سر عباس العقاد في الستينيات.. ماذا تعلم من الصحافة؟

 عباس العقاد
عباس العقاد

قال الأديب الراحل عباس محمود العقاد، في ستينيات القرن الماضي، بأحد مقالاته التي نشرت بجريدة أخبار اليوم عام 1964 إنه تعلم من الصحافة سرعة الكتابة.

وأضاف: كنت أكتب المقال الذي أرسل به إلى الجريدة في مدة تتراوح بين أربع ساعات وست ساعات وكنت أكتب في البيت قبل العمل في مكاتب الصحف غير مضطر إلى مواصلة الكتابة ولا شاعر بمعنى أن أرجئ العمل إلى وقت آخر كلما مللت المثابرة عليه.

ومضى في حديثه: وضاقت نفسي بصعوبته لقلة الرغبة فيه فلما وجب أن اكتب في دار الصحيفة اليومية أو أن أتم الكتابة قبل موعد صدور الصحيفة بساعات تكفي لصف الحروف وتصحيحها ووضعها في مكانها من المطبعة تركت التردد اضطرارا والتزمت المثابرة على العمل بغير انقطاع ولا تفكير في التأجيل.

من هنا أصبح نصف الساعة أو الساعة على الأكثر كافية لكتابة المقال الذي لم يكن ميسورا في الترميم ولم ألبث أن علمت أن اختصار الوقت لم ينقص شيئا من قيمة المقالة في اسلوبها أو في موضوعها.

كما علمتني الصحافة التبسيط في الكتابة وكنت أحسب قبل الكتابة لجمهرة القراء على اختلاف حقلها من القدرة على القراءة أن كل ما فهمته ووضح في ذهني عند كتابته فهو مفهوم واضح عند كل قارئ من قراء الأدب الخالص.

واختتم العقاد حديثه بقوله: المغرور يؤمن بأن ما يفهمه هو لا يفهمه غيره أما الذي يحسب أن الناس جميعا يفهمون ما هو مفهوم لديه فقل فيه ما شئت إلا الغرور.. تعلمت من الصحافة أشياء كثيرة عدت إليها فجعلتها باختياري كأنني لم أعلم شيئا منها.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم