اسمها هدية لكن فجأة صدرت الأوامر من الهند للمهراجا صاحب الملايين ليطلقها، وفي ظل التزامه بتنفيذ التعليمات خيرها بين الشقة الفاخرة، والمجوهرات التي يسيل لها لعاب أجمل نساء الدنيا أو بضع ألوف من أوراق البنكنوت.
و«هدية» هو اسم فتاة مصرية من الإسكندرية، حكت مجلة آخر ساعة تفاصيل قصتها بعد لقاء معها عام 1955، حيث قالت: إنها بدأت حياتها طالبة في مدرسة فرنسية «سان فانسان دي بول»، وفي أحد الأيام خرجت من المدرسة وذهبت إلى محل أبي تاجر التحف، وهناك التقيت بالمهراجا الهندي الذي كان يشتري بعض التحف، ودون أية مقدمات وأثناء دخول وخروج أبي يعرض عليه بعض التحف طلب مني الزواج.
وبعد أن قام بشراء ما يحتاجه توارى بسيارته الفخمة داخل إحدى الحارات بميدان المنشية ينتظر خروجها ثم دعاها للركوب معه في السيارة، وانطلق بها وقال لها وهما في الطريق: إنه مسلم وأن أباه مهراجا هندي في الثمانين من عمره.
انبهرت هدية بحديثه واهتمامه بها خاصة وأنه يريد الزواج منها، وحبه لها من أول نظرة غير أنه لا يشترط عليها أن تخرج من ملتها، وقام بخلع خاتم مرصع من أصبعه ووضعه في إصبعها وهي مسحورة، وهمس في أذنها قائلا: «هذا جزء من الشبكة».
وعقد قرانه عليها في مكتب مأذون في الفندق، وقدم لها الشبكة عبارة عن مجموعة مجوهرات التي يسيل لها لعاب أجمل نساء الدنيا، وفي أقل من 24 ساعة تزوجا واستقلا أول طائرة إلى القاهرة، وأخذ يلف معها على محال الموبيليا، وأقاما في شقة فاخرة تطل على النيل بالزمالك.
ومنذ ذلك اليوم انقطعت علاقتها بأسرتها التي تبرأت منها، وعاشت مع زوجها المهراجا 3 سنوات مرت عليها كالحلم الجميل تمضي الصيف في سويسرا، والشتاء في أسوان، وتذهب إلى السينما يوميا، وتقضي السهرات في النوادي الليلية بينما كان هو يغار على جسدها عندما ترتدي ملابس مكشوفة، وفي غمرة الحلم الجميل فوجئت به يطلب منها أنه يحتاج أن يعترف لها بشيئ كان يخفيه عنها، ازدادت دقات قلبها، وتملكتها حالة من القلق، وشعرت بأن وراءه مصيبة.
استعدت وتمالكت أعصابها تصغي إليه حيث قال لها بأن سبب رفضه الدائم لها عندما كانت تطلب منه السفر ومصاحبته إلى الهند وتهربه منها أنه متزوج ليس من اثنتين فقط بل 4 زوجات وهي الزوجة الخامسة وإذا ذهبت معه سيقتلونه.
انهارت هدية فوق أقرب مقعد، وتحول الحلم الجميل إلى كابوس، وصمتت للحظات وقالت: ماذا تريد مني أن أفعل ليس أمامي غير الطلاق.. فأجاب عليها: هذا مستحيل لكنها قاطعته: لا يوجد مستحيل طلقني وأعطيني تعويضا.
هنا خيرها المهراجا بين الشقة والمجوهرات، وبين بضعة ألوف من ورق البنكنوت، فما كان منها إلا أن اختارت بضعة الألوف، والشقة المطلة على النيل، وبعد مرور سنتين تبخرت كل ما لديها من نقود، وباتت غير قادرة على سداد إيجار الشقة الفاخرة والتي أوضحت بأنها عمارة تملكها الفنانة ليلى مراد، وأخذت تبحث عن عمل تعيش منه.
لم تجد أمامها سوى اختيار مهنة الرقص، لأنها أرادت الانتقام من المهراجا لأنه كان يغار على جسدها من الفساتين المكشوفة.. وبسؤالها:
ما الأثر الذي تركه في نفسها هذا المهراجا؟
الكراهية للطبقة الارستقراطية.
وماذا تحبين في المسرح؟
جمهور الترسو
هل ستطردك ليلى مراد إذا لم تسددي الإيجار الشهري؟
علت وجهها ابتسامة ثم قالت: لا بالعكس الفنانة ليلى مراد شخصية جميلة ولا يمكن أن تفعل ذلك فهي ظريفة جدا.
واختتمت اللقاء قائلة: إن الحب كلام فارغ.. تضييع للوقت.. وصفقة غير رابحة.. وهم للمرأة ولذة للرجل.. لقد بعت أهلي وجسدي ببضعة ألوف، وذهبت الألوف ولم يتبق لي سوى الجرح الدامي الذي لن يشفيني منه سوى الموت.. ألست معي بأن الحب هذه الأيام عبارة عن شيك بدون رصيد؟
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
