فى أول دراسة عن أمراض السرطان بين نساء الوطن العربى

دراسة تكشف ..الإصابات أكثر والوفيات أقل بين أعداد المدخنات

دكتور مروان طلبة استشارى علاج الاورام والجراحة الاشعاعية بجامعة مكجبل الكندية
دكتور مروان طلبة استشارى علاج الاورام والجراحة الاشعاعية بجامعة مكجبل الكندية

على مدى شهور طويلة من التعاون المشترك، نجح مجموعة من كبار خبراء الأورام فى الوطن العربى فى إعداد مشروع بحثى عن مرض السرطان فى الوطن العربي، يساهم فى سد فجوة معلوماتية كبيرة نتيجة عدم وجود احصائيات وبيانات دقيقة فى هذا المجال.

ويضم البحث دراستين منفصلتين للنساء والرجال، حول كل ما يخص المرض من حيث طبيعة انتشاره ومعدلات الشفاء والاختلاف عن المعدلات العالمية ، وغيرها من العوامل.

وقد تم هذا الأسبوع نشر الدراسة الخاصة بالنساء بمجلة الجمعية الأمريكية للسرطان JCO GO ، لتصبح أول مرجع علمى يعتمد عليه الطلاب والباحثون والأطباء فى مكافحة السرطان، بينما يتم نشر الدراسة الخاصة بالرجال خلال الاسابيع القادمة.


وقد تضمنت دراسة السرطان عند النساء مجموعة من النتائج،  أهمها - كما يقول دكتور مروان طلبة استشارى علاج الاورام والجراحة الاشعاعية بجامعة مكجبل الكندية، واحد الباحثين بالدراسة - أن  السرطان هو واحد من ثلاث مسببات رئيسية للوفاة حول العالم ، تموت بسببه واحدة من كل ١١ سيدة.


كما أكدت الدراسة أن نسب إصابة النساء بالسرطان فى الوطن العربى، أعلى منها بين الرجال (٥٢.٩٪) ، بينما نسب الوفيات بين النساء هى الأقل مقارنة بالرجال (٤٦.٩٪) .
مع مراعاة بعض الاختلاف بين الدول العربية طبقا لامكانياتها الطبية والاقتصادية.


وتابع :وقد لاحظنا أنه على مدار فترة خمس سنوات تراكمية أن السيدات مثلن نسبة ٥٦.٩٪ من إجمالى الحالات السائدة  وذلك مقارنة بنسبة عالمية متوازنة تقدر بزيادة بسيطة تقدر بأقل من ١٪ عن الرجال وذلك قد يشير الى أفضلية للنساء العربيات مقارنة بالرجال العرب فى وطأة أو عبء السرطان الكلى والنتيجة التراكمية لرحلة التشخيص والعلاج وإن كان ذلك الاستنتاج يحتاج الى تأكيد أكثر حيث تحدده عوامل متشابكة جينية وبيولوجية واقتصادية واجتماعية


ومن الاخبار المبشرة التى كشفت عنها الدراسة أنه على مدار خمس سنوات مضت انخفضت نسبة اصابة النساء بالسرطان فى الوطن العربى بحوالى ١.٥٪، كما انخفضت نسبة الوفيات الكلية بحوالى ١٪، ويرجع ذلك للاهتمام المتزايد بالرياضة والتغذية الصحية والصحة العامة للنساء، والاهتمام الكبير بالتوعية وحملات المسح والاكتشاف المبكر، وخاصة فى سرطان الثدى، وأيضا التقدم الطبى فى وسائل العلاج الحديثة كالعلاجات الدقيقة بالاشعاع والعلاج المناعى .


وكشفت الدراسة أن سرطان الثدى هو الأعلى  انتشارا بنسبة ٣٥٪ من اجمالى حالات السرطان بين نساء الوطن العربى وهو الأعلى  تسبباً فى الوفيات بين النساء  ويأتى بعده سرطان الكبد .

ويؤكد د.مروان طلبة أن الدراسة أشارت الى الحملة القومية الناجحة والتى قامت بها مصر  للقضاء على فيروس الكبد الوبائى والتى ستخفض بشكل كبير الإصابة بسرطان الكبد خلال السنوات المقبلة.
ويأتى بعد ذلك عربياً سرطان القولون والمستقيم، ثم سرطانات المبيض و عنق الرحم والرحم كأقل الأنواع فتكاً بالمصابات بالسرطان فى الوطن العربى .


ورغم أن سرطان الرئة  يأتى فى المركز العاشر لعدم انتشار التدخين بين النساء العرب، إلا أن الدراسة حذرت من زيادة ملحوظة مؤخراً فى نسبة النساء المدخنات بما قد يؤدى إلى زيادة نسب الإصابة بسرطان الرئة بين النساء وهو نوع شرس من السرطانات والأورام ونسبة الشفاء فيه أقل من أنواع أخري.