في الذكرى الـ33 لاستردادها.. تعرف على قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا.. صور

قلعة صلاح الدين الأيوبى
قلعة صلاح الدين الأيوبى

تحتفل مصر بالذكرى الـ٣٣ لاسترداد طابا، وهى من أهم وأبرز المواقع الأثرية والسياحية بسيناء وبها قلعة صلاح الدين الأيوبي بجزيرة فرعون بطابا.

 تقع جزيرة فرعون في أقصى شمال خليج العقبة وتقع قريبة جدًا من الشاطئ المصري بمسافة حوالي 250م، على بعد 60 كم من مدينة نويبع وجنوب طابا بحوالي 8 كم والجزيرة ذات امتداد طولي يمتد من الشمال للجنوب وتبلغ مساحتها حوالي 32500 م2، وهى جزيرة ذات طبيعة صخرية تتكون من تلين كبيرين أحدهما شمالي وهو الأكبر والأعلى والثاني جنوبي أصغر بينهما سهل أوسط.

سبب التسمية

من المرجح أن أصل تسميتها بجزيرة فرعون يعود إلى فارا، والذى أطلقه الرومان عليها فقد كانت محل اهتمامهم في العصر البيزنطي لخدمة تجارتهم في البحر الأحمر، وتعني المنارة، ثم تحولت إلى فرعون وسميت أيضاً باسم جزيرة أيلة في العصر الإسلامي.

 تاريخ الجزيرة والقلعة

بنيت هذه القلعة لتكون نقطة حصينة لحماية الطرق البرية والبحرية بين مصر والشام والحجاز وقاعدة بحرية متقدمة لتأمين خليج العقبة والبحر الأحمر من أي غزوة بحرية صليبية، وقد استخدمت الجزيرة في العصور التاريخية المتعاقبة بداية من العصر الإغريقي، وحتى عصر المماليك في مصر حيث هجرت سنة 1300م، كما يقول أبو الفدا في تاريخه حيث انتقل الوالي منها إلى الشاطئ .

وقد استولى الصليبيون على الجزيرة سنة 1116 م أثناء هجماتهم المتعاقبة على سيناء  ومصر في نهاية العصر الفاطمي، حتى حررت في عصر صلاح الدين الأيوبي سنة 1170م، وشرع في إقامة التحصينات بها حتى تؤمن البحر الأحمر من هجمات الصليبيين، وكذلك تحمى طريق الحج الذي يسلك درب الشعوى وهو المار في وسط سيناء بداية من السويس مارا بنخل ثم التمد حتى ينتهى إلى رأس خليج العقبه ثم يكمل مسيرته إلى بلاد الحجاز.

مكونات الجزيرة

هذه القلعة في الواقع عبارة عن تحصينات شمالية وجنوبية كل منهما عبارة عن قلعة مستقلة تستطيع أن تستقل بمفردها إذا ما حوصرت أحداها.

الحصن الشمالي فيهما أكبر حجمًا وأكثر تفصيلاً وما زال يحتفظ بالكثير من عناصره المعمارية المختلفة أما السهل الأوسط المحصور بينهما، فقد أقيمت فيه المخازن والغرف وهى عبارة عن بقايا حجرات صغيرة لا يوجد منها إلا الأجزاء السفلى من الجدران وفي حالة سيئة؛ ويوجد بها فرن لصنع الأسلحة وحظائر للماشية ومخازن للأسلحة ومعدات الصيد وبقايا كنيسة على الطراز البازيلكي والبحيرة الداخلية التي استخدمت كميناء لرسو القوارب التى تنقل الماء والطعام والجنود للجزيرة.

أما التل الجنوبي فيوجد عليه التحصين الجنوبي وهو مجرد أطلال لم يجرى عليها حفائر أو يتم بها أعمال ترميم أو تطوير ويرجع إلى العصر اليبزنطى.

التحصين الشمالى

يحتوى على أسوار عالية بارتفاع يصل إلى 6 أمتار ويتخلل هذه الأسوار أبراج مربعة ذات طابقين وأحيانا ذات ثلاثة طوابق لزيادة الكفاءة الدفاعية وتوجد بها مزاغل لرمي السهام فى ثلاثة اتجاهات بحيث يمكن التحكم في كل اتجاه وخاصة في المناطق التى يمكن الصعود منها إلى أعلى.

وعدد هذه الأبراج تسعة أما الأسوار وخاصة الغربي، فقد كانت بسمك 1.6م وتحتوى على طرقات وشرافات كانت تستخدم لوقوف الجنود خلفها لرمي السهام.

أما السور الشرقى فهو متهدم تماما ولم يتبق منه سوى الآثار الدالة على خط سيره، وكذلك برج آخر يطل على الجهة الشرقية وملحق به برج للحمام الزاجل الذى كان يستخدم في نقل الرسائل بين القلعة وبين القاهرة أو بين القلعة والشام.

والتحصين الشمالى يضم مبان عديدة الاستخدامات منها غرف للمبيت والمخازن والمطبخ والفرن، كما يوجد صهريج للمياه محفور فى الصخر قرب المدخل الشمالي مشيد من الحجر الجيري ومكسو من الداخل بطبقه من الملاط وصهريج آخر بجوار المدخل الثاني في الجنوب، وهو عباره عن مساحة مستطيلة أبعادها 3*4 م في عمق 5 م يعتمد سقفه في الوسط على عقدين يحملهما عمود يتوسط الصهريج.

أما الحمام فيقع بالقرب من صهريج الماء ويتكون من ثلاث غرف مشيدة من الحجر الجيري، ومغطاة باقبيه من الحجر الجيري أيضا وهو يشبه حمام قلعة الجندي برأس سدر.

المسجد ويقع جنوب شرق التحصين الشمالي وهو مستطيل الشكل وتوجد حنية المحراب في الجدار الجنوبي الشرقي يكتنفها من على الجانبين عمودان من الحجر الجيرى.

وكان يحيط بالجزيرة بالكامل سوراً أثريا يبلغ طوله 950م، مفقود معظمه كان يدعمه 9 أبراج دفاعيه لم يبق منها سوى برج واحد فى الناحية الغربية.