جمعية المؤلفين والملحنين .. مواجهة موسيقية على صفيح ساخن

جمعية المؤلفين والملحنين
جمعية المؤلفين والملحنين

ندى محسن

أيام قليلة تفصلنا عن انتخابات جمعية المؤلفين والملحنين التى من المقرر إنعقادها فى ١٨ مارس الجارى ، الحدث الأبرز لدى جموع أعضاء هذا الكيان من شعراء وموسيقيين لما لديهم من ملفات وقضايا ملحة مازلت تنتظر الحسم، وأبرزها على الإطلاق أزمة حقوق الملكية الفكرية والأداء العلني لأبناء هذا المجال .. خلال السطور التالية نلتقي أبرز المتنافسين فى هذا الحدث الانتخابي “الموسيقار هانى مهنى والموسيقار منير الوسيمى”، للتعرف على بعض تفاصيل خططهم وبرامجهم الإنتخابية، ومواقفهم تجاه العديد من القضايا والملفات التى تخص الجمعية ومصالح أعضائها ..

منير الوسيمى: هدفى ضمان الحقوق للمبدعين

دوافع كثيرة وراء قرار ترشيح الموسيقار منير الوسيمي لخوض انتخابات جمعية المؤلفين والملحنين على منصب رئيس مجلس الإدارة أهمها استعادة الحقوق الأدبية والمادية لأعضاء الجمعية، والحفاظ على تراث مصر الموسيقي من البيع، وغيرها من الملفات المهمة التي ناقشها من خلال حواره مع “أخبار النجوم”، كما كشف عن رؤيته لواقع السوق الغنائي المصري في الوقت الحالي.. إلى نص الحوار.
 

بداية .. ما دوافعك الرئيسية وراء قرار الترشح لمنصب رئيس مجلس إدارة جمعية المؤلفين والملحنين؟

استعادة حقوق المؤلفين والملحنين المادية أهم وأبرز أولوياتي، إذ إنني نجحت من قبل بمعاونة الشاعر عزت الجندي بعقد اتفاقات مع بعض الجهات لتجميع مبالغ مالية تخص حقوق الملكية الفكرية، منها توقيع عقد سنوي مع شبكة راديو وتليفزيون العرب بقيمة 150 ألف دولار، وعقد آخر مع شركة “روتانا” بقيمة 175 ألف دولار، وغيرها من الشركات، فهذا الملف من أوائل الملفات التي سأعمل عليها حال الفوز بالمقعد، إذ أن ذلك هو دور الجمعية الرئيسي ورغم ذلك مستحقات مبدعي مصر ضائعة بسبب تقاعس من داخل الجمعية في تحصيل هذه الحقوق، فضلاً عن التلاعب بأرقام التوزيع إذ تلقيت شكاوي عديدة من سوء توزيع الأموال بعدم تناسب المردود المالي لأحدهم الذي تفوق عدد أعماله آخرون يأخذون مبالغ مالية أكثر منه دون وجه حق، واكتشفت بعد تحري أن هناك أسماء نكرة تأخذ مبالغ مالية أكثر من مبدعي الزمن الجميل أمثال بيرم التونسي والشيخ زكريا أحمد، وغيرهم.


ثاني أهم دوافعي هو الحفاظ على تراث وتاريخ مصر الموسيقي من البيع، فلن نسمح ببيع تاريخنا مقابل مبلغ مادي كبير عن طريق استغلال ضعف بعض النفوس واستغلال الوضع المادي السئ لأعضاء الجمعية بشراء حقوقهم الأدبية، ويتحول حال الغناء كحال السينما والتليفزيون حالياً، إذ يوجد بالجمعية ما يقرب من 165 ألف مصنف عربي لأهم الأعمال الغنائية لأم كلثوم، عبد الحليم حافظ، محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش، فهذه قوة مصر الناعمة، كما إنني أدرس دخول أصحاب الحقوق المجاورة من المطربين والعازفيين المنفردين لنصوص حقوق الملكية الفكرية، ففي البلاد الخارجية له حق مادي لأن الأغنية تُذاع بصوته، أما في مصر لا نعترف بذلك، لكني سأسعى لتحقيق هذا الأمر لزيادة الدخل القومي المصري، وزيادة دخل الجمعية أيضاً.


وماذا عن مقترحاتك بشأن قانون حقوق الملكية الفكرية؟

كنت من أوائل المُطالبين بإنشاء المادة رقم 69 من الدستور الجديد، والتي تنص على تحصيل حقوق الأداء العلني من جهات عديدة، ورغم أن مصر مشتركة بالعديد من المؤتمرات العالمية الخاصة بحقوق الملكية الفكرية إلا أن القانون لا يزال يحتاج إلى تفعيل حتى نحصل على جميع الحقوق الخاصة بالمؤلفين والملحنين والتي هُدرت لسنوات طويلة بسبب بعض الأشخاص من داخل المجلس الذين تناسوا الدور الهام والرئيسي الذي من المفترض أن تلعبه الجمعية تجاه أعضائها لإفتقادهم الخبرة والدراية بقوانين الملكية الفكرية، كما كانت المبالغ تُوزع بطريقة غير عادلة لبعض الأعضاء لذلك أعدهم بعدالة في التوزيع عن طريق الأساليب الحديثة بتوفير برنامج خاص بتحديد الأغنيات التي يتم إذاعتها في أي منطقة من العالم، ويتم تحصيل المبالغ عن طريق شركات مختصة في هذا الأمر، وبالتالي عملية التوزيع ستكون عادلة، وهذا ما تتبعه الجمعيات الخاصة بحقوق الملكية الفكرية في البلاد الخارجية.


أيضاً سأوسع قاعدة أماكن تحصيل الحقوق بتوقيع بروتوكولات بين الجمعية وبين مؤسسات تحصيل الحقوق في العالم مثل “الاسكاب” بأمريكا، “الجيم” بألمانيا، وغيرها من الجمعيات في إنجلترا، والجزائر، وذلك بعد أن تم إلغاء حصرية أعمالنا بمؤسسة الساسام بفرنسا، وبالفعل بدأت في مراسلتهم عن طريق “الإيميلات”، قبل أن يتم إنشاء قاعدة البيانات الخاصة بأسماء المؤلفين والملحنين وعناوين أعمالهم الغنائية، وتدوينها بالعربي والانجليزي والفرنسي، ويتم تأييدها في مؤسسات العالم بـ “كود” دولي ثابت، فهذا أهم أولوياتي لمضاعفة دخل أعضائنا وضمان حياة كريمة لهم، فمن بينهم أشخاص “مش لاقية تاكل”، ويعملون بمهن بسيطة وبعيدة عن الفن لتوفير “قوت يومهم”، فهذا مع الأسف حال مبدعي مصر، وذلك بسبب المليارات الضائعة والمنهوبة في مصر والعالم، وأتوجه بالشكر لدكتورة إيناس عبد الدايم التي تفضلت بإلزام المكاتب والشركات ومتعهدي ومنظمي الحفلات بسداد حق الأداء العلني للمؤلفين والملحنين، لكن نحتاج لدعم الدولة في وضع اللائحة التنفيذية الخاصة بالمادة 69 من الدستور حتى نسترد حقوقنا بشكل رسمي، ونعطي الدولة حقها من الضرائب.


زيادة المعاشات أو بما يُسمى منحة إبداع المؤلفين والملحنين من أعضاء الجمعية أزمة تم طرحها كثيراً .. ما خطتك في هذا الشأن؟

هذه الأزمة حلها متوافر وستنتهي بسهولة إذا حصلنا على مستحقاتنا من جميع الجهات المعنية بتحصيل حقوق الملكية الفكرية والتي سينتج عنها زيادة موارد الجمعية، والتي زادت بالفعل بعدما أنشأت لجنة تنمية الموارد والتي جلبت في سنوات 8 ملايين جنيه، حيث يتم خصم 5% من أي مبالغ مالية وتدخل إلى صندوق الجمعية، وبالتالي عندما يكون المبلغ أكبر تزيد قيمة النسبة أكثر، وكذلك فيما يخص الرعاية الطبية، وزاد مبلغ العقاقير الطبية من 2000 إلى 5000 جنيه، وكذلك العمليات الجراحية زاد مبلغها من 5000 إلى 10000 جنيه.


وكيف ترى المنافسة؟

متفائل كثيراً، وأترك النتيجة والتوفيق على الله، لكن الإنتخابات تتطلب وعي الأعضاء بمن يستطيع جلب حقوقهم المادية من مصر والعالم عن دراسة وفهم، ويكون مشهود له بالشرف والنزاهة، ولديه ضمير حتى لا يستغل منصبه للحصول على أموال دون وجه حق، ويحقق منافع واستفادات شخصية متناسي مصالح أعضاء الجمعية، إذ لا نريد تكرار الأخطاء والمهازل التي حدثت خلال السنوات الماضية، لأننا دفعنا الثمن غالي نظير أفكار وآراء أدت الجمعية في طريق خاطئ ومظلم.


وأخيراً .. كيف ترى واقع الأغنية المصرية؟

للأسف صناعة الموسيقي إنتهت في مصر بسبب سيطرة بعض تُجار الصناعة عليها، ولا يمكن أن تنهض إلا بتدخل أصحاب المهنة ذاتها، كذلك بسبب تقاعس شركات الإنتاج عن القيام بدورها بسبب خسارتها أموال فادحة نتيجة عدم حصولها على العائد المادي، وهذا يرجعنا لأهمية الحصول على حقوق الملكية الفكرية حتى تضمن لكل ذي حق حقه، وتنهض الصناعة مرة أخرى.
 

هانى مهنى: تراثنا الموسيقى خط أحمر

أفكار وإقتراحات عديدة يقدمها الموسيقار هاني مهنى الذي يُنافس الوسيمى على مقعد رئيس مجلس إدارة جمعية المؤلفين والملحنين من أجل النهوض بالجمعية وأعضائها بعد سنوات من التقاعس عن أداء المهام والأهداف الرئيسية -بحسب تأكيده- ، في الحوار التالي يكشف عن هذه الأفكار، كما يتحدث عن رؤيته لملف تحصيل حقوق الأداء العلني، وغيرها من الطموحات التي سيسعى لتحقيقها في حال فوزه بالإنتخابات.

ما أبرز القضايا محل اهتمامك ضمن برنامجك الإنتخابي؟

هناك العديد من الملفات التي سأعمل عليها حال الفوز بالمقعد، أولها وأهمها تغيير مقر الجمعية إلى مقر يليق بفناني ومبدعي مصر اللذين هم إمتداد لعمالقة الفن المصري أمثال محمد عبد الوهاب، رياض السنباطي، فريد الأطرش، محمد القصبجي، محمد الموجي، محمد فوزي، وغيرهم، لأن المقر الحالي قديم ومُتهالك، فلم يتغير منذ منتصف الخمسينيات، وأصبح لا يليق بمبدعي مصر، كما سأعمل على ترتيب وتحديد تخصصات الموظفين داخل الجمعية لأن هناك اشتباك كبير بين تخصصات عديدة، مما يُسبب نوع من الفوضى وإزدواجية التخصص، ومن أهم أولوياتي أيضاً هو إعادة إنشاء قاعدة البيانات الخاصة بأسماء المؤلفين والملحنين وعناوين أعمالهم الغنائية، وتدوينها بشكل صحيح على أجهزة الكمبيوتر، ثم إرسالها إلى جمعية “الساسام” بفرنسا دون أي أخطاء في الأحرف، وهو ما كان ينتج عنه ضياع مستحقات بعض الأعضاء بسبب أخطاء كتابية نظراً لإختلاف طريقة نطق الأحرف والكلمات بين اللغتين المصرية والفرنسية.


زيادة المعاشات أحد أبرز أولوياتي أيضاً، لأن حال أعضاء الجمعية لا يسر، إذ أن المعاش الحالي ضئيل للغاية لا يتجاوز الـ 400 جنيه في الوقت الذي وضعت فيه الدولة مبلغ 1200 جنيه كحد أدنى، وسأعمل على الإلتزام بتنفيذ اللائحة الأساسية للجمعية بحيادية والتي تنص أحد بنودها على حق سحب العضوية لأي من أفراد مجلس الإدارة في حال التغيب عن حضور 3 جلسات متتالية و6 جلسات متقطعة على مدار العام إذا لم يُبرر سبب غيابه بعذر قهري بعد تحويله للتحقيق، وتبين أنه بسبب إهماله، لكن للأسف هذا البند لا يتفعل بسبب المجاملات، كما سأحرص على الاهتمام بتشكيل لجنة المتابعة، وهي أحد أهم اللجان في الجمعية والتي من شأنها متابعة تنفيذ القرارات التي يتخذها مجلس الإدارة، وسأهتم أيضاً بتشكيل لجنة القيد بثلاثة أعضاء من مجلس الإدارة إلى جانب الاستعانة بعضوين إحداهما مؤلف والآخر ملحن يتمتعون بخبرة وشفافية لإختيار العضو المتقدم بمعايير وأسس مُعينة تؤهله للقبول كأحد أعضاء الجمعية.


وماذا عن رؤيتك لملف تحصيل حقوق الأداء العلني؟

قاطعني قائلاً : مع الأسف اسم الجمعية غير منتشر ومعروف في الأروقة الإعلامية والتليفزيونية والقضائية، وبالتالي هناك عدد كبير من القطاعات ليس لديها أي فكرة عن مستحقات أعضاء الجمعية، لذلك سأخاطب جميع هذه الجهات ومنها أيضاً الأندية التابعة للقوات المسلحة والشرطة لجلب المستحقات المنصوص عليها في القانون والدستور الخاصة بحماية حقوق الملكية الفكرية والتي ضاعت لسنوات طويلة بسبب قلة الخبرة وعدم الدراية بهذه القوانين، وأتقدم بالشكر للدكتور إيناس عبد الدايم التي أقرت بإلزام المكاتب والشركات ومتعهدي ومنظمي الحفلات بسداد حق الأداء العلني للمؤلفين والملحنين مقابل استغلال أغانيهم ومصنفاتهم الفنية، وأتمنى أن تضع دار الأوبرا المصرية هذا البند في مصروفاتها وإيراداتها، وإرساله لرئيس الوزراء ووزارة المالية للحصول على الموافقة.


عدد كبير من الشعراء يعانون لاستخراج تصاريح إيجاز أعمالهم من المصنفات الفنية لأسباب عديدة  .. هل لديك أي خطة لتطوير وتسهيل هذا الأمر؟

سأشكل لجنة مراقبة داخل الجمعية تتكون من عدد من أعضاء مجلس الإدارة والجمعية العمومية والتي من شأنها مراقبة المصنف، وإبداء قرار بإيجازه أو رفضه، وإرساله للمصنفات لإستخراج التصاريح اللازمة، وبذلك نُسهل ونُساعد زملائنا من الأعضاء وأيضاً المصنفات دون أي مقابل مادي، وأيضاً فتح فصول تثقيفية لتعليم الشاعر أصول وقواعد النظم الشعرية، وتعليم الملحن طريقة كتابة النوتة الموسيقية والمقامات الشرقية بلا مقابل مادي أيضاً.


وكيف ترى المنافسة؟

المنافسة شريفة، وأراهن على وعي الأعضاء بإختيار الأصلح والأنسب لمصلحة الجمعية ومصالحهم الحالية والمستقبلية حتى لا نُكرر التجربة المريرة التي مررنا بها خلال السبع سنوات الماضية.


ماذا تقصد بالتجربة المريرة؟

أقصد بأن الجمعية لم تتطور أو تتقدم طوال السبع سنوات الماضية، أيعقل أن لا يوجد إنجازات طوال هذه الفترة سوى تحصيل حقوق الأداء العلني بموجب المادة 69 من الدستور الجديد فقط؟، فضلاً عن الخلل والفساد والإهمال الذي وصل إلى تلاعب بالمبالغ المستحقة للأعضاء، فهل من المنطقي أن يأخذ شاعر أو ملحن لديهم 20 عمل مبلغ مالي أكثر من الذي يستحقه كمال الطويل على سبيل المثال؟، وبدوري خاطبت دكتورة نيفين القباج –وزيرة التضامن الإجتماعي- ومن جانبها أرسلت لجنة للتحقيق في الأمر، وأثبتت اللجنة صحة ما تقدمت به بأن هناك أيادي بشرية مقصودة وراء التباين في الأرقام، وفي حال فوزي بالإنتخابات ستوزع المستحقات بطريقة عادلة من خلال الاستعانة بلجنة من إحدى الشركات المتخصصة في التوزيع.


أشرت في تصريح مؤخراً عن أن هناك دولة عربية تريد الحصول على حقوق جمع الأداء العلني للفنانين العرب بشكل عام وليس مصر فقط.. ؟

بالفعل، هناك إحدى الشركات التي تسعى للحصول على حق الأداء العلني للفنانين العرب والمصريين، وهذه كارثة، فمصر وحدها بها 165 ألف مصنف، وتراثنا وتاريخنا خط أحمر لأي طامع أو حاقد على ريادة الفن المصري وتصدره المشهد على مر التاريخ، لكن لن نرضخ لهذا الأمر، وهذا حقنا في الحفاظ على تراثنا بأي ثمن أو طريقة.

كشفت مؤخراً عن أغنية “تبقى مين” من ألحانك وتوزيعك للمطربة الراحلة ذكرى بعد 18 عاماً على وفاتها .. لماذا لم تر الأغنية النور بعد وفاتها بفترة قصيرة؟
الحقيقة أن الأغنية كانت في مراحل التنفيذ الأخيرة قبل وفاتها بفترة قصيرة، إذ كان يتبقى لي وضع الوتريات والكمانجات، لكن بعد وفاتها لم أستطع استكمال مراحل تنفيذها، إذ حاولت مرات عديدة لكن بمجرد سماع صوتها وهي تغني كنت أدخل في نوبة بكاء، لكن إتخذت قرار بصدورها دون استمكال تنفيذها أيضاً لإنني أعلم مدى حب الجمهور لها ولصوتها، وبفضل الله لاقت الأغنية استحسان كبير.


هل هناك أغنيات أخرى لم تكشف عنها حتى الآن؟

هناك لحن للمطربة شادية سيبصر للنور قريباً.