الحرب وتأثيرات متوقعة على محادثات الإتفاق النووي مع إيران

تساؤلات حول المسار الذى ستختاره طهران بعد غزو روسيا لأوكرانيا
تساؤلات حول المسار الذى ستختاره طهران بعد غزو روسيا لأوكرانيا

كتبت : سميحة شتا

تعمل القوى الغربية وروسيا منذ ما يقرب من عام على إحياء الاتفاق النووى الإيرانى المبرم عام 2015، لكن الحرب فى أوكرانيا خلقت شعوراً بالحاجة الملحة لإتمام المحادثات قبل أن يصبح التعاون حول هذا الملف مستحيلاً. ويخشى خبراء من أن يلقى النزاع بظلاله على تلك المفاوضات .


وتزداد المخاطر، إذ ربما يؤدى الفشل بعد عشرة أشهر من المحادثات إلى مخاطر وصول طهران إلى مسافة قصيرة من امتلاك أسلحة نووية وإشعال حرب جديدة فى الشرق الأوسط.

كما يمكن أن يفرض الغرب المزيد من العقوبات القاسية على إيران ويستمر الضغط المتصاعد على أسعار النفط العالمية التى تأثرت بالفعل بالصراع فى أوكرانيا.. صحيح ان إيران رفضت الحرب على أوكرانيا، لكنها حمّلت واشنطن مسؤولية أسبابها، فى موقف يرى محللون أنه أقرب إلى روسيا، وقد يكون له تأثير فى مباحثات فيينا ومع تدفق القوات الروسية على أوكرانيا، وقيام القوى الغربية بفرض عقوبات مشددة، كان التناقض صارخاً خلال المحادثات التى جرت فى فيينا فى الأيام الماضية.. هناك بعض التساؤلات حول المسار الذى ستختاره طهران بعد الصدمة الواضحة للعلاقات الدولية جراء غزو روسيا لاوكرانيا .


قد تحسب طهران الآن أنها لا تحتاج إلى اتفاق مع الغرب طالما أنها قادرة على كسر العقوبات الأمريكية وتصدير النفط، بالنظر إلى الحاجة العالمية للوقود الأحفورى وسط عقوبات شديدة على روسيا.

ولقد وصلت الشحنات بالفعل إلى أكثر من مليون برميل يوميًا، إلى الصين بشكل رئيسي. فى غضون ذلك، يمكنها أن تستمر فى تخصيب اليورانيوم، وأن تصبح على عتبة دولة نووية، ويكون لها نفوذ أكبر فى أى محادثات مستقبلية.


العكس ممكن أيضًا، وإن كان أقل احتمالًا، فقد ترى طهران أن روسيا معزولة وغير مفيدة بعد الآن كداعم دبلوماسي، وقد تقرر تقديم تنازلات للغرب الآن، بدلاً من التعايش مع العقوبات الأمريكية، وسط بيئة من الوحدة الغربية تذكرنا بالحرب الباردة.


لكن البقاء حليفًا لروسيا فى هذه الظروف قد يوفر لإيران بعض الغطاء العسكرى وأنظمة الأسلحة كنوع من «الأقمار الصناعية للحرب الباردة» لموسكو.
ويتوقع مراقبون ان موقف موسكو قد يتغير ليس فى الملف الإيرانى فحسب، بل العديد من الملفات الأخرى. نتيجة تصاعد الضغط عليها ويقول دبلوماسيون، أن روسيا تلعب دوراً أساسياً فى التوصل إلى حل وسط مع ايران.. تقول جميع الأطراف المشاركة فى المحادثات، ومنها الصين، أنه تم إحراز تقدم نحو استعادة الاتفاق لكبح البرنامج النووى لطهران مقابل تخفيف العقوبات.


وانهار اتفاق عام 2015، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، فى 2018 عندما سحب الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب الولايات المتحدة منه. لكن طهران وواشنطن قالتا، أنه لا تزال هناك بعض الخلافات الكبرى التى يجب حلها .

وقال هنرى روم محلل الشؤون الإيرانية لدى مؤسسة «أوراسيا» الاستشارية، «كلما طال أمد المحادثات، زادت فرصة تدخل الصراع».


ويقول محللون، إن الأزمة الأوكرانية ربما شجعت إيران على المبالغة فى تقدير مدى قوتها، معتقدة أن واشنطن ستكون أكثر حرصاً على تجنب أزمة ثانية، وإعادة النفط الإيرانى إلى الأسواق الدولية حيث ارتفعت الأسعار فوق 100 دولار للبرميل. وكانت العقوبات الغربية التى فرضت على موسكو والتلويح بفرض مزيد منها، ساهمت فى زيادة الاضطراب فى أسعار الطاقة.


حتى الآن لم يمتد التوتر بشأن أوكرانيا إلى المحادثات النووية الإيرانية، لكن يكاد يكون من المستحيل الفصل بينهما لفترة أطول كثيراً».. وقد يأتى أول اختبار بخصوص ما إذا كانت أوكرانيا ستُخرج التعاون عن مساره، على أقرب تقدير، عندما يأخذ بعض الأطراف استراحة من الملف الإيرانى ويدخلون مواجهة فى اجتماع طارئ للوكالة الدولية للطاقة الذرية لبحث أمن وسلامة محطات الطاقة النووية الأربع العاملة فى أوكرانيا وغيرها من منشآت النفايات، بما فى ذلك فى تشيرنوبل.


وعن الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق، قال دبلوماسى أوروبي، «يجب أن يحدث هذا الأسبوع... لأننا لا نعرف متى يمكن أن يحدث تصعيد فى أوكرانيا، وعندها لن نصبح حلفاء. من يدري، إذا انتقد مجلس محافظى (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) روسيا الأربعاء، فقد يقول الروس (فليذهب اتفاق إيران إلى الجحيم)».

اقرأ ايضا | بوتين: هدفنا من العملية العسكرية في أوكرانيا نزع السلاح