من الأعماق

إسكات الصواريخ .. والزر النووى

جمال حسين
جمال حسين

تتسارع وتيرة الحرب الروسيَّة الأوكرانيَّة، لتكشف عن حقائق صادمة جعلت العالم يقف على أطراف أصابعه؛ خشية اندلاع حربٍ نوويةٍ عالميةٍ قد تُفنى الحياة على كوكب الأرض، خاصةً بعد أن باءت كل المحاولات الأمميَّة والدبلوماسيَّة فى إسكات صوت الصواريخ بالفشل.. حربٌ نوويةٌ هدَّد بها صراحةً الرئيس الروسى بوتين؛ بعد تكاتف أمريكا وحلفائها ضده، عقب غزوه لأوكرانيا.


الجميع يعلم أن روسيا والولايات المتحدة وعددًا قليلًا من دول العالم، هى مَنْ تملك الرؤوس النوويَّة، والخوف كل الخوفِ أن يعبث أحد قادتها فى أزرار الحقيبة النوويَّة التى يحمل مفاتيحها، فهل ينجح عقلاء العالم فى منع الضربة النوويَّة الأولى التى قد تحدث؛ إذا فشلت مبادرات وعقوبات إسكات الصواريخ؟، وفى حالة اشتعال حربٍ نوويَّةٍ، فهذا يعنى أن كوكب الأرض على موعدٍ مع الفناء عبر كبس أزرار الحقيبة النوويَّة، خاصةً إذا علمنا أن القنبلة النوويَّة تُعادل قوتها التفجيريَّة مليونًا ومائتى ألف طن من مادة «تى إن تى»، وتُعادل 80 ضعفًا للقنبلة النوويَّة التى أُلقيت على هيروشيما اليابانيَّة، خلال الحرب العالميَّة الثانية، وأن بعض الصواريخ النوويَّة بإمكانها تدمير قارة بأكملها، وما يزيد من رعب العالم أن بعض الصواريخ العابرة للقارات قادرةٌ على حمل رؤوسٍ نوويَّةٍ، وإصابة أهدافٍ تَبعد عن نقطة إطلاقها قدر المسافة بين أمريكا وروسيا.


صدى المدافع يتردَّد أيضًا فى أسواق العالم؛ بسبب الارتفاعات غير المسبوقة فى أسعار النفط والغاز، والارتفاعات فى أسعار القمح وجميع السلع، مما تسبَّب فى ارتفاع معدلات التضخُّم عالميًا.


صدى المدافع فتح الأبواب على مصراعيها أمام البروباجندا الإعلاميَّة، حيث انتشرت الشائعات وغابت الحقائق؛ لتحقيق أهداف الأطراف المُتقاتلة.
صدى المدافع خلق واقعًا سياسيًا جديدًا فرضته الحرب، جعل رؤساء الدول كلًا ينظر إلى محفظته.


صدى المدافع كشف لنا عن سلاح السوفييت، الذى وصفه وزير مالية فرنسا بالسلاح النووى المالى؛ وهو السلاح الذى تُراهن عليه أمريكا وحلفاؤها، بعد تجميد ٦٣٠ مليار دولارٍ لروسيا.


الروس يعتبرونها معركة وجودٍ، وغالبية الدول أدركت أن الحاجة أصبحت ماسةً إلى عَالمٍ مُتعدِّد الأقطاب؛ حتى يعم السلام.
الأحداث متسارعةٌ، والمخاوف من قيام حرب ثالثة، صارت أقوى بعد المُتغيِّرات التى حدثت على الأرض، والتى رفع البعض بسببها شعار»اللى ضرب ضرب واللى هرب هرب».. العالم يترقَّب ما يحدث، ويضع الجميع أيديهم على قلوبهم؛ خشية تهوُّر زعيمٍ مجنون قد يهدم المعبد على مَنْ فيه؛ إذا رفع شعار «علىَّ وعلى أعدائى».