كيروش.. رجل القارات

كارلوس كيروش
كارلوس كيروش

كتب: محمد حامد

20 عاماً نجح خلالها البرتغالى كارلوس كيروش فى التأهل لكأس العالم أربع مرات مع ثلاث منتخبات من ثلاث قارات، آسيا وأفريقيا وأوروبا، وقبل أن ينتهى العام العشرون يتمنى البرتغالى- وهى نفس أمنية الشعب المصرى- أن يتأهل للمرة الخامسة مع منتخب جديد.

لكيروش حكايات كثيرة تدل على تنوعه واختلافه، وإن كانت الحكاية الأبرز والأهم له ولنا، التأهل للمونديال، فى ثلاث مناسبات من الأربعة التى تأهل فيها كيروش كان التأهل تاريخياً للشعوب التى تأهل منتخب بلادها، والوصول لهذه المنتخبات بمثابة الإنجاز.

إقرأ أيضاً | كيروش: واثق في قدرات اللاعبين ونحتاج للدعم

حدث أول وصول لكارلوس خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2002 بكوريا واليابان، حينها كان المدرب البرتغالى مديراً فنياً لمنتخب جنوب أفريقيا نجح فى الوصول بالبافانا بافانا، وكان أول إنجازاته داخل القارة السمراء.

لم تكتمل الفرحة بالنسبة لكيروش بعدما حدث خلاف بينه وبين الاتحاد الجنوب أفريقى أدى لرحيله قبل المونديال وتولى قيادة المنتخب مدرب آخر، إلا أن الإنجاز كُتب باسمه ولأول مرة يتأهل منتخب للمونديال تحت قيادة كيروش.

المرة الثانية كانت مع منتخب بلاده البرتغال خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا لتتحقق المفارقة بأن يتولى قيادة منتخب قام بتأهيله لهذا الحدث العالمى ويكون هذا الحدث فى البلد الذى لم يمكنه من التواجد لأول مرة كمدرب فى المونديال.
أما المرتان الثالثة والرابعة فكانت فى مونديالى 2014 و2018 بتجربة هى الأبرز له خلال قيادته للمنتخبات عندما نجح فى الوصول بمنتخب إيران لهذا المحفل العالمى، مرة فى البرازيل وأخرى بروسيا.
لاقت المشاركات الثلاث لكيروش فى المونديال فشلاً من حيث الأرقام ولعل أسوأها الخروج من دور الستة عشر مع منتخب بلاده البرتغال الذى طالما يكون رقماً صعباً على جميع المنافسين.

وعلى الرغم من أنه لم يتخط دور المجموعات مع إيران فى المشاركتين إلا أنها كانت نتيجة طبيعية نظراً للفوارق المتواجدة بين المنتخب الآسيوى والمنتخبات الأخرى مثل الأرجنتين التى واجهت إيران فى مونديال 2014 ونجحت فى الوصول لنهائى هذا النسخة.

بعيداً عن مشوار كيروش فى التأهل للمونديال الذى سيصبح ذهبياً إذا نجح فى تتويجه بالوصول الخامس مع منتخبنا، قام المدرب البرتغالى فى قيادة عدد من النجوم تجعله يمتلك خبرات فى المواجهات الحاسمة مثل مباراة الغد، فكانت بداياته مع مراحل الشباب والناشئين فى المنتخب البرتغالى وقاد مجموعة من النجوم على رأسهم لويس فيجو فى ذلك التوقيت، وعلى مستوى الفرق تكفى خبراته بمزاملة السير أليكس فيرجسون فى قيادة مانشيستر يونايتد فى واحد من أبرز الأجيال الذهبية فى تاريخ الفريق الإنجليزى بقيادة النجم البرتغالى كريستيانو رونالدو.

وأيضاً يكفى تواجده على رأس القيادة الفنية لفريق بحجم ريال مدريد لمدة عام وكانت هناك نجوم يحلم أى مدرب بقيادتها ولو لمدة 365 يوماً فقط .. وبالعودة لمرحلة النشأة فمعروف أن كيروش وُلد فى موزمبيق وهو أمر يدعم خبراته المتعددة فى القارات المختلفة، فقد وُلد فى موزمبيق وهو بالأصل برتغالى ودرب منتخب بلاده فى الفئات السنية المختلفة، وتولى تدريب الإمارات وإيران فى آسيا وكولومبيا فى أمريكا الجنوبية بالإضافة لتوليه قيادة جنوب أفريقيا سابقاً ومصر حالياً، ليستحق المدرب البرتغالى أن يُلقب برجل القارات، فهل ينجح فى كتابة التاريخ مع أبرز وأقوى منتخبات القارة؟ .. هذا ما سيتم حسمه فى مواجهة الغد المصيرية.