ماكرون يطلق برنامجه الانتخابى ويستغل الأزمة لتعزيز شعبيته

الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون

كتبت : مرام عماد المصرى

منذ أن أعلن ترشحه فى مطلع مارس، لم يعقد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون سوى تجمع عام واحد مع ناخبين، فى 7 مارس الحالى فيما يكثف خصومه التجمعات الانتخابية.. وتشهد فرنسا حملة انتخابات رئاسية رتيبة هيمنت عليها أولا أزمة كوفيد-19، ثم الغزو الروسى لأوكرانيا.


و يحاول ماكرون استثمار الحرب الروسية الأوكرانية لصالحه حيث تردد حملته الانتخابية بشكل مكثف انه لعب دورًا كبيرا فى التواصل الدبلوماسى الغربى لوقف الحرب فى أوكرانيا، حيث أجرى حوالى 20 ساعة من المحادثات مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى الأسابيع الخمسة الماضية.


ويبدو ماكرون محظوظا، وفق استطلاعات الرأى التى أجريت أخيرا، والتى رجحت فرصة فوزه بالانتخابات الرئاسية بنسبة 58% من الأصوات، ومن المنتظر أن يواجه ماكرون 11 مرشحًا فى الانتخابات الرئاسية التى تجرى يوم 10 أبريل المقبل،و منافسة شرسة خاصة من مرشحى اليمين المتطرف على رأسهم زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان التى حقق فوزًا كاسحًا عليها فى الدورة الثانية للاقتراع الرئاسى سنة 2017، وتسعى للثأر لهزيمتها السابقة.


المعارضة تتهم ماكرون بأنه لايحظى بشعبية لدى قسم كبير من الشعب الفرنسي. ويوصف عادة من طرفهم بأنه «رئيس الأثرياء» ، وقد بدأ ولايته بإجراءات لاقت تنديدا واسعا كإلغاء الضريبة على الثروات وخفض المساعدات للإسكان ..مع ذلك تقدم ماكرون فى استطلاعات الرأى حيث أظهرت أنه من المرجح أن يفوز فى الجولة الأولى من الانتخابات فى العاشر من أبريل القادم، وأن يفوز على أى منافس إذا أجريت جولة إعادة فى 24 أبريل مع إشادة الناخبين بجهوده الدبلوماسية قبل الحرب الأوكرانية وخلالها.


برنامج ماكرون الانتخابى تناول كل الجوانب الخارجية والداخلية. ففى المجال الدفاعى والخارجي، وعد ماكرون بتعزيز قدرات القوات الفرنسية لمواجهة الأزمات المستقبلية، على غرار الحرب الأوكرانية وتعزيز الدفاع الأوروبي.


كما وعد بتكثيف الاستثمارات فى القطاع الدفاعى وتعميم الخدمة العسكرية الشاملة وزيادة قوات الاحتياط. وتعهد بإعادة توطين الصناعات فى فرنسا لخفض الاعتماد على الخارج وسد النقص الذى تعرفه البلاد فى توفير الرقائق الإلكترونية وكثير من المكونات الصناعية أو الأدوية.

وبضخ استثمارات أكبر لتوفير الاستقلال الزراعى والصناعى والإبداعى لفرنسا. اما داخليا فقد وعد الشعب الفرنسى بخفض الضرائب بواقع 15 مليار يورو سنوياً مقسمة بالتوازى بين الأفراد والشركات ورفع سن التقاعد من 62 إلى 65 عاماً، وذلك فى إطار خطة اقتصادية متكاملة يريد قيادتها لإعادة تشكيل الاقتصاد.


وأكد ماكرون أن لديه أولويتين: الصحة والمدرسة اللتين يرى فيهما مصدراً لـ«التباين الاجتماعي». إلا أن التهديد الأكبر بالنسبة إليه هو ارتفاع الأسعار ونسب التضخم التى لم تعرفها فرنسا منذ كثير من السنوات .

وتداركاً لحراك اجتماعى احتجاجاً على تضاؤل القدرة الشرائية للطبقات الفقيرة ، قامت الحكومة بتجميد أسعار الغاز وخفض متواضع لسعر البنزين بها .
ويرى المحللون ان الحرب الأوكرانية دفعت بماكرون إلى صدارة المشهد المحلى والدولى خلال الأسابيع الماضية، بعد محاولاته المستمرة للضغط على نظيره الروسى فلاديمير بوتن للتراجع عن التصعيد العسكرى.


اقرأ ايضا | ماكرون يشرح عواقب الحرب الروسية الأوكرانية علي إفريقيا والشرق الأوسط