خط نجدة الطفل: نجحنا في إنقاذ الكثير من القاصرات بالاستعانة بالشرطة

خط نجدة الطفل
خط نجدة الطفل

هبة عبد الرحمن

 المجلس القومى للأمومة والطفولة وخط نجدة الطفل هي الجهة المنوطة إليها التصدى لأى خطر يواجه الاطفال، وفى احدث تقرير صادر عنه أكد على أنه يسعى للقضاء على كافة الممارسات الضارة التى تلحق بالفتيات والتى تندرج تحت دائرة العنف ضدهن، وأن حق الفتيات فى العيش بكرامة والتمتع بطفولتهن من أولوياته، وأن المجلس يتخذ الإجراءات اللازمة بسرعة للتصدى لزواج الفتيات قبل بلوغهن السن القانونى، وبعد إحباط محاولات تزويج الفتيات يقوم بعمل جلسات ارشاد اسرى لأسرة الفتاة بأضرار ومخاطر زواج الاطفال من الناحية النفسية والصحية والقانونية، كما يتم عمل اقرار على الاب بحسن رعاية الطفلة والحفاظ عليها وعدم اتمام الزواج إلا بعد بلوغها السن القانونى «18 عاما»، والتأكيد على أن مخالفته لذلك سيعرضه للمساءلة القانونية، كما ناشد المجلس بضرورة الإبلاغ عن تلك الوقائع على خط نجدة الطفل 16000 والذى يعمل على مدار اليوم.

أعلن المجلس القومى للامومة والطفولة عن نجاحه فى إيقاف زواج طفلة تبلغ من العمر 14 عامًا بمحافظة المنيا، بعد اأن تلقى خط نجدة الطفل بلاغًا من احد المواظنين رفض ذكر اسمه يفيد بعزم والد الطفلة تزويجها قبل بلوغها السن القانوني، وتمت خطبتها بالفعل وسيتم تزويجها فى منتصف شهر فبراير الماضى، وعلى الفور تم احالة الواقعة الى لجنة حماية الطفولة بالمحافظة للتأكد من صحة البلاغ والتى أفادت بصحته وتحرر محضر بقسم شرطة سمالوط وتم استدعاء والد الطفلة واخذ تعهد عليه.


«الحقوني»

كما اعلن عن إحباط زواج طفلة تبلغ من العمر 15عاما بإحدى قرى مركز مغاغة فى يوم زفافها، وتم تحرير الطفلة والتى كانت تستعد للزفاف وبيدها آثار «الحناء» وتم اتخاذ إقرار على والدى الطفلة والزوج بعدم إتمام الزواج قبل السن القانونى.

وفى وقت لاحق كان المجلس قد أعلن عن إحباط زواج طفلة لا يتجاوز عمرها 16عاما بالبحيرة، رغمًا عنها حيث هددت الطفلة بالانتحار اذا اصر والدها على إتمام الزواج، وكان خط نجدة الطفل قد تلقى بلاغا يفيد بقيام اب على تزويج ابنته إلى شخص يبلغ من العمر «33 عاما»، متزوج ولديه ثلاثلا اطفال، وتم إحالة البلاغ إلى اللجنة العامة لحماية الطفولة بمحافظة البحيرة والتى افادت بصحة الواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة.


وفى هذا الصدد تقول الدكتورة ايمان الاباصيرى اخصائى خط نجدة الطفل بالمجلس القومى للامومة والطفولة بمحافظة الشرقية:مع الاسف مشكلة زواج القاصرات تكثر فى الأرياف اكثر من المدينة، والكارثة أن حلها يكون أصعب بكثير ونواجه الكثير من المشاكل عند التدخل لإنقاذ فتاة قاصر من الزواج فى الريف، لأن الاسرة التى تضع فى بالها تزويج ابنتها يكون من الصعب أن نغير من مسار هذا الفكر، وحتى الآن لا يوجد قانون رادع لمشكلة زواج القاصرات.


والخطوات التى تتم تبدأ بتلقينا بلاغ على خط نجدة الطفل 16000 ثم يتم ابلاغ المنطقة التى بها مكان الفتاة بكل المعلومات عنها من اسمها وعمرها والعنوان ورقم المبلغ وايضا رقم البلاغ الذى تلقاه خط نجدة الطفل، وبعدها يتم عمل بحث للحالة من خلال فريق «التدخل والدعم بنجدة الطفل»، حتى نتأكد اذا كان البلاغ صحيحًا من عدمه، لانه فى بعض الاوقات يتضح ان هناك خصومة بين اسرة الفتاة وعائلة اخرى ويكون البلاغ ضدهم كيدي، وفى احيان اخرى نجد أن البنت قد  اكملت 18 سنة أو تعدته بأيام قليلة وهو سن الزواج، لكن معظم البلاغات تكون جدية.


بالطبع نحاول احباط الزيجة بالكلام مع والد الفتاة وتقديم النصائح له لكن مع الاسف لا نجد أى تعاون من قبل الاهل، بل غالبًا يأتى الرد لنا «ملكوش دعوه ديه بنتنا»، وعلى الفور نتجه إلى مركز الشرطة الخاص بالمكان ويتم تحرير بلاغ رسمى ويتحول إلى نيابة الطفل التى تطلب منا عمل مذكرة «بحث اجتماعى للحالة»، نعرض فيها مدى الخطر الذى تتعرض له الفتاة وايضا نوصى بتوصيات، لانه من الممكن نجد أن اسرة الفتاة نفسها تمثل خطرًا عليها، فنقول فى توصياتنا إن البنت تذهب إلى عمها او خالها أو دار رعاية، وبناءً على البحث الاجتماعى للحالة تصدر النيابة قرارين اولها بإيقاف الزيجة وكتابة تعهد على الاب والام والزوج «الذى من المفترض انه زوج الفتاة» بعدم زواج الفتاة قبل السن القانونى، والقرار الثانى بتسليم الفتاة لاحد من الاقارب أو لدار رعاية أو بقائها مع اسرتها مع متابعتها.


تدخل الشرطة

وتكمل الدكتورة إيمان الاباصيري، عن دور خط نجدة الطفل لحماية الفتيات القاصرات من الزواج قائلة: وعادة فى حالة تلقينا بلاغ بتعرض أى طفل للخطر نقوم بعمل متابعة له من اسبوعين حتى 6 شهور للتأكد من زوال الخطر الواقع عليه، لكن فى حالة زواج القاصرات وبعد اجهاض محاولة تزويج الفتاة الصغيرة نستمر بمتابعتها حتى تصل إلى سن 18 سنة، وذلك بزيارة منزلية او نتواصل تليفونيا معها او مع أحد مهتم بمصلحتها، حتى لا تخلف اسرتها تعهدهم ويقومون  بتزويجها، ومع الاسف اغلب حالات ايقاف زواج القاصرات يكون  بعد تدخل قوة مباحث من مركز الشرطة وقرار نيابة الطفل، بل ان هناك الكثير من الاخصائيين التابعين لخط نجدة الطفل يتعرضون للإيذاء من اهل الفتاة عندما يحاولون إنقاذها ونصيحتهم بعدم زواجها.

وهناك حالة واجهت تلك الازمة وبعد أن تم انقاذها قبل زواجها بعد تدخل الشرطة، واخذ تعهد على الاب بعد الزواج، إلا أنه زوجها سرًا واخفوا خبر زواجها تماما، لكن بعد فترة قصيرة من زواج البنت تعدى عليها زوجها وحماتها بالضرب المبرح، وألقوا بها امام باب البيت معتمدين انه ليس هناك ما يثبت الزواج وأن والدها «هيخاف» يبلغ، لكنه لم يجد امامه سوى رجال الشرطة طالبًا انقاذ ابنته، وتم التحفظ على الاب كما تم القبض على الزوج، أيضا هناك حالة مشابهة لها وبعد أخذ تعهد على الاب والزوج بعدم الزواج، لكن اصرت اسرتها على تزويجها قام الاب بعمل فرح فتمكن رجال المباحث من انقاذ البنت قبل اتمام الزواج وخرجوا من الكوشه الى النيابة.