حكايات| آلة الحاج علي.. شق الحجر واستخراج «كنوز الأرض» في الصعيد

آلة الحاج علي.. شق الحجر واستخراج «كنوز الأرض» في الصعيد
آلة الحاج علي.. شق الحجر واستخراج «كنوز الأرض» في الصعيد

كتب: ماهر مندي


عند سماع صوتها يقودك الفضول للاقتراب منها.. صحيح أنها سيارة نقل تحمل فوقها آلة حديدية لكن وزنها الثقيل الذي يقترب من 20 طنًا سيزيد حيرتك في هذا الجسد الضخم القادر على اختراق باطن الأرض وشق الحجر لاستخراج خيراتها.

 

يشتهر الحاج علي محمد، ذلك الرجل الستيني في المنيا، بخبرة واسعة في القدرة على قيادة مركبته الضخمة واستخدام آلته في شق الحجر بصحراء عروس الصعيد لحفر الآبار واستخراج المياه على عمق غير عادي.

 

اقرأ أيضًا| «قربة» جلد الماعز.. بيزنس الصعيديات بالزبدة والجبن القريش

 

يقول الحاج علي: إنه يعمل في تلك المهنة منذ عشرات السنين وعمل في أغلب محافظات الصعيد، بداية من محافظة الفيوم وحتى سوهاج، فتلك المهنة ليست مجرد وسيلة للبيزنس أو كسب الرزق بل يشعر بارتياح و«مزيكا» مع صوت الآلة ويرقص فرحًا عندما تبوح الأرض بأسرارها ويخرج منها الماء، على حد قوله.

 


 
يقوم الحاج علي بالحفر داخل المناطق الحجرية في الصحراء من أجل استخراج مياه تستخدم في الشراب أو ري الأرض الصحراوية فمرور السنوات أصبح يحب هذا العمل والذي بات العشق الأول والأخير بالنسبة له لأنه يشاهد سعادة الناس خلال استخراج المياه من باطن الحجر.

 

يؤمن هذا الرجل الميناوي بأن الآبار تساعد بنسبة كبيرة في زيادة الأرض الزراعية في عروس الصعيد، ومع ذلك فإن طبيعة البئر تختلف على حسب طبيعة العمل فهناك مناطق تخرج المياه على بعد قليل من 35 إلى 45 مترا بالنسبة للأراضي الزراعية أما في الصحراء فهناك مناطق تخرج منها المياه على بعد 150 مترًا.

 

 

ويمضي صاحب الستين عامًا في حديثه عن أسرار حفر الآبار فيقول: «هناك مناطق كثيرة يتم العمل بها لكن بعد حفر 60 أو 70 مترًا ولم تخرج مياه فنقوم بتغيير المكان ونبدأ الحفر من جديد.. ببساطة مهنتنا تحب الصبر وكلما زادت درجاته كلما كان الخير كثيرًا».

 

وعن أهم المشكلات التي تواجه العمل فهو خروج مياه مالحة أو مياه كبريتية لها رائحة كريهة وغير صالحة للاستهلاك البشري، وهنا يضطر الحاج علي وفريقه إلى وقف أعمال الحفر فورًا إذا خرجت مثل تلك المياه.