نستطيع أن نفهم تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد فى العالم....وطبعا علينا هنا، خاصة أن المصدر الرئيسى الذى نحصل منه على القمح، هو روسيا وأوكرانيا.. نفهم أن سلسلة العقوبات العالمية والحصار الاقتصادى بين بعض الدول وبعضها، ينتهى بالتأكيد إلى إيذاء الدول جميعا،وإلى ارتفاع الأسعار العالمية للأغذية بنسبة٢٠%....لكن ما يحدث من جنون الأسعار فى مصر، يتجاوز الأحداث والأزمات العالمية والحروب المالية والاقتصادية ..إلى جشع التجار واستغلالهم وسياسات الاحتكار والمحتكرين وصياغة الأسواق
على هواهم.!!...بالضبط هم أغنياء الحرب وتجاره،يتكسبون من دماره وخرابه.. كل شيء يضاعفون ثمنه قصدا وجبروتا!!... ربما نفهم ارتفاع أسعار بعض المنتجات والسلع، خاصة المعتمدة على الاستيراد الخارجي، لكن ما معنى ارتفاع أسعار الخضراوات الطالعة من الأرض؟ ما معنى ارتفاع أسعار كل المنتجات المحلية؟..ما معنى التلاعب فى أوزان السلع،وتخفيض أحجامها؟!...
قرار الدولة بحظر تصدير (الفول والعدس والمكرونة والقمح والدقيق) خطوة إيجابية لضمان توفير هذه السلع الغذائية، وبالتالى تخفيضها بالضرورة... أيضا قرار الحكومة بتسعير رغيف العيش الحر غير المدعوم، قرار بالغ الأهمية، لكن يحتاج لتنفيذه إلى مراقبة وحسم مباحث التموين...ما يحدث من عشوائية وانفلات بالسوق، وتصاعد غير مقبول للأسعار، يحتاج إلى قرارات أكثر وأشد حسما،ليس فقط بإيجاد منافذ بديلة لبيع المنتجات بأسعار معقولة، لكن بالرقابة على الأسواق وضبط الأسعار، وإلزام التجار بطباعة الأسعار على المنتجات والسلع، ومعاقبة كل صور الاحتكار والاستغلال وطحن المواطن...
