حكاية زوجة تطلب الطلاق.. بسبب السعرات الحرارية!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

وقفت الزوجة داخل محكمة القاهرة للأحوال الشخصية، تتأمل بعينيها وجوه الموجودين في القاعة، تتملكها حالة من الارتباك، وما إن سألها القاضي عن سبب رغبتها في الانفصال عن زوجها، أجابت وبصوت رخيم.. بسبب السعرات الحرارية.

ارتسمت على وجه القاضي ابتسامة عريضة، يطلب منها أن توضح ماتقول.

اقرأ أيضا  |  الحبس سنة مع الإيقاف للمتهم في قضية الابتزاز الإلكتروني

وبعين زائغة تجوب بها أرجاء القاعة، وكأنها هاربة، وخائفة من شيئ ما تقول: كم هو مؤلم أن ترتبط حياة شخص بإنسان بخيل، حيث كان زوجي في أول أيام زواجنا يراقبني وانا أتناول طعامي، نظراته كانت تخترق كل مايدخل إلى جوفي، تلك النظرات كانت تصيبني بالجنون، وعندما سألته لما يفعل ذلك؟ كان رد فعله مفاجأة بالنسبة لي واعتقدت إنه يقول الصواب  ولايريد انا اتناول الطعام بتلك الشراهة حتى لا أفسد رشاقة جسدي، وأصاب بالبدانة.

وبابتسامة يشوبها سخرية تستكمل قائلة: تخيل أنه في إحدى المرات القلائل التي دعا بعض ممن يعرفهم إلى المنزل وجدته يراقب كل واحد فيهم وهو يأكل، حاولت أن أتغاضى عن ذلك، واعتبرها مجرد عادة سخيفة، لكن النظرات انقلبت إلى أوامر.. لا تسرفي في استخدام السكر.. لا تشتري سوى مانحتاجه من اللحوم.. وبدأ في السيطرة علي كل شيئ، وبحساب دقيق لايخطئ، معتقدا بتصرفاته أنه ينفي عن نفسه تهمة البخل قائلا:: كل إنسان يحتاج إلى عدد معين من السعرات الحرارية  وكل مايستهلكه بعد ذلك لايفيده في شيئ، لأن السعرات الحرارية هي المقياس لتنظيم حياتنا في كل شيئ.

وبصوت يشوبه ضجر وغضب تستكمل قائلة: لقد فرض علي الاستحمام في الشتاء بالماء البارد لأنه مفيد لتنشيط الدورة الدموية، وحول حياتي إلى جحيم، وانهمرت في بكاء مرير تقول  حتى طفلي الصغيرين يشاركاني العذاب والحرمان، مرات عديدة ذكر لي الأطباء أن سبب أمراضهما سوء التغذية، غير أن حياتهما تحولت إلى أحاديث حول مايمتلكه الأطفال الآخرون.. هذه عندها عروسة.. وسمير لديه دراجة.

قلت له الكثير، والكثير لكنه لم يجب سوى بابتسامة مقتضبة  رسمها على وجهه، فلم أشعر بنفسي إلا وأنا أحطم كل ماأستطيع تحطيمه، فأمسكني من يدي وطردني، وطفلي وأخذ يلملم ويجمع حطام الفناجين التي قمت بتكسيرها وينظر إلي والدماء تتدافع إلى وجهه وأغلق باب الشقة.

ومن بعدها اتخذت القرار بأن أحصل على حريتي، وصمتت الزوجة قليلا، ثم قالت:  لم يعد لدي ماأضيفه أكثر من هذا، وتقدمن بعض من جاراتها يحلفن اليمين على صدق ماقالت، وأن معاناتها حقيقية، وأكد عدد من أزواجهم أيضا عن بخل الزوج الذي كان محلا لدعاباتهم.

انتفض الزوج قائلا: إنني لست بخيلا، لكن ماافعله هو تطبيق لنظريات اقتصادية وعلمية موجودة في الكتب، ويأسف لأن زوجته لم تفهم طريقته في الحياة وأن مايفعله هو من أجل أن يبقى لها ولأولادها من بعده مايحميهم من قسوة الدنيا وعنفها، وأنهى كلماته يطلب أن يعيد القاضي زوجته إلى طاعته.

وجاء حكم محكمة الأحوال الشخصية، برئاسة المستشار، أحمد عبد اللطيف، وأمانة سر محمد السيد، بتطليق الزوجة من زوجها البخيل، بعد أن ثبت ذلك بشهادة الشهود.

وذكرت قي حيثيات حكمها، إن الزوج ببخله وطرده للزوجة وطفليه من مسكن الزوجية أفقد عقد الزواج ركنا أساسيا، لايقوم العقد إلا به فحيث أن الزوجة شرعا ملزمة من زوجها وأنه لم يقم بذلك، فلهذا كان الطلاق الذي تطلبه الزوجة هو الحل النهائي لتلك العلاقة.