د. رحاب أردش
خبيرة الموارد البشرية و المهارات الحياتية
العطاء من أهم و أرقى الفضائل الإنسانية على الإطلاق لأن العطاء هو بذل الجهد والتضحية للآخرين والتجرد من الأنانية وحب التملك فالعطاء يجعل الفرد يشعر بالسلام النفسى وبراحة البال وسعادة القلب فهو يعطى شعورا غامرا بالسعادة ويعطى لحياة الإنسان قيمة وأهمية فتزيد المحبة والألفة بين أفراد المجتمع و أبواب العطاء كثيرة ومتنوعة حسب مقدرة كل فرد ولهذا فكلنا قادرون على العطاء دون استثناء فإن لم تستطع أن تقدم العطاء المادى فمن الممكن أن تقدم العطاء المعنوى حتى وإن كانت كلمة طيبة أو السماحة والعفو لأنها من ألوان العطاء المختلفة التى تؤدى إلى التآلف والتراحم بين الناس فتصل بالمجتمع إلى أرقى صورة من التكاتف والتكامل.
والإنسان المعطاء قد يعطى وهو فى أمس الحاجة لما يعطيه وهو بذلك يترجم كل معانى الإنسانية فى كلمة واحدة وهى العطاء فتراه يعطى ولا ينتظر حمداً أو شكراً فيعطى بلا مقابل ويُرْزق دون توقع فلا تظلم نفسك أو تلومها إذا اكتشفت يوما أنك أعطيت من لا يستحق ما لا يستحق وقُوبل عطاؤك بالجحود من الآخرين فيكفيك أنك تعمل طائعا لا مكرها إبتغاء وجه الله تعالى.
فُكن من أهل العطاء الذين لا تعيقهم أى انكسارات من الزمن وخصوصاً فى أوقات الشدائد والأزمات لأنها من أهم اللحظات التى يشح فيها الناس ويؤثرون مصالحهم الشخصية فتسود الأنانية والجشع والكره والغيرة وُكن ممن يتسابقون فى العطاء ويسارعون للخيرات فيشعروا بلذة الحياة فتسمو قلوبهم وأرواحهم ويشعرون بالسعادة الحقيقية والرضا الدائم فى الحياة.