عبدالنبي النديم يكتب: «سكن لكل معلم.. للقضاء على العجز في المدرسين»

الكاتب الصحفي عبد النبي النديم
الكاتب الصحفي عبد النبي النديم

أزمة مستمرة تعانى منها المدارس في مختلف محافظات الجمهورية، وهى نقص المعلمين في المدارس.. صداع فى رأس الحكومة، تجعل من مديري المدارس عاجزين عن توفير البدائل في معظم الأحيان، أو حتى الرد على تساؤلات أولياء الأمور المرتبطة بأسباب تكرار نقص المعلمين، مما يجعل بعض الفصول خاوية من المدرسين لفترات طويلة، وهو ما يمثل تحديا واضحا لمنظومة التعليم الجديدة الذي يقوم بشكل أساسي على المعلمين، الأمر الذى يؤدى إلى إنهاء العام الدراسي دون تحصيل الحد الأدنى من المقررات التعليمية.

لذلك كان التوجيه الفوري من الرئيس السيسي بإجراء إعلان لتعيين 30 ألف مدرس سنويًا لمدة 5 سنوات، لتلبية احتياجات تطوير قطاع التعليم، واعتماد حافز إضافي جديد لتطوير المعلمين بقطاع التعليم، ليصل إجماليه إلى حوالى 3.1 مليار جنيه.

قد تكون المشكلة ذات أبعاد وأثار قليلة فى المدن والتجمعات السكنية المزدحمة، ولكن هذه الظاهرة تكون على أشدها فى المدن الجديدة والمناطق النائية، فهناك مدارس فى بعض هذه المناطق قد تكون خالية على عروشها من المعلمين، نتيجة قيام المعلمين بتفضيل المدن والمناطق المزدحمة بالسكان، ويهربون من المناطق النائية أو المدن الجديدة، الأمر الذي يؤدى إلى حالة نقص شديد فى المعلمين فى كافة التخصصات الدراسية. 
الأمر الذى يجب معه البحث عن وسائل تشجيع وتحفيز للمعلمين للإنتقال إلى المدن الجديدة، بعيدا عن الحافز الذى تقره الوزارة للمغتربين من المعلمين، وتعد بمثابة امتيازات للمعلمين الذين يقبلون العمل بالمدن الجديدة، ترعاها وزارة التربية والتعليم، وتدعمها الحكومة للمساعدة فى تحسين المنظومة التعليمية، والقيام بالمهام المختلفة فى المدارس بهذه المدن الجديدة، فالمعلم هو عمود الخيمة لمنظومة التعليم فى مصر.
والنقص الشديد فى المعلمين، كان محور حديثي مع مدير عام الإدراة التعليمية بمدينة العبور سعيد ندا، التابعة لمديرية التربية والتعليم بمحافظة القليوبية، الذي تقدم بمبادرة راقية لجذب وتشجيع المعلمين للعمل فى المدن الجديدة، وأنه عرضها على رئيس مدينة العبور ويطالب الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم بدراستها وتبني هذه المبادرة، والتى من شأنها قد تكون طوق النجاة لسد العجز الكبير فى المدرسين بالمدن الجديدة والقضاء على ظاهرة المدارس الخالية من المعلمين.
فقد اقترح المربي الفاضل سعيد ندا بتخصيص وحدات سكنية بالمدن الجديدة للمعلمين، تكون بمثابة مدن خاصة بهم، لا تختلف امتيازاتها عن الشروط التى تخصص بها الوحدات السكنية لباقى المواطنين، بل بنفس الشروط التى يتم بها تخصيص هذه الوحدات السكنية، ومن الممكن أن يكون لنقابة المعلمين دور فى هذه المبادرة، والتنسيق لتنفيذها على مستوى المدن الجديدة فى المحافظات المختلفة، وهو ما يتم بالفعل فى الكثير من الوظائف الأخرى فى الكثير من مؤسسات أو هيئات أو وزارات الدولة، فهذه المبادرة على يقين أنها ستكون بمثابة حافز كبير للمعلم للإنتقال إلى المدن الجديدة، بتوفير مسكن مناسب له ولأسرته بجوار المدرسة التى سينتقل إليها، وسيكون حلا متميزا للقضاء على المشكلة التى تعاني منها مدينة العبور، مثلها مثل باقى المدن الجديدة التابعة للهيئة العامة للمجتمعات العمرانية والمدن الجديدة.
فالعجز الشديد في المدرسين خاصة في المرحلة الابتدائية والإعدادية، لم يفلح معها مبادرة المعلمين المتطوعين للقضاء عليها، ولم تستطيع أى إدارة تعليمية سد العجز قبل بدء العام الدراسي، وخارج عن استطاعتها توفير الحلول بعيدا عن مركزية منظومة التعليم في مصر، الأمر الذى أدى إلى زيادة نسبة الغياب للطلاب بالمدراس لعدم وجود مدرسين، لعدم إستفادتهم من اليوم الدراسي، والإستعانة بسناتر الدروس الخصوصية، وأن مبادرة الإستعانة بالخريجين، إنتهى بإنتهاء تكليف الخريجين بممارسة المهنة بالقرار الجمهوري منذ عام 1985، وأصبح النظام الحكومي يقام عبر نظام التعاقدات، ولكن هذا النظام غير إيجابي في التعليم والصحة، لأن تلك الوزارات خدمية تحتاج إلى مهنيين متخصصين، ومنذ عام 2011 حتى الآن تفاقمت أزمة عجز المعلمين بالمدارس، نتيجة خروج عدد كبير من المعلمين إلى المعاش دون وجود تعينات لسد العجز.
فلأمر الآن يحتاج إلى حلول خارج الصندوق، منها هذه المبادرة التى يطالب بها سعيد ندا مدير عام إدارة العبور التعليمية، كباردة طيبة للقضاء على ظاهرة مدراس بلا معلمين بالمدن الجديدة، وحافز من الدولة لتشجيع المعلمين للإنتقال إلى هذه المدن، لسد العجز الشديد فى أعدادهم بهذه المدن.