سقوط تشكيل عصابي نسائي لسرقة ماكينات الـ«A T M»

التشكيل العصابي النسائي
التشكيل العصابي النسائي

ضياء جميل

تعيش في عالم غريب وسري للغاية يحيطه الغموض عصابة البنات أو كما يلقبن بالهنجرانية داخل المجتمع المصري، هم مجموعة من البنات يسرقن الكحل من العين، الاسبوع الماضي سقطت عصابات الهنجرانيات لسرقة المواطنين في قبضة رجال الشرطة. ما هي حكايتهن؟! وكيف نجح رجال المباحث في الإيقاع بهن؟! هذا ما ستجيب عليه السطور التالية.

سيدة في منتصف العقد الرابع من العمر تقف أمام مكتب المقدم محمد الشيخ رئيس مباحث قسم شرطة عابدين وتتمتم بكلمات غير مفهومة وتطلب مقابلة رئيس المباحث لأمر مهم.. دقائق قليلة وكان رئيس المباحث يجلس أمامها يطلب منها أن تهدأ وتقص عليه ما حدث فأخبرته بأنها حال قيامها بسحب مبلغ مالى من ماكينة صراف آلي خاصة بأحد البنوك الكائنة بدائرة القسم؛ فوجئت بقيام إحدى السيدات بإيهامها بوجود غرامة مالية عليها لعدم اارتدائها الكمامة ومطالبتها بإعادة وضع الفيزا كارد مرة أخرى داخل ماكينة الصراف الآلى للتأكد إلا أنها اكتشفت عقب ذلك قيام المذكورة بمغافلتها واستبدال الفيزا كارد الخاصة بها بفيزا أخرى مجهولة المصدر والاستيلاء على مبلغ مالي من حسابها البنكي. 

بلاغ خطير منذ بدايته اخطر على الفور رئيس المباحث اللواء أشرف الجندي مساعد وزير الداخلية مدير أمن القاهرة الذي أمر بسرعة تشكيل فريق بحث برئاسة اللواء نبيل سليم مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة واللواء عبد العزيز سليم نائب المدير العام للقبض على المتهمين، وبإجراء التحريات وجمع المعلومات ومن خلال الاستعانة بالتقنيات الحديثة تحت إشراف العميد علي نور الدين رئيس مباحث قطاع غرب القاهرة؛ أمكن التوصل إلى أن وراء ارتكاب الواقعة 3 سيدات هن، «سهام وغادة وأحلام» لهن معلومات جنائية وعقب تقنين الإجراءات تمكن الرائد محمد الجمال معاون أول المباحث من ضبطهن وبحوزتهن مبلغ مالي، 8 فيزا كارد وبمواجهتهن أمام العقيد محمد رضا مفتش المباحث أقررن؛ بتكوينهن تشكيل عصابى تخصص نشاطه الإجرامى فى سرقة الفيزا كارد الخاصة بالمواطنين عقب مغافلتهم واستبدال الفيزا كارد الخاصة بالمجني عليهم بفيزا أخرى من متحصلات واقعة سرقة أخرى عقب التحصل على الرقم السرى، وأن المضبوطات حوزتهن من متحصلات وقائع السرقة، واعترفن بارتكابهن 7 وقائع سرقة وأقررن بإنفاقهن المبالغ المالية المستولى عليها على متطلباتهن الشخصية، وباستدعاء المجني عليهم تعرفوا على المتهمات واتهموهن بالسرقة.

أول سابقة

داخل قسم شرطة عابدين جلست المتهمة الأولى سهام والمدبرة للعصابة تبكي أمام رجال المباحث قائلة؛  بدأت معاناتى عندما توفى والدى.. فأنا هنجرانية وقتها اسودت الدنيا فى وجهى، وبدأت ابحث عن فرصة عمل إلا أن معظم الشباب كانوا يضايقونى فى العمل ويتحرشون بى.. فكرت فى عمل يوفر لى دخلاً كبيرًا.. بدأت أول نشاط لى عندما سرقت حلق زميلتى من داخل شقتها وخرجت مسرعة من الشقة وبعد مرور ساعات فوجئت برجال المباحث يلقون القبض على ودخلت السجن فى أول سابقة لى وعندما خرجت تزوجت من شاب ارتطبت به عاطفيًا.. رزقنا الله بطفل اسمه عمر.. زوجى يعمل سائق ميكروباص.. كانت أعباء الحياة تزداد كل يوم حتى قررت تكوين عصابة انا وصحابي غادة وأحلام، وهما ايضا من الهنجرانية، كنا بنسرق المواطنين قدام ماكينات الفيزا بعد ما نغافلهم ونبدل الفيزا بتاعتهم بفيزا مجهولة. 

تتنهد المتهمة ثم تواصل حديثها كان معظم الناس اللى بنسرقهم من السيدات علشان الست بتكون ضعيفة وبنقدر نضحك عليها، وعمرها ما تشك فى أن حد هيسرقها وفعلاً استطعنا أن نسرق أكثر من 7 سيدات حتى سقطنا في النهاية في قبضة رجال المباحث.

تحرر محضر بالواقعة، وأمر اللواء حازم البدوي مدير قطاع الغرب، واللواء دكتور أحمد مجاهد مساعد فرقة عابدين، والعميد نادر مسعد مأمور قسم عابدين، والمقدم حسن عبد الرازق نائب المأمور، بإحالة المتهمات إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسهن 4 أيام على ذمة التحقيق واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة.

عصابة الموسكي

عقارب الساعة تجاوزت الواحدة ظهرًا بينما كان المقدم محمد عماد رئيس مباحث الموسكي يتابع الحالة الأمنية بدائرة القسم؛ فجأة أخبره أحد المصادر السرية بأن هناك سيدتين يكونان تشكيلا عصابيا لنشل المواطنين بدائرة القسم وأنهما وراء ارتكاب العديد من الوقائع.. معلومة خطيرة طلب رئيس المباحث سرعة عمل التحريات حول السيدتين وبالفعل انطلق ضباط المباحث، والمخبرين السريين وجمعوا التحريات بالعتبة حتى توصلوا إلى تحديد هوية المتهمتين وأنهما من محافظة أسيوط، وهما ايضا من الهنجرانيات، تحضران كل شهر إلى منطقة الموسكي وتسرقان المواطنين خاصة المترددين على مكاتب البريد..

 

بدأ رجال المباحث من هنا نصب عدة أكمنة لهما وتمكنوا من القبض عليهما أثناء قيامهما بسرقة إحدى السيدات وباقتيادهما إلى قسم الموسكي قالت المتهمة الأولى؛ اسمي ولاء عندى 38 سنة من محافظة اسيوط، بدأت حكايتي لما انفصلت عن جوزي وملقتش مكان اعيش فيه.. روحت بيت أبويا بس ملقتش حد عاوزني ساعتها مكنتش عارفة أعمل ايه، ولما الدنيا أسودت في وشي اتفقت مع بنت خالتي أحلام اننا نسرق الستات في القاهرة وكنا بنختار أول كل شهر في ميعاد صرف المرتبات والمعاشات، كنا بنقرب من الستات ونسرقهم وكان معظم ضحايانا من العواجيز.. بينما قالت المتهمة أحلام؛ بأنها في أشد الندم على ما فعلته وأنها على استعداد لتحمل أي عقوبة.