لم يتوقف المخرج الراحل نيازي مصطفى عن الحديث يوما عن علاقته بزوجته الفنانة الراحلة كوكا؛ حيث كان اللقاء الأول في سنة 1937 إذ كان رئيسا لقسم المونتاج باستوديو مصر.
حينها جاءت كوكا لتعمل موظفة في نفس القسم، وهنا يحكي نيازي: جمال وجهها شدني إليها رشحتها لتمثل امام أم كلثوم دورا رئيسيا في فيلم «وداد» وكان أول إنتاج لاستوديو مصر.
اقرأ أيضا:حكاية 20 فتاة من قليوب.. حطمن التقاليد في الخمسينيات| صور
عرض فيلم وداد في لندن بأدائها المقنع لفتت نظر الممثل «بول روبون» فاختارها لتمثل أمامه بطولة فيلم من إنتاجه تم تصوير مناظره بين مصر وانجلترا وطلب منها أن تؤدي بعض التمرينات الرياضية ليكسب جسمها الرشاقة والمرونة.
وخلال التمرينات تصاب بتمزق حاد في عضلات الظهر ويقرر الأطباء أن علاجها يحتاج لراحة تامة لمدة 6 شهور وأمضي هذه الفترة إلى جوارها وينمو الحب بيننا ويزداد تعلقي بها مع مرور الأيام وأخيرا يتم زواجنا.
وعلى مدار 42 سنة نعيش معا أجمل قصة حب كلما انتهى فصل منها نبدأ آخر ومنذ اليوم لزواجنا اتفقنا على شيء هام في حياتنا وهو أن أتحمل بمفردي كافة مصاريف ومستلزمات البيت في مقابل أن يستقل كل منا عن الآخر من الناحية المادية في عمله حتى لا تحدث بيننا منازعات أو مشاكل على الأموال كما جرت العادة دائما إذا تزوج فنان من فنانة مثله وعلى هذا الأساس استمرت حياتنا.
وروى كذلك: بعد قصة 42 عاما لم نرزق بالأولاد فكنت بالنسبة لها الابن والأب والزوج والأخ أحاطتني برعايتها وحنانها لدرجة أنني كنت في نظرها دائما الفتى المدلل ولم ترهقني بمشاكل البيت اليومية وجعلتني أعيش حياتي متفرغا لفني حتى ملابسي كانت تشتريها لي من السوق وعندما هاجمني المرض تعلمت من أجلي فنون التمريض.
كما أنها كانت ماهرة في أعمال البيت حتى في تصليح الحنفيات وتعلمت الكهرباء لدرجة أنها تعلمت كيف تصلح التلفزيون أو الراديو وكانت تفهم أيضا في ميكانيكا السيارات.
وعن آخر أيام كوكا يقول نيازي مصطفى: كانت لا تعلم بحقيقة مرضها الذي تعالج منه من ثلاثة شهور «سرطان في الرئة اليسرى» وعاشت على أمل الشفاء القريب حتى تتمكن من أداء العمرة والحج وقد طلبت مني إحضار صديقي الفنان المتصوف رشوان توفيق ليعطيها دروسا من مناسك الحج والعمرة.
المصدر : مركز معلومات أخبار اليوم
