذلك ترميم فيلم “كرسي توت عنخ أمون الذهبي” للمخرج شادي عبد السلام. 

“احتفالية بشارة”

المهرجان شهد تكريم المخرج الكبير خيري بشارة، في احتفالية حملت عنوان “الاحتفاء بالبدايات”، كما شهدت توقيع كتاب عنه بعنوان “السينما والواقع”، وقال خيري إنه بدأ كمخرج للأفلام التسجيلية، ثم قدم فيلمه الروائي الأول “الأقدار الدايمة”، ووجد صعوبة كبيرة لأنه معتاد على العمل مع أشخاص من الشارع لا ممثلين محترفين، وعندما ذهب لأول أيام تصوير “الأقدار الدامية” تشاجر مع النجمة الكبيرة نادية لطفي، وهو ما جعلها تنسحب من الفيلم بعدما أنهت تصوير اليوم.


وقال بشارة، إن جيله “مشاغب فنيا”، لكنهم عانوا في البدايات، حيث تم تعيينه في المركز القومي للسينما مع داوود عبد السيد بمرتب 17 جنيه، وأضاف أن أول تكليف حصل عليه خلال عمله في “القومي للسينما”، كان فيلم عن مركز تدريب للإنشاء والتعمير بالإسماعيلية، وكان فيلم دعائي، لكنه لم يكن على قدر طموحه، فقام بعمل الفيلم عن المتدربين في المركز، وأطلق عليه “طائر النورس”، وهو ما تسبب في منع الفيلم، لكن وزير الإسكان وقتها المهندس عثمان أحمد عثمان شاهد الفيلم وأجازه بإعتباره فيلم قادر على المنافسة بالمهرجانات.

 

وعن كتاب “السينما والواقع” الذي أهداه خيري بشارة للمهرجان الإسماعيلية، والذي يسرد فيه تجربته، فقال عنه: “كتبت هذا العمل أثناء تواجدي بالحدود الإيطالية الفرنسية، حيث كنت أقيم على البحر، وحاولت نشره في تونس، وبسبب تجولي به في محاولة لنشره ضاعت بعض أوراقه، لذلك فهو سعيد بدعم المهرجان لنشره”.   
بشارة دعا الحضور على الوقوف دقيقة حداد على روح الممثل الراحل زكي فطين عبد الوهاب، والذي وافته المنية منذ أيام، مشيرا إلى أنه صديق عزيز أفتقدته السينما المصرية. 

“100 عام”
أقام المهرجان احتفالية بمناسبة مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، وقال سعد هنداوي، إن عام 2022 يضم العديد من الأحداث التي مر عليها قرن من الزمان.


وأضاف هنداوي أنه قرر عرض فيلم للمخرج شادي عبد السلام بعنوان “كرسى توت عنخ آمون الذهبى”، ضمن فعاليات المهرجان، مشيرا إلى أنه اكتشف أن النسخة المتوافرة من الفيلم شديدة السوء، وأنهم سعوا لترميم هذا الفيلم، موجها الشكر إلي الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، لسرعة ترميم الفيلم وعرضه على هامش المهرجان، كما أوضح هنداوي، أنه وجد دعما كبيرا من الجهات الرسمية بالتعاون مع المركز القومي للسينما لكي تظهر النسخة الأصلية للفيلم، وفوجئ بأنها شديدة السوء مما دفعهم لإعادة ترميمها.


حضر الاحتفالية د. محمود مبروك مستشار وزير السياحة والآثار، ومونتيرة الفيلم د. رحمة منتصر.

“باب الدنيا”

من الأفلام التي جذبت الأنظار، الفيلم المصري التسجيلي الطويل “باب الدنيا” للمخرج عبد الرحمن محمود، والذي تناول حادثة وفاة المخرج الشاب محمد رمضان ورفاقه متجمدين في درجة حرارة 13 تحت الصفر في رحلتهم إلى قمة “باب الدنيا” في سانت كاترين في فبراير 2014، إذ كان رمضان زميلا له في معهد السينما، ومخرجا واعدا.

وقال عبد الرحمن عن فيلمه: “الراحل محمد رمضان كان صديقا لي، وتأثرت بحادثة وفاته عام 2014، وأثرت في لمدة 8 سنوات، حتى قدمت كل مشاعري نحو تلك الحادثة في هذا الفيلم، خاصة أنني كان من المفترض أن أكون معهم في تلك الرحلة لكن بعض الظروف منعتني من السفر، وقمت بالإستعانة في الفيلم بمشاهد صورها رمضان بتليفونه الشخصي، كما أجريت لقاءات مع المشاركين في الرحلة ممن نجوا، ورغم أنني متخصص في هندسة الصوت، لكنني قررت المجازفة وإخراج هذا العمل تكريما لروح المخرج الشاب الراحل”.