«الخرس الزوجى» يعد مرضاً قاتلاً للمودة والحب والتفاهم والتوافق، ويترتب عليه أن حياة الزوجين تكون مجرد شكل اجتماعي لا أكثر، ومن أكثر المشكلات التى تهدد استمرار الحياة الزوجية، هو فقدان لغة التواصل والتفاهم بين الزوجين.
وهناك أسباب عديدة وراء الوصول لحالة «الخرس الزوجي» أهمها عدم الإهتمام من كل طرف للآخر، وعدم الاستماع المنصت لكلا الطرفين، وهو ما يتسبب في الشعور بعدم الأهمية، وهو ما يجعلهم يصلوا لمرحلة السكوت المتعمد أو ما يطلق عليه ظاهرة «الخرس الزوجى» فهي ظاهرة طبيعية يمر بها الأزواج بعد فترة من الزواج، وتتباعد المسافات بينهما، وهو ما يؤثر بالسلب على الحياة الأسرية، نتعرف على الأسباب التى تؤدي بالزوجين لهذه المرحلة في حياتهم الإجتماعية.
طلاق مقنع
وعن الآثار النفسية والإجتماعية عن الإنفصال بين الزوج والزوجة دون وقوع يمين الطلاق، قالت الدكتورة هالة رمضان أستاذ علم الإجتماع، " أعتقد أن الإنفصال بين الزوجين نوعا من أنواع الطلاق المقنع، فالأب وجوده يكون وجود مادي ملموس فقط في العائلة لمجرد تحقيق الشكل الإجتماعي، ولكن هذا الوضع له آثاره السلبية على الأبناء أولا والزوجة والزوج معا".
وأكدت رمضان، أن وضع الإنفصال بهذا الشكل يستهلك كثيرًا من الطاقة النفسية للزوجين، لذلك فهذا الوضع من الممكن أن يكون أسوء من الطلاق، لأنه ينتج آثار سلبية على حياة الأبناء ومستقبلهم، ويدمر الحياة الزوجية والأسرية معا.
وأشارت إلى أن قرار الطلاق حتى وإن كان قرارًا له سلبياته إلا أن الزوجين يبدأون حياة جديدة بعيدًا عن بعضهم البعض، ويشترط عدم وجود كل طرف في حياة الطرف الآخر.
وأوضحت رمضان قائلة:"محاولة الإصلاح بين الزوجين يكون أفضل، فتكون حياة أكثر استقراراً من الإنفصال والطلاق".
الدكتورة نهلة أمير أحمد أستاذ الطب النفسي قالت، إن أسباب الوصول لمرحلة الخرس الزوجي نتيجة لعدم الإهتمام المشترك بين الزوجين، فالزوجة عند وجود أطفال تحول اهتمامها بهم وتترك وزوجها، والزوج لابد أن يكون له نصيب من الإهتمام، وبالتالي فاحتياجاته غير موجودة بالمرة، ومن الممكن أن يخرج الزوج لأخرى للبحث عن احتياجاته والإهتمام من زوجة أخرى، ومن كل هذا يحدث الخرس الزوجي.
وأشارت إلى وجود ما يسمى بالمسافات بين الأزواج فى الطب النفسي، المسافة الأولى يطلق عليها المسافة الحميمية وهى من (صفر- 46 سم) ويكون بها قرب واهتمام وكلام بين الزوجين، والمسافة الثانية يطلق عليها (المسافة الصديقة) وهى من (47 سم- 120سم)، وهى يكون الزوجين فى حالة كلام بينهما ولكن بدون الدخول في تفاصيل حياة كل طرف من الطرفين، والمسافة الثالثة هى (المسافة الإجتماعية) وهي من (121سم- 180 سم)، ويكون الطرفين فيها يعيشون مثل الأصدقاء ولا يوجد لغة مشتركة بينهما، والمسافة الأخيرة والمعروفة بـ (المسافة الغريبة) وهى أكثر من 180 سم وهى تشبه أي شخص غريب تقابليه في حياتك مثل الأشخاص الذين نقابلهم بالمواصلات العامة.
وأكدت نهلة أن ظاهرة الخرس الزوجي له تأثير على الأبناء، من خلال رؤيتهم الدائمة لعدم التفاهم بين الأب والأم وعدم وجود مشاركة وتعاون بينهما أو وجود الشجار المستمر بين الطرفين.
اقرا أيضأ: هيدى كرم: الخرس الزوجي مرض يمكن علاجه (عدد المشاهدات
