في إحدى اللحظات، عاد الفنان سمير صبري بذاكرته إلى أول يوم دخل فيه مبنى الإذاعة حيث كان بصحبة عبد الحليم حافظ بعد أن حضر معه تصوير «باحلم بيك» أمام حديقة الأندلس ضمن أحداث فيلمه الأخير «حكاية حب» .
وبحسب ما نقلته صحيفة "أخبار اليوم" عن سمير صبري وقتها فقد قال: "أخذتنا ملكة الحوار الإذاعي آمال فهمي إلى مكتب رئيس الإذاعة وهناك عانق عبد الحليم حافظ النجمة لبنى عبد العزيز التي كانت ولا تزال تقدم «ركن الطفل» في البرنامج الأوربي باسم «العمة لولو» وكانت لبنى قد شاركت عبد الحليم بطولة أول وأشهر أفلامها «الوسادة الخالية» لإحسان عبد القدوس وصلاح أبو سيف والذي حقق نجاحا ساحقا عند عرضه".
وقدمني عبد الحليم حافظ للبنى قائلا: الواد ده بيتكلم إنجليزي هايل ينفع عندك وحكى لها قصة بداية تعارفي به في مدخل العمارة التي نسكنها معا بعد أن أوهمته أنني أمريكي الجنسية واسمى بيتر .
ورشحني عبد الحليم وآمال فهمي للعمل مع لبنى.. ودخلت استديو الإذاعة للمرة الأولى وأنا أكاد لا أصدق ما يحدث وأعطتني لبنى اسكريبت عن تمثيلية لقصة من قصص الأطفال العالمية الشهيرة ومثلت الدور وأنا عيني على الحاجز الزجاجي الذي يجلس خلفه عبد الحليم وآمال فهمي وملك الإنتاج السينمائي رمسيس نجيب زوج لبنى في ذلك الوقت والذي يحضر دائما معها التسجيل لغيرته الشديدة عليها .
وعند انتهاء التسجيل طلبت مني لبنى الحضور أسبوعيا للتسجيل معها وأخذتني إلى حيث يجلس رجل أمامه شنطة أخرج منها خمسين قرشا اعطاها لي ومضيت على ايصال بذلك وهو أول أجر خمسين قرشا وأول أيصال .. ايه ده ! انا بحلم اول اجر في حياتي ومقابل ايه !. التمثيل اللي بعشقه وكانت فرحتي لا توصف ومنذ ذلك اليوم بدأت علاقتي الاسبوعية بالاذاعة كل يوم خميس ازوغ من مدرستي كلية فكتوريا بالمعادي وانزل بالقطار إلى باب اللوق ومنها إلى مبنى الاذاعة .اشتغل حاجة بحبها قوي وكمان باخد فلوس .
الإذاعة هي المدرسة الكبيرة التي اتعلمت منها كل حاجة اتعملت منها الحياة وتعرفت وتعاملت مع عظماء العصر الذهبي للفن الإذاعي مثل أمال فهمي وطاهر أبو زيد وجلال معوض وبابا شارو ومحمد علوان وصفية المهندس وسامية صادق واحمد سعيد .
وفي طريق العودة إلى المنزل وأنا في سيارة عبد الحليم وأجلس بجواره نظر إلي وقال : «مبروك يا عم» النهاردة ابتديت تحقق أحلامك أنت من النهاردة على أول السلم قدامك مشوار طويل حب شغلك واديله حياتك حتلاقي شغلك يديلك كل حاجة .
لم أكن أدرك معنى وقيمة كلام حليم لي في ذلك الوقت لكن مع الأيام اكتشفت أنه كان على حق المشوار طويل فعلا وصعب جدا لكن مشوار رائع عايش جوه دمي وعمري ما انسى فضل الإذاعة علي علشان كده نفسي ابعت لها وردة حمراء دليل الحب بس مش عارف دلوقتي ابعتها لمين ؟".
المصدر : مركز معلومات أخبار اليوم
