بينهن ليلى علوي ورانيا يوسف ومنة شلبي.. بطلات محمد راضي قدرة وتميز

محمد أمين راضي
محمد أمين راضي

محمد كمال

الإرتباط بأسماء أبطال العمل الفني متواجد طوال تاريخ الدراما المصرية، لكن برغم هذا التواجد ظل الحضور والجاذبية والتعلق بتلك الشخصيات مرتبط بكتاب بعينهم، هم فقط الذين يحدث هذا الأمر معهم، وهذا يكون بسبب أمرين، الأول غرابة الأسماء نفسها، والثاني توظيفه وكتابته درامياً.. ورغم أن أسماء الشخصيات التي نتذكرها غالبا تنتمي إلى أعمال كلاسيكية، لكن أستطاع محمد أمين راضي أن يعيد تلك الحالة في الترابط بين المشاهد والشخصيات الدرامية مرة أخرى في أعماله، خاصة بين بطلاته.

على مستوى الأدب الذي انتقل للسينما، نجد أن نجيب محفوظ كان أكثر الكتاب في الجيل القديم يرتبط الجماهير بشخصياته، على غرار شخصيتي فيلم «اللص والكتاب» سعيد مهران ورؤوف علوان، وأيضا أحمد عبد الجواد في الثلاثية، وخالد صفوان في «الكرنك»، وأنيس زكي في «ثرثرة فوق النيل»، وعيسى الدباغ في «السمان والخريف» وغيرهم.. ونفس الأمر ينطبق أكثر على الجيل الذي بدأ في السبعينيات وكان ذروة تألقهم خلال الثمانينيات والتسعينيات وتحديدا وحيد حامد وأسامة أنور عكاشة وبشير الديك.

في الغالب تكون الشخصية الدرامية التي تؤثر وتترك بصمة مع الجمهور بجانب قوتها الدرامية، لكنها تكون مكونة من أسمين، وغالبا ما يتواجد أسم شهرة أو كنية، وعلى مستوى الجيل الجديد نجد أن هذا الأمر اختلف، فقد تحولت الأسماء إلى مجرد أبطال للأفلام، لكن دون أبعاد درامية، فالإستخدام في الغالب يكون بهدف الإضحاك، على غرار «اللمبي» مثلا، وشهدت الساحة تناقصا كبيرا في نوعية المؤلف القادر على خلق أسم يرتبط معه الجمهور، والاستثناء هنا كان للمؤلف محمد أمين راضي، فهو من القلائل – إن لم يكن الوحيد – القادرين على خلق إرتباط وتعاطف من الجماهير لدى شخوصهم المتنوعة، فمن يمكن أن ينسى أسطورة «سيد نفسية» الشخصية التي قدمها أحمد فؤاد سليم في مسلسل «السبع وصايا»، لكن أهم ما يميز راضي، إجادته التامة لتوظيف أدوار بطلات أعماله، حيث يكون حضورهن مسيطرا وطاغيا في كل أعماله.

لم يتوقف الأمر عند بطلات محمد أمين راضي عند أسمائهن فقط، بل إلى أبعاد شخصياتهن، وكيفية التوظيف في إطار دراما العمل، بالإضافة – وهنا النقطة الأهم – التألق اللافت للممثلات اللاتي يقدمن تلك الشخصيات، فنجدهن مع شخصيات أمين راضي «غير»، وعلى سبيل المثال مؤخرا في مسلسل «منورة بأهلها» - آخر أعمال أمين - نجد ليلى علوي برغم تاريخها الطويل والحافل بالأعمال والشخصيات المميزة، تتألق هنا مجددا، من خلال شخصية «سلوى شاهين»، وهو الأسم الذي ظهرت به سابقا نبيلة عبيد في فيلم «كشف المستور» تأليف وحيد حامد.

تشتهر بطلات أمين راضي بالحضور المميز وأيضا تألق الممثلات في تجسيد أدوارهن بشكل لافت وتعتبر رانيا يوسف في المرتبة الأولى فهي أقرب إلى تميمة حظ  ومن بعدها تأتي سلوى خطاب فهما القاسم المشترك في معظم مسلسلات أمين راضي أمين والثنائي يتألقن بشكل كبير معه ويقدمن أفضل أدوارهن فهو له الفضل في إعادة اكتشاف الثنائي وتقديمهما بصورة مغايرة عن السابق، فقد قدمت رانيا يوسف خمسة أعمال كانت البداية مع شخصة «نور توفيق» في «نيران صديقة» و«بوسي» في «السبع وصايا» و«حنية» في مملكة إبليس بجزئيه وأخيرا «سلمى بغدادي» في «منورة بأهلها» ورغم أن ظهورها جاء في مشهد واحد فقط لكن يبدو أنه لم يكن مجرد ظهور وسيكون لسلمى بغدادي تواجد في القصص المتتالية للمسلسل.

أما سلوى خطاب فقد بدأت مع أمين راضي بشخصية «سمرا» في «نيران صديقة»، ثم دورها المميز «أستمنوها» في مسلسل «العهد»، ثم «كاسيا» في جزئي «مملكة إبليس»، وأخيرا «زرقاء اليمامة» في «منورة بأهلها»، وتأتي في المرتبة الثالثة من حيث العدد غادة عادل التي قدمت واحد من أفضل الأدوار في مسيرتها خلال مسلسل «منورة بأهلها» وهو دور الممثلة «عاليا فوزي»، تلك الشخصية المركبة التي تحمل الخير، لكنها لا تجد طريقه، وقدمت غادة مع أمين من قبل دور «سحر» في «العهد»، ثم «أزهار» في «مملكة إبليس».

وكانت منة شلبي صاحبة ضربة البداية مع شخصيات محمد أمين راضي النسائية، من خلال دور «أميرة حشمت» الذي قدمته في مسلسل «نيران صديقة»، والذي ظهرت خلاله منة بصورة مغايرة عما كانت تقدمه في تلك الفترة، وكان الدور بمثابة ترسيخ قدمها كبطلة في التليفزيون، والعودة للتألق بعد الإخفاق الملحوظ في «حرب الجواسيس»، وفي نفس المسلسل لمعت السورية كندة علوش خلال شخصية «نهال سماحة»، والذي يعد الدور الأول الذي أظهر إمكانيات كندة كممثلة موهوبة.


وبرزت أيضا مجموعة من الممثلات اللاتي قدمن أداء مختلف في أعمال وشخصيات أمين راضي، مثل هنا شيحة من خلال شخصية «إم إم» في «السبع وصايا»، ثم «سجاج» في «العهد»، وأيضا ناهد السباعي التي قدمت «مرمر» في «السبع وصايا»، ومؤخرا تألقها مع شخصية «ماري عياد» في «منورة بأهلها»، وأيضا القديرة سوسن بدر التي تألقت في تقديم دور «سماح كامل» أو «أوسة» في مسلسل «السبع وصايا»، هناك أيضا «جومر» تلك الشخصية التي قدمتها شيرين رضا في مسلسل «العهد»، وفي نفس المسلسل شخصيتي «ريا» و«سكينة» اللتان قمن بتقديمهما كلا من الأردنية صبا مبارك وصفوة، وفي مسلسل «مملكة إبليس» بجزئيه تتواجد شخصيات نسائية مؤثرة على غرار «داليدا» التي قدمتها إيمان العاصي، و«غريبة» التي قدمتها أسماء جلال، و«دوسة» التي أدتها نانسي صلاح.

أمين راضي كتب السيناريو والحوار أيضا لرواية «أفراح القبة» التي كتبها نجيب محفوظ، وظهرت أيضا في المسلسل شخصيات نسائية حضورها كان طاغيا، على غرار «تحية عبده»، «حليمة الكبش»، «درية نجار» و«سنية عبده»، صحيح أن أمين أعلن عن انسحابه من استكمال المسلسل وقتها، لكنها تظل التجربة الوحيدة التي جمعت اثنين من الكتاب الذين يتألقون في تقديم أدوار مميزة للنساء.