الأطفال .. ضحــايا جرائم الكبار

الأطفال.. ضحــايا جرائم الكبار
الأطفال.. ضحــايا جرائم الكبار

الانتقام من الدوافع الإنسانية الخسيسة، ومن التصرفات المذمومة التي يقوم بها بعض الأشخاص في الكثير من الأحيان، فقديكمن السبب وراء اللجوء إلى الانتقام ثأرًا أو تصفية حسابات أو كنوع من الانتقام من أسرة الطفل، ولعدم قدرة الطفل على الدفاع عن نفسه يلجأ المجرم الى اغتيال الطفولة، والأقسى عندما يكون الجاني أبًا أو أمًا نزعا قلبيهما ويقتل أحدهما فلذة كبده، دون شك استغلال الأطفال كأداة للانتقام جريمة نكراء ضد الدين والأخلاق والقانون، ورغم أنها ليست ظاهرة لكنها جريمة موجودة في المجتمع تستحق أن نقف أمامها بعدما تكررت الحوادث خلال الأيام القليلة الماضية حين رأينا مثلًا دجال يذبح طفلا على باب مقبرة أثرية ظنا منه أنها سوف تفتح بدماء طفل برئ على بابها، وأم تقتل طفلها من أجل عشيقها، استطلعنا آراء اساتذة الطب النفسي ورجال القانون، لكن في البداية نستعرض بعض هذه الحوادث.

بأي ذنب قتلت "ساندي" طفلة في سنوات عمرها الأولى، لا تتعدى الــ5 سنوات، لا تفكر إلا في اللعب والحلوى التي يأتي بها والدها، تلمسها البراءة في كل حركاتها وتملأ عيونها دائما الفرحة، تعيش برفقة والديها فيقرية الشرفا بمركز الصف بمحافظة الجيزة، فهي بالنسبة لولديها كلالحياة، إلا أن هناك عيون شريرة ترصدها حتى تمكنت من خطفها من عالمها الصغير وقتلها بدم بارد، ثم وضعت جثتها داخل جوال، وألقت بها بالشارع أمام منزل أسرتها.


كانت عقارب الساعة تشير إلى الرابعة عصراً وبينما كانت والدة "ساندي" تعد الطعام لحماتها بالطابق الأرضى، تصعد ابنتها أمامها الى السطوح للعب معأ ولاد عمها،إلى أن اختفت لساعات طويلة، مما جعل الأم تترك كل شئ وتبحث عنها، جن جنونها وبدأت تسأل سلفتها"دنيا، البنت عندك بتلعب؟ فكانت أجابتها مرعبة، "نزلت" فكان رد الأم "ساندي" طلعت أعلى المنزل تلعب والبيت مقفول ومحدش دخل ولاخرج قدامي"، من هنا بدأ القلق والحيرة يسيطران على الأسرة بإكملها.


في الوقت ذاته يجلس رئيس مباحث قسم شرطة الصف داخل مكتبه يباشر عمله، يذهب والد الطفلة اليه، يحكي له عن اختفاء ابنته الذي مر عليه 24 ساعة دون بارقة أمل في العثور عليها، ليتم إخطار مدير أمن الجيزة الذي أمر بتكثيف التحريات للعثور على الطفلة، ليعود الأب بعدها من جديد مثل المجنون يبحث عن ابنته المختفية ليتكاتف معه أهله وأهل قريته للبحث عنها في كل أرجاء القرية ليمر ساعه تلو الأخرى ولم تتوصل المباحث أو الأهلي للبنت، وبينما كان يجلس الأب بعد مطلع الفجر يأخذ قسطًا من الراحة، في ذات اللحظة خرج احدى الجيران الى عمله فلاحظ تواجد جوال يثير الشبهات، وبمجرد أن فتحه وجد داخله جثة الطفلة فزع وصرخ: "إلحقوا البنت مرمية هنا"، فهرع الأب كالمجنون الى المكان ليفتح "الجوال" لتكون الصدمة له "صغيرته داخل الجوال".


تم إبلاغ رئيس المباحث بالعثور على جثة الطفلة داخل "جوال" ملقى أمام منزلها، وقتها أمر رئيس المباحث من احد معاونيه تجهيز قوة من مباحث القسم للتوجه الى مكان الواقعة، وصل رئيس المباحث ومعه القوة المرافقة الى مكان الحادث ليجد والد ساندي" الذي تعرف على جثة ابنته وبعد المعاينة الأوليه تبين أنه يوجد آثار خنق حول عنق الطلفة، بينما كانت ملابسها تمتلئ بالمياه، على الفور تم إخطار مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة الذي أمر بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الحادث وسرعة القبض على مرتكبي الجريمة

 

وبإجراء التحريات وتفريغ الكاميرات القريبة لمنزل المجني عليها تم العثور على فيديو مدته 30 ثانية التقطته أحدى كاميرات المراقبة القريبة، تبين أن الجوال تم إلقائه من منزل الطفلة، في الوقت ذاته تيقن رجال المباحث ان الجاني من المنزل وبتضييق دائرة الشبهات حول العائلة أسفرت التحريات المبدئية أن وراء الجريمة هي "دنيا" زوجة عم "ساندي" على الفور قامت قوة من المباحث وتم القبض عليها واقتيادها الى ديوان القسم، بمواجهتها أمام فريق المباحث بالكامل أنكرت

وبالضغط عليها بدأت تنهار معترفة؛ "أيوه قتلتها علشان أحرق قلبهم عليها، خنقتها بإيدى فى شقتى بعد ما قلتلها تعالى كلى كيكة، وبعدين خنقتها داخل الغسالة بفوطة، قتلتها لغيرتي من أمها، لأن حماتي بتحب"ساندي" ومش بتحب عيالي زيها"، تم تحرير محضر بالواقعة بعدما مثلت المتهمة جريمتها، امام النيابة العامة التي قررت حبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات. 


قتلته ودفنته
في واقعة لم تختلف كثيراً عن "ساندي"، تجردت ربة منزل من كل مشاعر الإنسانية ولعبت دور الشيطان، وأقدمت على اختطاف نجل ابن عمها من أجل الانتقام من والده، بل لم تشفع عندها نظرات الفزع التي ملأت عيون الصغير، وقامت بقتله ولم تكتفِ بذلك بل قامت بدفنه بإحدى الغرف داخل العقار لإخفاء معالم الجريمة.


"محمد" طفل لم يتجاوز عمره الـــ 12 عاماً، طفل جميل خمري اللون، خرج كعادته متجها إلى المسجد للصلاة وبعدها ليلعب مع أصدقائه، واختفى من وقت ذهابه ولم يظهر في ذلك اليوم مرة أخرى إلا وهو جثة هامدة داخل "شوال" بداخل حفرة بمنزل أسرته في عزبة التوت بمدينة ابو رواش بمركز كرداسة بمحافظة الجيزة، فهذا العقار تسكنه عائلته، خط سير محمد محفوظ لأسرته يخرج من اجل الصلاة واللهو مع أطفال قريته أمام المنزل، الا في هذا اليوم لم يعد، أسرع والده الى قسم شرطة كرداسة لتحرير محضر بغياب طفله، على الفور أخطر رئيس مباحث القسم مدير المباحث الجنائية، الذي أمر بتشكيل فريق لكشف غموض الواقعة، على الفور بدأ رئيس المباحث بالبحث وإجراء التحريات اللازمة وتفريغ الكاميرات في محيط المنزل الذي تبين عدم خروج الطفل من الأساس

 

وقتها شك رئيس المباحث في القريبين من الطفل؛ وبدأت خطة في البحث داخل العقار، وبعد ساعات قليلة من البحث عثر رجال المباحث على جثة "محمد" داخل حفرة بالطابق الأرضي للمنزل وحول رقبته "سلك دش" مخنوق به، وقتها بدأت شكوك رئيس المباحث بكل من بالعقار وبدأ باستجواب الجميع وعندما بدأ بإستجواب "صفاء" ظهر عليها علامات الارتباك فبدأ بمناقشتها لعدة ساعات لتنهار بالاعتراف قائلة: "أيوة قتله عشان أبوه كان بيعاملني وحش وبيشتمني وقتها قررت الانتقام لسوء معاملته لي، جلست أفكر في طريقة، فقلت لأزم أحرق قلبه على ابنه، فاستدرجت "محمد" وخنقته بـ"سلك دش"، وحملت جثته إلى شقة في الطابق الأرضي ودفنته، ولما عرفت أنهم بدءوا بالبحث عنه خرجت معهم حتى ابعد الشبهة عني ولا يشك فيّ أحد"، تم تحرير محضر بالواقعة وأخطار مدير أمن الجيزة الذي أمر بإحالتها الى النيابة العامة التي أمرت بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيق.


بابا بيعذبني
لم تختلف قصه "ساندي" و"محمد" كثيراً عن غيرها سوى أن القاتل هنا للأسف الشديد أب؛ بيديه قتل فلذة كبده، حكاية بشعة للغاية؛ بدأت القصة بصوت استغاثة طفل تأتى من منزل في إحدى ضواحي محافظة دمياط، صراخ يثير الخوف في النفوس، لكن الجيران، والذين كانوا يعرفون "على" ووالده، لم يجرؤ أى منهم على إغاثته، لمعرفتهم بسوء سلوك والده وسمعته السيئة، وعليه كان أقصى ما فعلوه وقتها، أن تحلى واحد منهم بالشجاعة واتصل بمركز الشرطة التابع له الواقعة بمديرية أمن دمياط، يبلغهم بوجود أب يتفنن فى تعذيب ابنه

وأنه فاعل خير يتصل فقط كي يغيث الطفل، وإن هم لم يتحركوا قد يموت الطفل فى لحظة، انقطع اتصال فاعل الخير بعدها، وهمت الأجهزة الأمنية إلى مكان البلاغ، وفور دخول الشقة وجدوا رجل وزوجته ومعهم طفل صغير مقيد بالحبال وعلى جسده أثار ضرب مبرح.


فورًا تم اقتياد الأب وزوجته إلى ديوان قسم الشرطة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأثناء أخذ أقوال الأب فى المحضر نفي أن يكون هو من ضرب ابنه، ونفى أيضًا أن يكون هذه الجروح بسبب زوجته، وأقر أن هذا نتيجة حادث "موتوسيكل" قد تعرض له الطفل هو ما أصابه بهذه الإصابات، لم يغلق المحضر بسهولة كما كان يظن الأب، لإن بفطنة رجل الأمن، رأى الكذب فى عيون الرجل، وعليه كانت الحيلة هنا أن يتم مواجهة الطفل بأبيه وزوجته، وقتها فقط تتضح الحقيقة، فور أن دخل "علي" إلى مكتب رئيس المباحث، وسأله عن جروحه، نظر إلى والده نظرة عتاب، وكأنه يقول له أنت السبب، وقال: "إللى بيضربني هو أبويا.. كان بيكتفني من إيدي بالحبل ويضربني، ويحبسني، وكمان كان بيضربني بشكوش في راسي، وكانت مراته كمان بتضربني لو انا مسمعتش كلامها، وفى جروح كتير فى ضهري وراسي"، ليبدأ والده مهتزًا وخائفًا، واثبتت التحريات صحة الواقعة تم تحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.


كارما
لم تهرب "كارما" من الأذى؛ لقيت مصرعها نتيجة تعرضها للتعذيب وحرقها بإطفاء السجائر في جسدها والضرب المبرح على يد زوج أمها دون تدخل من والدتها التي جلست تشاهد وتتلذذ بتعذيبها، كانت البداية عندما تلقى مدير أمن الغربية، إخطارًا من شرطة النجدة، يفيد بورود بلاغ من "علاء أنور" بتعرض ابنته "كارما"، تبلغ من العمر سنتين، للتعذيب والضرب المبرح على يد زوج والدتها، وقام بإطفاء السجائر بها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، على الفور انتقل رئيس مباحث مركز المحلة، إلى مكان الواقعة، وتبين من التحريات وجود آثار تعذيب وعلامات إطفاء سجائر على جسدها، بالإضافة إلى كدمات وسحجات في مختلف أنحاء الجسد، كما تبين من التحريات أن زوج والدتها تناوب على تعذيبها لمده 6 ساعات تقريبًا على مرأى ومسمع من والدتها التي كانت تجلس أثناء تعذيبها ولم تتحرك، وكأنها كان تستمتع وتتلذذ بتعذيب صغيرتها، على الفور تم ضبط المتهم ونقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى المحلة العام، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.


ميه معكرة
في هذه الجريمة بدأت‮ ‬الأمور‮ ‬بنهاية‮ ‬امتحانات‮ ‬الطفل‮ «‬محمود‭«‬في‮ ‬ختام‮ ‬أيام‮ ‬امتحانات‮ ‬الفصل‮ ‬الدراسي‮ ‬الأول‮ ‬بالشهادة‮ ‬الإعدادية؛‮ ‬إذ‮ ‬كان‮ ‬الفتى‮ ‬رفقة‮ ‬جاره‮ ‬وزميله‮ ‬‭»‬علاء‭«‬،‮ ‬لكن‮ ‬ما‮ ‬أن‮ ‬غادر‮ ‬الاثنان‮ ‬المدرسة‮ ‬حتى‮ فوجىء ‬الفتى‮ ‬بزميله‮ ‬يُطالبه‮ ‬أن‮ ‬يذهب‮ ‬رفقته‮ ‬إلى‮ ‬مسكن‮ ‬الأسرة‮ ‬لأجل‮ ‬شيءٍ‮ ‬ما،‮ ‬وهناك‮ ‬جلس‮ «‬محمود‭«‬ بعدما‮ ‬أغراه‮ ‬الجيران‮ ‬بإحدى‮ ‬الألعاب‮ ‬الإلكترونية‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬يجلبون‮ ‬إليه‮ ‬وجبة‮ ‬‭«‬محشي‭»‬‮ ‬تبعها‮ ‬تقديم‮ ‬كوب‮ ‬من‮ ‬المياه‮ ‬التي‮ ‬وصفها‮ ‬الطفل‮ ‬لـ«أخبار‮ ‬الحوادث‭»‬‮ ‬بـ‮ ‬‭«‬المياه‮ ‬المعكرة‮ ‬التي‮ ‬كانت‮ ‬تحتوي‮ ‬على‮ ‬طلاسم‮ ‬وأوراق‭‬،‮ ‬شربها‮ ‬محمود‮ ‬وتبدل‮ ‬حاله‮ ‬إلى‮ ‬النقيض،‮ ‬ليغفو‮ ‬وقتًا‮ ‬لم‮ ‬يعرف‮ ‬مداه‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬يستيقظ‮ ‬ليجد‮ ‬نفسه‮ ‬جالسًا‮ ‬في‮ ‬منزل‮ ‬جيرانه‮ ‬ووجهه‮ ‬ورأسه‮ ‬مُغطى‮ ‬بـ«طرحة‭«‬‮‬ كما‮ ‬لو‮ ‬كانت‮ ‬غمامة،‮ ‬أزالها‮ ‬الفتى‮ ‬ليفاجأ‮ ‬بما‮ ‬حدث‮ ‬ودار،‮ ‬ولا‮ ‬يذكر‮ ‬منه‮ ‬سوى‮ ‬خيالات‮ ‬بينها‮ ‬رؤى‮ ‬عن‮ ‬مقبرة‮ ‬وآثار‮ ‬وكنز‮.‬ ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬


لاذت‮ ‬الأسرة‮ ‬برجال‮ ‬الأمن‮ ‬بعدما‮ ‬تخطى‮ ‬الأمر‮ ‬حد‮ ‬الاحتمال،‮ ‬إذ‮ ‬تلقى‮ ‬اللواء‮ ‬محمد‮ ‬والي،‮ ‬مساعد‮ ‬وزير‮ ‬الداخلية‮ ‬مدير‮ ‬أمن‮ ‬الشرقية،‮ ‬إخطارًا‮ ‬من‮ ‬اللواء‮ ‬عمرو‮ ‬رؤوف،‮ ‬مدير‮ ‬المباحث‮ ‬الجنائية‮ ‬في‮ ‬مديرية‮ ‬أمن‮ ‬الشرقية،‮ ‬يفيد‮ ‬بشأن‮ ‬ما‮ ‬تبلغ‮ ‬لـ‮ ‬العقيد‮ ‬محمد‮ ‬فؤاد،‮ ‬مأمور‮ ‬مركز‮ ‬شرطة‮ ‬فاقوس،‮ ‬من‮ ‬أسرة‮ ‬الطفل‮ ‬محمود‮ ‬السيد‮ ‬منصور‮ ‬الحبالي،‮ ‬15‮ ‬عامًا،‮ ‬طالب‮ ‬بالصف‮ ‬الثالث‮ ‬بالمرحلة‮ ‬الإعدادية،‮ ‬مُقيم‮ ‬في‮ ‬قرية‮ ‬الدميين‮ ‬التابعة‮ ‬لدائرة‮ ‬مركز‮ ‬شرطة‮ ‬فاقوس؛‮ ‬يتهمون‮ ‬فيه‮ ‬كلًا‮ ‬من: ‬‭»‬مصطفى‮ ‬م‮ ‬ص‮ ‬ال‭»‬‮ ‬وزوجته‮ ‬‭«‬كريمة‮ ‬أ‮ ‬ال‭»‬‮ ‬ونجلهما‮ ‬‭«‬علاء‭»‬‮ ‬وشقيق‮ ‬الزوج‮ ‬‭»‬إبراهيم‭«‬،‮ ‬جيرانهم‮ ‬في‮ ‬القرية،‮ ‬بتعريض‮ ‬حياة‮ ‬طفلهم‮ ‬للخطر‮ ‬وسقايته‮ ‬مياه‮ ‬تحتوي‮ ‬على‮ ‬طلاسم‮ ‬وتعاويذ،‮ ‬بغرض‮ ‬ونية‮ ‬استخدامه‮ ‬كـ«قربان‭ «‬لفتح‮ ‬مقبرة‮ ‬أثرية‮ ‬بنطاق‮ ‬ودائرة‮ ‬مركز‮ ‬شرطة‮ ‬فاقوس،‮ ‬وتحرر‮ ‬عن‮ ‬ذلك‮ ‬المحضر‮ ‬رقم‮ ‬1258‮ ‬إداري‮ ‬مركز‮ ‬شرطة‮ ‬فاقوس‮ ‬لسنة‮ ‬2022‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬


جرى‮ ‬ضبط‮ ‬المتهمين‮ ‬الأربعة،‮ ‬وبالعرض‮ ‬على‮ ‬جهات‮ ‬التحقيق‮ ‬في‮ ‬مركز‮ ‬شرطة‮ ‬فاقوس‮ ‬قررت‮ ‬عرض‮ ‬الطفل‮ ‬على‮ ‬الطب‮ ‬الشرعي‮ ‬لبيان‮ ‬حالته،‮ ‬وأمرت‮ ‬بحبس‮ ‬الزوجين‮ ‬وشقيق‮ ‬الزوج‮ ‬على‮ ‬ذمة‮ ‬التحقيقات،‮ ‬مع‮ ‬إخلاء‮ ‬سبيل‮ ‬المتهم‮ ‬الرابع‮ (‬الطفل‮ ‬علاء‮) ‬كونه‮ ‬حدث‮ ‬لم‮ ‬يتجاوز‮ ‬الخامسة‮ ‬عشرة‮ ‬من‮ ‬عمره‮.‬

د.علي عبد الراضي: رصدنا هذه الحوادث عند انفصال بعض الأزواج

يبدأ الحديث الدكتور علي عبد الراضي استشاري العلاج والتأهيل النفسي قائلاً: في الحقيقة مثلما الإنسان فيه نزاعات خير ايضا به نزاعات شر كطبيعة البشر، وكما ذكر في القرءان الكريم "فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا"، وكذلك الأمر في إصحاح يوحنا يقول عن تكون النفس؛ أن لديها نزعات للخير ونزعات لحب الآخر ونزعات تجعلها عنيفة جداً، كما قال "فرويد" في التحليل النفسي زى ما الإنسان يسعى للبقاء

 

ففي الجانب الأخر يسعي للفناء اللي يجعله يفعل تجارب صعبه كثيرة جدًا أو مغامرات قد تكون خطيرة ومن المغامرات الخطيرة اللي ممكن يعملها البشر انه يدمن أو يدخل في علاقات خطرة وصعبة للغاية الخ.


ليستكمل حديثة قائلاً: قبل أن نتحدث عن التحليل النفسي بين أن فرد يشفي غليله ويتشفي في الأخر يجب توضيح أن بعض الاضطرابات الشخصية الموجودة عند الناس هي عبارة عن تشكيله من الاضطرابات الشخصية الموجودة في معظم البشر فلديهم التشكيلة هذه لكن بدرجات مختلفة، لكن الشاهد إن الإنسان عندما يكون لديه نزعات شريرة مثلا فهنا يصبح شخص مضاد للمجتمع أي عدواني ومعادي للمجتمع أو ما يعرف بـ"السيكوباتي" وهو "اضطراب الشخصية" ومن أعراض اضطراب الشخصية السيكوباتية أو المعادية للمجتمع ان يكون لديه الميول السادية في التلذذ في إيذاء الأخر، وهذا حسب تشخيص التحليل النفسي فيجعله يأخذ خطوة فيها نوع من العداء الشديد لأنه شعر بضغط بشكل معين ووقتها يكون لديه غريزة حرق قلب الأهل أو أسرة الطفل، لكن في حقيقة الأمر لم يقتصر الأمر فقط بين الجيران أو الأقارب أو السلايف بل أصبحنا نشاهده بين زوجين منفصلين.


وهنا يجب أن نذكر شيئا مهما؛ فقد رصدنا تلك الحوادث عند انفصال زوجين ويكون بينهما طفل أو طفلة، فنجد أحد الطرفين يسحب الطفل خلفه لمحكمه الأسرة ووقتها يبدأ الطفل يشاهد ويسمع طريقة الكلام على والده أو والدته بطريقة وشكل غير لائق ويعد هذا من قبيل العنف الموجه للأطفال، لان "الطفل مش معني انك موفر له أكل وشرب ورعاية يبقي كده خلاص" لا فهناك أشياء مهمة في بناء الشخصية كتوفير الأمان النفسي والحماية النفسية، فنرى بعد الانفصال أن الآباء والأمهات يشفيان غليل انفصالهم من خلال ما يفعلوه بأطفالهم وهذا يسبب للطفل درجة عنف أكبر. 


هؤلاء الآباء والأمهات لم يشعروا بقيمه أولادهم، فيبدأ كل طرف بالضغط على الأخر، ويحكمه في هذا الغل والكراهية التي تتمكن من الشخصية فيجعله يمشي وراء نزاعات العنف التي بداخله، من خلال ذلك نراه يوجع قلب الطرف الآخر على ابنه سواء بالضرب أو الأذى بأي شكل، لكن العالم الذي أصبحنا نعيش فيه من أحداث عنف سببها بعض المسلسلات والأفلام جعلت بعض الآباء تتجرأ على اطفالهم.


ليختم دكتور على عبد الراضي حديثة قائلاً: يجب على الأسرة أن تربي أبنائها علي انه عند الخصام أو الانفصال ألا ينتقل هذا الخصام الى الأبناء الذين يدفعون الثمن في النهاية. 

 القانون لايفرق بين صغير وكبير

أما الدكتور أحمد الجنزوري المحامي بالنقض.. فيقول: في فرق بين معالجه اجتماعيه لموقف معين وبين المعالجة القانونية، فالمعالجة القانونية ليس لها نص خاص يتكلم عن هذا الموضوع، فلا يوجد عندي معالجه في قانون الطفل فيما يتعلق بالاعتداء عليه

وبتشغيله الخ، لكن فكرة انه يكون محل انتقام هو مثله مثل شخص كبير في القانون بمعنى لا فرق في المعالجة القانونية هنا، لكن ربما تقترن الجريمة هنا بجريمة أخرى زى الخطف أو تعذيب الطفل هنا نكون امام جريمة مشددة، يبقي يجب علينا أن نفرق بين النظرة الاجتماعية والنظرة القانونية النظرة القانونية ربما لا تفرق بين المجني عليه بسبب سنه أو نوعه أو جنسه أو بسبب أي شئ آخر إلا إذا تعرض الأمر لنصوص قانون آخر مثل قانون الطفل، فجريمة الخطف إذا اقترنت بالقتل يترتب على ذلك عقوبة الإعدام.