فيض الخاطر

يوم للغلابة

حمدى رزق
حمدى رزق

هل أشق على أطبائنا الكبار، إذا تمنيت عليهم تخصيص يوم كل شهر للغلابة مجانا، أو بفيزيتا مخفضة قربى إلى الله .
لن أتحدث عن أسعار كشف الأطباء فى العيادات، ولكن الكثير من المرضى، كما يقولون، العين بصيرة واليد قصيرة عن إدراك ثمن الفيزيتا، وكلهم أمل فى روشتة من طبيب بعينه، ربما تمنحهم أملا فى الشفاء.
لا تسل عن ثمن الدواء، خلينا فى ثمن الكشف، وأسعاره التى أصبحت لا يقوى عليها المستورون، ناهيك عن الطيبين ممن يكملون عشاهم نوم متقطع بفعل الأمراض المتوطنة والسارية.


أعلم أن كل طبيب يحدد أسعاره وفق ما هو سائِد فى السوق الطبي، السوق يحكم، إذا جاز لنا التوصيف غير الحميد، فلاتزال مهنة الطب رسالة، وقسمًا مقدسًا .


كم من أطباء ثقاة يستبطنون هذه الرسالة، وقانعون بأقل القليل، وأعرف منهم عددًا ليس بقليل يكشف على الغلابة بالمجان ، ويرد إليهم ما دفعوه بمجرد اطلاعه على حالهم، علمك بحالى يغنى عن سؤالي.


فكرة «يوم الغلابة» ليس بجديد على الاسماع، ولدى قائمة بأسماء شهيرة يسعون فى الخيرات، تعبير عن تضامن مجتمعى فى زمن الحاجة، والحاجة فعليا ماسة لتضافر مجتمعى لتخفيف آلام المرضى يئنون فى قعور البيوت المستورة، تحسبهم أغنياء من التعفف.
زمان اشتهر طيب الذكر الدكتور «إبراهيم بدران»، رحمه الله، بلقب «طبيب الغلابة»، كان يدفع للمرضى ثمن الكشف من ماله خفية، رغم أن فيزيتته كانت جنيهات قليلة، ولكنه استبطن رسالة الطب، وعنوانها الرئيس الرحمة.
وظل اللقب متاحا لمن يحمله، حمله مقدرون كثر، تواليا، ويحمله طائفة رحيمة من الأطباء، بعيدون عن الأضواء، يتجنبونها، لأن حسنتهم مخفية يقصدون بها «باب كريم».


أتمنى على نقابة الأطباء فتح هذا الباب الطوعي، وتبنيه، والدعوة إليه بين أعضائها المقدرين، فإذا كانت النقابة مقيدة فى تحديد سقف أسعار الفيزيتا، ولا نشق عليهم، فأقلها تجتهد فى توجيه الأطباء إلى تخصيص يوم للغلابة.


لو فعلتها تكسب كثيرا من التعاطف الشعبي، المرضى يكابدون من غلاء الأطباء، وغلاء الدواء، وبعضهم يتمنى الموت من قلة الحيلة وقسوة المرض، الرحمة يارب.