«رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه»، أوفياء ليمين الولاء للوطن، افتدوه بحياتهم، تاركين خلفهم الزوجة المترملة، والأم الثكلى، والأب المتوجع من الفراق، والأبناء والإخوة المحزونين..
هؤلاء شهداء مصر الأبرار من جنود وضباط القوات المسلحة المصرية الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم الزكية فداءً للوطن، وصوناً لقدسية ترابه، ودفاعاً عن أهله وناسه..
وفى يوم التاسع من مارس من كل عام، وللعام الـ 53 على التوالي، تحتفل مصر بيوم الشهيد تقديراً واعتزازاً بتضحيات أبنائها المخلصين الذين سالت دماؤهم دفاعًا عن تراب الوطن..
وسيظل يوم التاسع من مارس ذكرى خالدة فى تاريخ وضمير الأمة المصرية، عرفانًا وتقديرًا لما قدمه الشهداء الأبرار فى سبيل صون كرامة وطنهم، ورفع رايته إلى عنان السماء..
وتزخر قوائم سجلات شهداء القوات المسلحة المصرية بالعديد من القصص البطولية التى سجلها الشهداء بحروف من نور، دفاعاً عن أرض مصر، وحماية لترابها الوطني، والتقت «أخبار اليوم» ببعض أمهات وزوجات الشهداء ليسردن بطولات الشهداء حتى يقتدى بهم الشباب، ويتعلموا من سيرتهم الوطنية حب الوطن، وعقد العزم على مواجهة الصعوبات.
مع امتداد الحروب الحديثة، وزيادة الخسائر فى صفوف الجنود والضباط، وصعوبة التعرف على هويتهم، حرصت العديد من الدول على إقامة رمز يمجد ذكرى شهدائها، ووفاء لمن ضحوا بأرواحهم لنصرة أوطانهم، وكانت مصر واحدة من هذه الدول، حيث أقامت نصبا تذكاريا يليق بجلال الانتصار، ويرسخ تقاليد القوات المسلحة فى الوفاء بشهدائها عبر العصور، ومع واقع الحضارة المصرية الخالدة صمم هذا النصب التذكارى على شكل هرم خرسانى مفرغ على مساحة ١٠ آلاف متر مربع سجل عليها أسماء رمزية لشهداء مصر فى مختلف الحروب..
ودفنت رفات لأحد الشهداء المجهولين داخل النصب التذكارى ليصير رمزا للجندى المجهول، وتبدأ عنده احتفالات مصر القومية، كما تقصده الزيارات والوفود الاجنبية رفيعة المستوى للوقوف تحية وإجلالا لأرواح الشهداء وقراءة الفاتحة ترحما على أرواحهم.
كما أقامت القوات المسلحة المصرية نصبا تذكاريا بمقابر شهداء الحروب فى المناطق التى قدموا فيها أرواحهم فداء للوطن، فأقامت مقابر لشهداء الجيش الثانى الميداني، وأخرى لأبطال أكتوبر من شهداء الجيش الثالث الميداني، وأقامت نصبا تذكاريا لشهداء البحرية والدفاع الجوي، كما أقامت المناطق العسكرية نصبا تذكاريا للشهداء من أبناء المحافظات التى تدخل فى نطاق المناطق حيث يقوم القادة والمحافظون بوضع أكاليل الزهور أمام النصب التذكارى خلال الاحتفالات القومية والأعياد الوطنية المختلفة.
اقرأ أيضاً| شلش: برنامج مقترح للاحتفال بـ«يوم الشهيد» والعيد القومي للجيزة
