«الكرشيف».. «مونة» المعمار السيوي صديقة البيئة| صور

صورة موضوعية
صورة موضوعية

واحة سيوة، ذات الثقافة الخاصة، إذ ينعكس ذلك على كافة المناحي الحياتية هناك، وخاصة طرق البناء، ويتجلى ذلك في منتج الكرشيف الذي يعد إنتاج محلي صديق للبيئة وجيد للمعمار. 

أصل الكرشيف

سنة 1203 ميلادية الموافقة 600 هجريًا، قرر أبناء سيوة صد هجمات البدو عليهم بإقامة قلعة شالي لتكون أول مدينة من الطين بقارة أفريقيا، والتي تتميز بالمباني الطينية الصديقة للبيئة التي تعتمد في البناء على مادة الكرشيف المستخلصة من أرض الواحة.
 
مبادرة أوروبية

وعلى مدار عامين تم تنفيذ مشروع ترميم وإعادة إحياء قرية «شالي» الأثرية بواحة سيوة بمحافظة مطروح بهدف إحياء القرية من خلال ترميم منازلها وشوارعها القديمة، من خلال مبادرة تم تمويلها من جانب الاتحاد الأوروبي وشركة نوعية البيئة بتكلفة بلغت 600 مليون يورو، لإعادة إحياء الحصن القديم بغرض إعلانه ضمن قائمة التراث العالمي بترشيح من منظمة اليونسكو، وتم تنفيذ أعمال الترميم بأشراف منطقة الآثار الإسلامية في سيوة.

محيط شالي

منذ أيام انطلق مشروع لتجميل المنازل والمحلات المجاورة لقلعه شالي الأثرية ودهانات الواجهات بطبقة الكرشيف التي تشتهر بها الواحة وهي خليط الماء الممزوج بالملح الصخري من بحيرات الملح المنتشرة على أراضيها وتسمي المونة السيوي.

هوية بصرية

ويقول محمد بكر يوسف رئيس مركز ومدينة سيوة أنه يأتي ذلك في اطار حرص الدولة علي تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، مشيرا إلي مساهمة  الجهاز القومي للتنسيق الحضاري بميلغ ٥ ملايين جنية واعتماد مليوني جنيه من اللواء خالد شعيب محافظ مطروح  لأعمال التطوير والتنسيق الحضارى لميدان السوق، وواجهات المحلات التجارية مع الحفاظ على الطابع الحضاري والبيئي المميز للواحة.

وأشار رئيس مدينة سيوة إلى أن مشروع التطوير  يهدف إلى رفع القيمة الجمالية للواحة وتحسين الصورة البصرية بها بما يتماشى مع توجيهات القيادة السياسية في تطوير واحة سيوة وجعلها مقصد سياحي عالمي بما يعود بالمنفعة علي أهالي الواحة.

جدير بالذكر أنه تم  تسجيل  لجنة التراث التابعة لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)  قرية  شالي بواحة سيوة  على قائمة منظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو)، وذلك بعد قيام وزارة السياحة والآثار بتقديم ملفات متكاملة تناولت الأبعاد الأثرية والفنية لتلك المنطقة  وكذلك عناصرها المعمارية وتقارير حالة صونها والحفاظ عليها.

قوائم التراث

وأكد المحافظ اللواء خالد شعيب  انه يأتي ذلك في إطار استراتيجية وخطة وزارة السياحة والآثار الخاصة بإبراز المواقع الأثرية ذات الأولوية وتسجيلها على قوائم التراث الدولية للتعريف بها وتحسين عوامل الجذب السياحى لها مشيرا الى ان  أن عمليات الترميم الشاملة التي تم تنفيذها خلال الثلاث سنوات الماضية بقلعة شالي.

وأشار المحافظ إلى أن اختيار منطقة شالي ضمن المواقع التراثية بمنظمة العالم الإسلامى للعلوم والثقافه سيجعل من الواحة مقصدا ثقافيا وتراثيا وتزيد من أهميتها السياحية خلال الفترة المقبلة.

وكانت المحافظة قد أبرمت بروتوكولا لاحياء وترميم القرية القديمة عام 2018 والتمويل من الاتحاد الأوروبي وشارك في المشروع نحو 300 عامل من أبناء الواحة للقرية الأثرية والمبنية بالكامل من مادة الكرشييف ودعامات النخيل وأشجار الزيتون حيث تم إحياء الطرق بين المنازل المهجورة ورفع السور المتهدم لارتفاع 18 مترًا لإعادته إلى صورته التي كان عليها قبل 100 عام.

اقرا أيضأ: محافظ مطروح يتفقد مركز خدمة المواطنين ويوجه بسرعة استخراج مستندات