هذه القائمة تضم المتألقات وراء كاميرات هوليوود

متألقات وراء كاميرات هوليوود
متألقات وراء كاميرات هوليوود

إنچى ماجد

سيظل الكفاح من أجل المساواة بين الجنسين شيئا حتميا ودائما أمام كاميرا السينما، وسيظهر ذلك بشكل صارخ بين بطلات الأفلام على الشاشة وبين النجوم المشهورين، لكن لتقديم تلك الشخصيات النسائية البارزة على الشاشة، والابتكار في تناول تلك الأدوار المذهلة لميريل ستريب وجنيفر لورانس وغيرهن من الفنانات صاحبات النفوذ، فإن هناك حاجة ماسة للتنوع كذلك خلف الكاميرا أيضا، لكن للآسف الشديد حتى عام 2018، كان وجود النساء يشكل 15-19٪ فقط من المهن وراء الكواليس.

ومع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، حان الوقت للتعرف على العمل الاستثنائي للنساء وراء كاميرات هوليوود، وعلى الرغم من أن هذه القائمة ليست سوى جزء صغير من تلك المساهمات، إلا أن الإنجازات الإبداعية لهؤلاء النساء تستحق الاحتفال بالتأكيد.

كاثرين بيجلو 
هي من أهم صانعات الأفلام الأمريكيات، واشتهرت بتقديم أفلام الحركة التي غالبا ما تميزت بأبطال يعانون من صراعات داخلية نفسية، وكانت أول امرأة تفوز بجائزة “الأوسكار” لأفضل إخراج عن فيلم “The Hurt Locker” عام 2008، وعلى مدار عملها كصانعة أفلام طوال 38 عاما، إلا أنها لم تقدم سوى 12 عملا سينمائيا فحسب.

ورغم أنها بدأت العمل كمخرجة في مطلع الثمانينيات، إلا أن بداية نجاح كاثرين كانت في مطلع التسعينيات، عندما قدمت فيلم “Point Break” عام 1991، والذي تدور أحداثه حول عميل ينتمي لوكالةFBI” “، يتم اختبار ولائه عندما يتسلل إلى عصابة متمكنة تعمل في سرقة البنوك، وكان فيلما ناجحا على المستوى التجاري، كما عزز مكانة بيجلو في عالم أفلام الحركة الذي يهيمن عليه الذكور بشكل رئيسي.


بعدها في عام 1995، قدمت فيلم الخيال العلمي Strange Days”” والذي ابتكرت فيه دراما أنيقة، تتضمن تقنية مستقبلية تتيح نقل الأفكار والذكريات من شخص إلى آخر، وقد جعلها هذا الفيلم أول امرأة تنال جائزة أفضل إخراج في جوائز “Saturn” الفنية، لتأتي القفزة الثانية لها عام 2002 مع فيلم “K-19: The Widowmaker”، المأخوذ عن أحداث حقيقية، حيث يتناول واقعة تعرض غواصة نووية سوفيتية لتسرب إشعاعي، وتلقى فيلم الحركة - الذي قام ببطولته النجمان هاريسون فورد وليام نيسون - أراء متباينة، كما فشل في العثور على جمهور.


ليأتي المشروع الإخراجي التالي لبيجلو وهو دراما حرب العراق “The Hurt Locker” عام 2008، وهو الفيلم منخفض التكلفة الذي يتتبع فرقة من نخبة مفجري القنابل بحرب العراق، وقد تجنبت كاثرين الخوض في سياسات الحرب، لتستكشف بدلا منها مخاطر النزاع المسلح الذي قد يبدو ذو جاذبية لبعض الجنود، وبالإضافة إلى فوز بيجلو بجائزة “الأوسكار” لأفضل إخراج، حصل الفيلم على 5 جوائز أكاديمية أخرى، بما في ذلك جائزة أفضل فيلم.

عادت بيجلو لاحقا للعمل مع كاتب السيناريو مارك بول، لتقديم فيلم “Zero Dark Thirty” عام 2012، والذي يتتبع عملية الجيش والاستخبارات الأمريكية للقبض على أسامة بن لادن.


كلوي تشاو 

هي المخرجة الصينية التي كتبت أسمها بأحرف من ذهب في تاريخ السينما، بعد أن أصبحت أول شخصية ذات بشرة ملونة تفوز بجائزة “الأوسكار” لأفضل مخرج عن فيلمها “Nomadland”، اشتهرت تشاو بتقديم الأعمال السينمائية التي يمكن تشبيهها برحلات اكتشاف الذات، والتي تدور أحداثها في الغرب الأمريكي، كما تتعمق أفلامها في طبقات المجتمع الأمريكي التي نادرا ما يتم التطرق إليها. 


لفتت كلوي الأنظار بقوة إلى موهبتها، من خلال مشروع التخرج الخاص بها من كلية الفنون بجامعة نيويورك، حيث قدمت الفيلم القصير Daughters، والذي تدور أحداثه حول فتاة صينية ريفية تهرب من زواج مرتب لها، وقد نال الفيلم جائزة مهرجان “بالم سبرينجز” الدولي عام 2010. 

أما تحفتها الفنية “Nomadland”، فقد استوحته من كتاب المؤلفة جيسيكا برودر، والذي يتحدث عن الأمريكيين في سن التقاعد الذين يعيشون في عربات سكن متنقلة - غالبا ما تكون شاحنات صغيرة - ويسافرون في جميع أنحاء البلاد بحثا عن وظائف منخفضة الأجر، لفت الكتاب - الذي يحمل اسم “Nomadland: Surviving America in the 21st Century” - كذلك انتباه الممثلة فرانسيس ماكدورماند، التي تعاونت مع تشاو لإنتاج الفيلم، إلى جانب بطولتها له حيث لعبت الشخصية الخيالية “فيرن”، وهي أرملة تنطلق إلى الطريق بعد أن توقف مصنع الجبس الذي تعمل فيه عن العمل؛ حاز الفيلم الصادق والشاعري الجميل على العديد من الجوائز - بما في ذلك جائزة “الأوسكار” لأفضل فيلم - كما أصبحت تشاو ثاني امرأة تفوز بجائزة “الأوسكار” لأفضل مخرج.


جين كامبيون 

هي المخرجة الأسترالية الرائدة في مجالها، والتي تركز أفلامها على النساء اللاتي يتعرضن للظلم في مجتمعاتهن، كانت على موعد مع النجاح عندما قدمت تحفتها السينمائية “The Piano” عام 1993 - والذي قامت بتأليفه وإخراجه - وفازت عنه بجائزة “الأوسكار” لأفضل سيناريو أصلي، كما ترشحت عنه لجائزتي أفضل مخرج وأفضل صورة، يروي الفيلم قصة حب تدور أحداثها في القرن التاسع عشر، حول امرأة خرساء تسافر من أسكتلندا إلى نيوزيلندا من أجل زواج مرتب، لتجد نفسها تقع في حب صديق زوجها المنتظر.

قدمت بعده الفيلم شديد التميز “Portrait of a Lady” عام 1996، والذي قام ببطولته النجوم نيكول كيدمان وجون مالكوفيتش، وحازت عنه على جائزة أفضل فيلم بمهرجان “فينيسيا” السينمائي، ليأتي عام 2009 وتقدم فيلمها “Bright Star”، الذي أرخ قصة الحب الرومانسية بين الشاعر البريطاني جون كيتس وخطيبته فاني براون، وحصدت عنه العديد من الجوائز.

وبعد 12 عاما من تقديم “”Bright Star، عادت كامبيون إلى الشاشة الكبيرة مع فيلم The Power of the Dog””، والذي يروي قصة صاحب مزرعة ماشية يخفي قسوته - خاصة تجاه أخيه وزوجته - واضطراباته الداخلية، وحقق الفيلم نجاحا مدويا على المستوى النقدي، واعتبره النقاد من أهم أفلام 2021، لتكون النتيجة ترشحه لـ12 جائزة “أوسكار”، من بينها أفضل إخراج وأفضل سيناريو مقتبس.


راشيل بورتمان

هي الملحنة البريطانية التي نافست في مضمار سيطر عليه الرجال لعقود طويلة، لكنها تمكنت من إثبات أن المرأة قادرة على التميز كذلك في وضع الموسيقى التصويرية للأعمال السينمائية، فموسيقاها هي الخيار الأنسب لأي رواية رومانسية مأساوية، ومن أشهر الأفلام التي شاركت فيها “Chocolat” و”The Cider House Rules” و”One Day” و” The Duchess” و”Never Let Me Go”، وكانت بورتمان أول امرأة تفوز بجائزة “الأوسكار” لأفضل موسيقى تصويرية، وكان ذلك عام 1996 عن فيلمها Emma””.


فيكتوريا ألونسو 

إذا كنت تريد دليلا على أن فريق المؤثرات البصرية في استوديوهات “Marvel” هو الذي يبقيها متربعة في صدارة المشهد، فما عليك سوى إلقاء نظرة على فيكتوريا ألونسو، ملكة المؤثرات البصرية كما يلقون عليها في هوليوود، بعد أن عملت كمنتجة مؤثرات بصرية في أفلام مثل “مملكة الجنة” للمخرج ريدلي سكوت، أصبحت فيكتوريا رئيسة المؤثرات البصرية لـ”مارفل” لأفلام المرحلة الأولى، قبل ترقيتها إلى نائب الرئيس التنفيذي للإنتاج المادي بالأستوديو، وتعد ألونسو من أشهر المدافعات طوال حياتها عن النهوض بالمرأة ودعمها في مجال المؤثرات البصرية، ومن خلال منصبها الجديد من المؤكد أنها ستعمل على اختراق النساء لتلك الصناعة التي احتكرها الرجال دوما.