إنها مصر

القدرة على سداد الديون

كرم جبر
كرم جبر

من الممكن أن يستدين شخص مائة جنيه ويعجز عن سدادها، ويستدين آخر ألف جنيه ويستطيع سدادها وفوائدها فى موعدها.. وهكذا الدول والحكومات.


المشروعات التى تقيمها الدولة الآن ليست إنفاقاً فى الهواء، ولكنها استثمارات للأجيال الحالية والقادمة، والمشروع الذى يتكلف مليوناً الآن سيصبح مائة مليون بعد سنوات.


المشروعات الكبرى ليست إهدارا لموارد وثروات البلاد، بل تعظيم لها، وشتان بين اقتصاديات الفقر والعوز، واقتصاديات الثروة والنماء، وبين دول تتآكل أصولها ولا تضيف لها شيئاً، وأخرى تبنى وتشيد وتضيف كل يوم مشروعاً جديداً.


لو خاف عظماء التاريخ، ما أقدموا على بناء المساجد الفخمة ولا الكنائس العملاقة ولا المعابد والقصور والبنايات الرائعة، التى تجعل للبلاد جذوراً تضرب فى التاريخ وتزهو بها الدول وتتفاخر بها الشعوب.


المشروعات الكبرى تدر عوائد كبيرة وتستطيع أن تسدد تكلفتها، وفوق ذلك فهى ترسم صورة دولة حديثة تتطلع إلى المستقبل.
■■■
دعنى أرى الدين فى سلوككم وأخلاقكم، ولا تزايدوا وتكذبوا وترمون غيركم بما فيكم، فالإسلام دين الأخلاق ورسولنا الكريم «إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق» «وإنك لعلى خلق عظيم»، ولو اتبعنا ذلك «كنتم خير أمة أخرجت للناس».


ما أقبح من ينصبون أنفسهم أوصياءً وجلادين وسيافين، وينشرون الخوف والذعر، ويدعون حدوداً ليست من شرع الله، بينما تعاليم الإسلام تفيض كالنهر العظيم سلاماً ومحبة وتسامحاً، وتنشر الأمن والطمأنينة بين العالمين، وما أحوجنا إلى سلام النفس والقلب والضمير، وأن يلتئم الشمل وتهدأ حدة المكائد والصراعات، وتمتد الأيدى للبناء وليس الهدم والتخريب، وأن نزرع الأرض خيراً وليس ألغاماً ومتفجرات.
وعندما يرتفع فى السماء عالياً نداء " لا إله إلا الله " تتوحد القلوب وتتطهر المشاعر لنشر الرحمة والتكاتف والتعاطف، وأن يكون الغنى عوناً للفقير، والقادر سنداً للمحتاج، فلا فضل إلا بالتقوى والعمل الصالح، وما أحوج بلادنا إلى استنهاض روح الأمة والعودة إلى جوهر ديننا الحنيف، فلا دنيا لمن لم يحى دينا، ولا صلاح إلا باستنهاض الأخلاق.


لا صلاح إلا إذا اغتسلت الأرواح وتطهرت القلوب، ورفعنا أيدينا مخلصين بالدعاء: «اللهم إنى أسألك فى صلاتى أن تطهر قلوبنا، وتكشف كرْبنا، وتغفر ذنبنا، وتصلح أمرنا وتغنى فقرنا وتكشف همنا وغمنا، واجعل لنا من كل خير نصيباً، وإلى كل خير سبيلاً، برحمتك يا أرحم الراحمين».