أما قبل

نكسب باليمين ونضيع بالشمال !

داليا جمال
داليا جمال

كنت أحسب أن وزارة التعليم العالى عندنا.. ناصحة وبتعرف تعمل فلوس، وتوفر عملة صعبة للدولة،  بعد أن فتحت أبواب الجامعات الحكومية المصرية للوافدين من جنسيات إخرى عربية وإفريقية ومن أى مكان  فى العالم..

المهم ان الطالب الوافد من دول يجى ويدفع مصروفات بالدولار.. ومش مهم مجموعه كام ولا شهادته منين !! 


وطبعا ده كان على حساب أماكن الطلاب المصريين الذين لم يجدوا مكاناً بجامعات بلدهم .. فخرجوا يبحثون عن العلم فى بلاد الله،  بعد أن وفر أهاليهم لهم من الدولارات ما استطاعوا ليدفعوا فى جامعات أوروبا الشرقية والغربية أضعاف أضعاف ما يدفعه لنا الطلبة الوافدون !


آه والله زى ما بقولك كده! 


وكانت ازمة اوكرانيا كاشفة لهذه الأزمة. ففى دولة واحدة زى (اوكرانيا) مثلا، يدرس بها اكثر من ستة آلاف طالب مصرى .. فما بالنا بأعداد الطلاب المصريين فى باقى الدول الأوروبية.. بالتأكيد لن تقل بحال من الأحوال عن كام ألف طالب من الطلاب المصريين!

ينفقون ملايين الدولارات والجنيهات الاسترلينى لدراسة الطب او الهندسة.. بعد ان ظلمهم نظام التنسيق فى مصر بدرجاته العالية جداً. لأن الأماكن فى الجامعات أصبحت محدودة بعد أن شغلها الوافدون !


اعتقد أنه قد آن الأوان أن نطبق المثل القائل (جحا أولى بلحم ثورة ونعيد الأماكن لطلابنا المصريين، ولو هيدفعوا مصروفاتهم بالدولار.. مقابل المجموع الأقل قليلاً.. ونوفر لبلدنا الدولارات واليورو والعملات الصعبة.


 وبكل تأكيد أهاليهم هيفرحوا بعد اللى شافوه من مخاطر الغربة.


وعلى الأقل ولادنا (أولى) من الوافدين اللى بيدرسوا فى جامعاتنا وبيتدربوا فى مستشفياتنا وبيتعلموا فى مرضانا.. والآخر هيرجعوا لبلادهم ولن نستفيد منهم شيئاً.. الموضوع ده بيفكرنى بنفس الطريقة التى كنا نتعامل بها مع أرض بلدنا الطيبة .. لما بقينا  نبنى على الأرض الزراعية، وبعدين نستصلح فى الصحراء من أجل الزراعة!! أيضا لا يجوز أن نملأ جامعاتنا بالطلاب الوافدين - وأبناء بلدنا بالغربة يتعلمون بالملايين.


وكأننا غاويين إن اللى نكسبه باليمين .. نضيعه بالشمال !!