نعيد نشر مقال «نحن الآن في ربيع 2024» للكاتب الصحفي ياسر رزق

الكاتب الصحفي الراحل ياسر رزق
الكاتب الصحفي الراحل ياسر رزق

إيمانًا من بوابة أخبار اليوم، بقيمة الكاتب الكبير الراحل ياسر رزق، صحفيًا ومهنيًا وإنسانيًا، سوف نعيد نشر مقالات رزق، لمحبي وعشاق قلمه، الذي حتى وإن رحل الجسد؛ سوف يظل نابضًا في قلوبهم.

يقول رزق، في مقال بعنوان «نحن الآن في ربيع 2024» ونشرته بوابة أخبار اليوم بتاريخ 11 سبتمبر 2021: منذ ثمانى سنوات.. لم يكن فى الكوب نصف فارغ ونصف ملىء، بل ما كان ثمة ماء ولا كوب.. ولا أحد يغفل - مهما نهشه الحقد - الفرق بين وطن كان يهوى إلى الحضيض ودولة تعلو نحو السماء.

فى حقول الورود، قد لاترى عيناك إلا الأشواك.


وفى أرض الشوك، قد لاتبصر الا الزهور.


هذا يعتمد عليك.

 


يرتبط بنظرتك للحياة. يرتبط بقدرتك على أن تنجو بقلبك من سوداوية تشاؤم لامبرر له، ينغص عليك صفو أجواء، أو بمقدرتك على أن تسدد ذهنك تجاه بريق أمل يلوح، يغذى عزمك على تغيير واقع صعب وتخطى عقبات كئود.


فى التفكير مدرستان تقليديتان.


مدرسة تنظر إلى كوب ماء نصف مملوء، فلاترى فيه إلا نصفه الفارغ.


ومدرسة لاترى سوى النصف الملىء.


ثمة مدرسة ثالثة، أرى معالمها تكتمل فى ظل فكر نظام 30 يونيو، لاتركن الى مدح النفس بوجود نصف مملوء فى الكوب، ولاتجنح إلى جلد الذات لوجود نصف فارغ. بل تفكر فى إفراغ الفارغ بإكمال المملوء. ربما أجدها تفكر فى الإتيان  بإناء أكبر يستوعب ملئا أكثر وأسرع ،لأن حجم الطموح أكبر وأوسع.


< < <


منذ 8 سنوات مضت وأكثر قليلا.. لم تكن لدينا حقول ورود نجنيها حتى ولو جرحتنا أشواكها. ولم تكن لدينا أرض شوك تختبئ بها بعض زهور يمكن لنا أن نفتش عنها ونجمعها.


كانت الأرض قاحلة، صخرية، قاسية، تبدو عاقرا جدباء. وكانت الأجواء جافة غابرة خانقة، لاتلوح فيها سحب من بعيد نرجو منها أمطارا.


كان ذلك فى السياسة، والاقتصاد، والأمن، والمعيشة، بل وحتى الحلم والأمل.


ما كنا نجد نصفا فارغا فى كوب، ولم يكن النصف الآخر مليئا، بل ما كان ثمة ماء ولاكوب..!


دعونا لانقارن بين ما كنا عليه حينئذ، وما أصبحنا فيه الآن. فلا أظن أحدا يغفل - حتى ولو كان حقد الغدر ينهش أحشاءه - الفرق بين وطن كان يهوى الى الحضيض، وبين دولة تعلو الى السماء.


ولنلق معا بأنظارنا بعيدا، نحو مستقبل قريب.


< < <


نحن الآن فى ربيع عام 2024.


أى بعد 30 شهرا من زماننا.


يعلن الرئيس السيسى بمشيئة الله وتوفيقه ـ الانتهاء من تطوير آخر قرية فى مشروع حياة كريمة، للنهوض بكل قرى مصر وتوابعها.


60 مليون مصرى وأكثر من أبناء الريف، صاروا يعيشون فى واقع جديد، غير مسبوق لهم منذ عرفت مصر الحكم والحكومات.


إسكان لائق، مرافق تصل إلى كل بيت دون شح أو انقطاع، خدمات راقية من مستشفيات ومدارس ومنشآت جماهيرية ومراكز شباب متطورة ومكتبات ومراكز فنون، مناطق مجمعة للصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر توفر فرص عمل مستدامة للشبان والفتيات وأرباب الأسر.


وربما يفاجئ رئيس الجمهورية ـ فى ذلك اليوم ـ الجميع بالإعلان عن مشروع قومى عملاق جديد يحدث نقلة جديدة فى مصر الجديدة.


الصورة فى المشروع القومى لزراعة الصحراء، تكاد معالمها تكتمل، بانتهاء العمل فى مرحلته الرئيسية لاستصلاح واستزراع 3 ملايين فدان، من سيناء إلى غرب القناة إلى الدلتا الجديدة إلى المغرة والفرافرة وغرب المنيا إلى أقصى الجنوب فى توشكى والجنوب الغربى فى شرق العوينات. ويتواصل العمل فى المشروع لاستصلاح مليون فدان أخرى فى الدلتا الجديدة، مع التوسع فى المزارع السمكية ومشروع تربية مليون رأس من الماشية.


قلاع الصناعة تنهض، فى مشروعات عملاقة بسيناء وبنى سويف والمدن الصناعية الكبرى، وفى 17 مجمعا صناعيا ضخما فى 15 محافظة، وفى المدن الصناعية المتخصصة فى مجال الأثاث بدمياط والجلود والغزل والنسيج بالروبيكى والدواء بالخانكة.


وفى المنطقة الاقتصادية بقناة السويس نمت المشروعات الجديدة فى شرق بورسعيد وحتى السخنة، وأبرزها المنطقة الصناعية الروسية.


< < <


نحن الآن فى ربيع 2024.


20 مدينة كبرى قامت فى قلب رمال الصحراء، وامتلأت بالحياة فى أرجاء كان لايتردد فيها نفس.


ساحل مصر على البحر المتوسط تحول من أقصاه الى أقصاه على امتداد نحو ألف كيلو متر إلى ريڤييرا متوسطية جنوبية.


على الساحل الشمالى الشرقى، امتد العمران من رفح الجديدة شرقا تجاه العريش ثم بئر العبد. ومن مدينة سلام مصر شرق بورسعيد إلى زهرة مدائن شمال شرق الدلتا فى المنصورة الجديدة.


وعلى الساحل الشمالى الغربى، زحف العمران الى رشيد الجديدة، فالإسكندرية الجديدة، ومنها إلى العاصمة الثانية الجديدة فى العلمين الجديدة درة العصر جنوب المتوسط، ثم إلى مدينة رأس الحكمة.


على قناة السويس شرقاً.. ازدهرت الإسماعيلية الجديدة بشواطئها المطلة على القناة الجديدة تربطها الأنفاق والجسور بالوادى.


وبمحاذاة نهر النيل غرباً وحتى أقصى جنوب البلاد، وجد أبناء الصعيد امتدادهم الطبيعى فى مدن مليونية وكبرى، من الفشن الجديدة جنوب بنى سويف، إلى ملوى الجديدة جنوب المنيا، إلى مدينة ناصر غرب اسيوط، إلى مدينة غرب قنا الجديدة، إلى أسوان الجديدة ثم توشكى الجديدة.


وعلى أطراف القاهرة الكبرى، عُمرت بالبشر مدن ذكية، فى 6 أكتوبر الجديدة، وامتداد الشيخ زايد، والعبور الجديدة، وحدائق العاصمة.


وفى قلب نهر النيل بين ضفتى القاهرة والجيزة، تحولت جزيرة الوراق إلى «منهاتن» جديدة فى قلب افريقيا، تزخر بالمؤسسات المالية والاقتصادية والأبراج ناطحة السحاب.


< < <


فى العاصمة الجديدة، استقرت مؤسسة الحكم والقرار، وباشرت مؤسسات الدولة مهامها الدستورية من مقارها الحديثة، وانتقلت مراكز الوزارات وهيئاتها الرئيسية بفكر حداثى ونهج يقوم على العلم والرقمنة، وعمرت أحياء العاصمة بسكان جدد جاءوا للعمل والسكن فى أحدث المدن الذكية الخضراء بالعالم.
واتصلت العاصمة الجديدة، بالقاهرة والمدن الجديدة فى القاهرة الكبرى عبر القطار الكهربائى (المونوريل).


على مقربة من العاصمة الإدارية، نهضت مدينة الفضاء المصرية، بمراكزها المتقدمة للتدريب ووحدات الأبحاث المتطورة، ومجمعها العملاق لتجميع الأقمار الصناعية، بالتعاون مع الخبرة الفرنسية والصينية.


وعلى مقربة من العلمين الجديدة.. يتواصل العمل فى تركيب المفاعلات بالمحطة النووية العملاقة بالضبعة لتوليد الكهرباء، بالتعاون مع روسيا، والمقرر أن تكتمل بحلول عام 2029.


شرايين التواصل بين سيناء والوادى والمدن الجديدة، اكتملت بإنشاء 7 آلاف كيلو متر جديدة فى إطار المرحلة الرئيسية للمشروع القومى للطرق، وانتهينا من تحديث الخطوط الحديدية والقطارات وعربات الركاب وميكنة الإشارات.


ولأول مرة.. اتصل البحر الأحمر بالبحر المتوسط عبر خط حديدى للقطار فائق السرعة وقطارات البضائع عالية السرعة من العين السخنة إلى الإسكندرية وإلى العلمين ومنها فيما بعد الى مطروح. وبدأ العمل بالتتابع فى إنشاء خطوط القطارات فائقة السرعة من 6 أكتوبر إلى الأقصر ثم إلى أسوان، ومن الغردقة إلى سفاجا ومنها إلى قنا والأقصر.


< < <


نحن الآن فى ربيع 2024.


استعادت القاهرة الكبرى بريقها التاريخى، واضافت إليه ألقاً جديداً. خلت ربوعها من المناطق العشوائية، وتحولت إلى أكبر متحف مفتوح للحضارات الفرعونية والقبطية والإسلامية والحديثة. تم افتتاح أكبر حديقة ترفيهية بالشرق الأوسط فى منطقة الفسطاط، وتشغيل ممشى أهل مصر على طول كورنيش النيل بالقاهرة، وأصبحت المنطقة المحيطة بالأهرام ذات العبق الآتى من عمق التاريخ، تليق بعجيبة عجائب الدنيا.


خرجت كنوز مصر من الآثار الفرعونية، ليحتضنها المتحف المصرى الكبير، الذى صار مقصدًا عالميا لمن يرنو إلى فجر الضمير، جنباً إلى جنب مع متحف الحضارات فى قلب أقدم عاصمة اسلامية على أرض مصر.


الحياة الثقافية تزدهر، تتفتح مواهب شابة، وجدت نوافذ إبداعاتها فى قصور ثقافة حديثة ومراكز شباب متطورة ومسابقات عديدة، وفى أكبر مدينة للثقافة والفنون بالشرق الأوسط بالعاصمة الإدارية.


والإعلام المصرى يستعيد ريادته، بعد تنفيذ خطة إحياء ماسبيرو وتحديث المؤسسات الصحفية العملاقة، والانطلاق بالمحطات الفضائية العامة وصحف المال العام والخاص، وبعد المضى فى برنامج طموح لمضاعفة الإنتاج الدرامى والسينمائى والصناعات الإبداعية الأخرى لتعزيز العائد المادى والثقافى والقيمى من اقتصاد القوة الناعمة.


معدلات النمو الاقتصادى تتخطى 6٪ وتقترب من 7٪، بما يعنى مزيداً من توفير فرص العمل، وزيادة الدخول، ومن ثم تحسين مستوى معيشة الأسرة المصرية.


قواتنا المسلحة تزداد كفاءة وقوة وقدرة على الردع والدفاع عن مصالح البلاد داخل وخارج الإقليم، بعد اكتمال وصول صفقات مهمة فى أسلحة الجو والبحر، وبعد انتقال مراكز قيادتها الاستراتيجية إلى مجمع «الأوكتاجون» العسكرى فى العاصمة الإدارية، وتحديث تنظيمها وفق بنيان هيكلى عصرى.
< < <


نحن الآن فى ربيع 2024.


البلاد تستعد لإجراء انتخابات رئاسية جديدة، وتتأهب بعد عام لانتخابات مجلسى البرلمان.


الحياة السياسية مفعمة بالنشاط، بعد إصلاح سياسى أدى إلى توسعة الممارسة الديمقراطية، وتشجيع الحياة الحزبية، وفق برنامج للتنمية السياسية تم إطلاقه بعدما نجحت عملية تثبيت دعائم الدولة واحتواء التهديدات واستتباب الأمن، يستهدف تعميق مشاركة الشباب عبر آليات للتأهيل والإعداد والتدريب فى مقدمتها اتحاد شباب الجمهورية الجديدة، فى مناخ يدعم التعددية بين مكونات القوى الوطنية ويحمى الحقوق المتكاملة للإنسان المصرى، يزدهر فيه الرأى والرأى الوطنى الآخر وحرية الإعلام.


نحن نعيش الآن تحت مظلة جمهورية ثانية جديدة، اطلقت منذ 3 سنوات ، فى عام 2021، تأسست على شرعية ثورة 30 يونيو، وانطلقت وفق أهدافها التى ارتضاها الشعب، فى دولة مدنية حديثة ديمقراطية، تصعد من مكانة القوة العظمى الإقليمية إلى مصاف أقوى 20 دولة بحلول عام 2030، وفى وطن يوفر فرص العمل الكريم لكل من يقدر على الكسب، ويوفر لقمة العيش المغموسة بالكرامة لأولئك الذين لا يقوون على العمل.


< < <


ذلك ليس حلمًا فى منتصف ليل صيف حار، إنما ملامح مقصد رسمتها رؤية القائد، ووضعنا بأيدينا معالم الطريق إليه، وقطعنا نحوه أغلب المسافة، كقطار تتسارع حركته كلما مضى الوقت، وهو يسير فوق خط حديدى، يفضى إلى محطة قريبة، نرى انوارها تومض، وسوف نبلغها - بمشيئة الله وتوفيقه - مع ربيع 2024.

سن القلم 

يستعد أبناؤنا لدخول الجامعات الشهر المقبل، وسط هدوء أعقب عاصفة الحديث عن انخفاض المجاميع، سرعان ما هدأت وتلاشت عندما انخفضت الحدود الدنيا للقبول بالكليات والمعاهد عن تطلعات أشد الحالمين.


لم نسأل أنفسنا لماذا انخفضت الحدود الدنيا للقبول بأكثر من انخفاض المجاميع؟!.


لكن الاجابة واضحة، وهى الزيادة الكبيرة فى أعداد الجامعات والكليات خلال السنوات الأخيرة.


المهم ليس مجرد زيادة الأعداد، بمعنى إتاحة مقعد فى الجامعة لكل ناجح فى الثانوية العامة أو ما يعادلها، وإنما الجودة فى الدراسة الجامعية من حيث المناهج والتركيز على التخصصات التى يطلبها سوق العمل ويتطلبها التقدم التكنولوجي.


وهذا هو ما أراه يتحقق.


فى غضون سبع سنوات مضت- كما علمت من الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى الرجل الكفء الدءوب- تضاعفت موازنة  الوزارة من ٢٥ مليارا إلى ٧٥ مليار جنيه، وزاد عدد الجامعات الحكومية من ٢٣ إلى ٢٧ جامعة، أنشئت ٣ جامعات تكنولوجية، ويجرى إنشاء ٦ جامعات مماثلة فى مختلف المحافظات، تضاعف عدد الجامعات الخاصة والأهلية من ١٨ إلى ٣٦ جامعة، واستقبلت ٤ جامعات أهلية دولية طلابها وجار إنشاء ١٥ جامعة أخري، وفى العاصمة الإدارية تم انشاء ٤ فروع لجامعات أجنبية مرموقة.


إذن مع التوسع فى الجامعات الخاصة والدولية، ذهب القادرون إليها، وتركوا أماكن كان محتملا أن يشغلوها فى الجامعات الحكومية على حساب غير القادرين، فى نفس الوقت فإن التعليم المجانى بالجامعات الخاصة والدولية متاح لغير القادر إذا كان من أوائل المتفوقين.
 

 

بمناسبة الحديث عن التعليم الجامعي، فإننى لا أستطيع أن أغفل تدنى مستوى الطلاب فى اللغة العربية التى تحتاج إلى تأسيس يبدأ من المرحلة الابتدائية.
مصر هى حافظة العربية والمعبرة عنها أدبا وشعرا ولساناً، وليس من المعقول أن يكون تدريس اللغة العربية بهذا القدر من الإهمال، بغض النظر عن مدى قوة المناهج، وأظن زيادة الساعات المخصصة  لهذه المادة، وزيادة الدرجات المخصصة لها فى امتحانات المراحل، مع حسن انتقاء مدرسى اللغة العربية، مسألة ضرورية حتى لا نجد أحفادنا يكتبون بلغة هجين غريبة عن لغة الضاد.


 أمر آخر أتمنى أن يجد اهتماما لدى الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، بعدما فرغ بنجاح مشهود من موقعة الثانوية العامة، هو التربية القومية أو الوطنية.


ليس من الإنصاف لأبنائنا أن نتركهم يستقون معلوماتهم عن التاريخ المعاصر لوطنهم ولكفاح شعبهم منذ ثورة يوليو ١٩٥٢ وحتى ثورة يونيو ٢٠١٣. وما بعدها، من وسائل التواصل الاجتماعى المعبأة بالضلالات والأكاذيب.


وأعتقد أن الوقت متاح لانتخاب مجموعة من كبار أساتذة التاريخ والعلوم السياسية من المشهود لهم بالانتماء إلى الوطنية المصرية، وتكليفهم بإعداد ٣ كتب للتربية الوطنية تدرس فى المراحل الثلاث ابتداء من العام المقبل، مع بحث إمكانية اعتبارها مادة إجبارية للنجاح، وتنظيم مسابقات فى كتابة الأبحاث عن الأحداث والقضايا الوطنية، بجوائز مالية مناسبة.
 

 

أسعد كثيراً وأنا استمع عبر شاشات التليفزيون إلى الحديث الهادئ المتخصص للدكتور سامى عبدالعزيز عميد كلية الإعلام الأسبق، مثلما استمتع بكتاباته الرصينة الموجزة فى قضايا الوطن والمهمومة بدور الإعلام المصرى فى التوعية ونقل الحقائق.


أعرف الدكتور سامى منذ ٣٩ عاما مضت، حينما التحقت بكلية الإعلام، وكنا نتوقع له أن يتقلد منصب العميد فى توقيت يسبق ما حدث بالفعل.


ثم تعرفت عليه أكثر وأكثر طوال مشوارى الصحفي، وحينما توليت رئاسة مجلس إدارة أخبار اليوم، كان أستاذى الدكتور سامى أحد أبرز من طلبت منه المشورة فى مشروعات إعلامية عديدة، أبرزها المؤتمر الاقتصادى الذى انطلق عام ٢٠١٤، ولم يبخل أبدا بخبرته ونصائحه المخلصة فى أى وقت.


ولمست على الدوام فى الدكتور سامى دماثة خلق وخجلاً شخصىاً يتنافى مع جرأته وإقدامه حينما يتعلق الأمر بالقضايا الوطنية، ووجدت فيه على الدوام عفة نفس وروح أستاذية يغمر بها تلاميذه وهم بالآلاف.


ولست أتوقع أن يبخل الدكتور سامى بعلمه، بل أظنه سيبادر بخبرته إذا طلبت منه، من أجل وضع استراتيجيات إعلامية أحسبها ضرورية لقضايا الوعى والتربية الفكرية للشباب وتنمية الأسرة.
 

 

لست مع الذين ينتقدون اختيار أعضاء الجهاز المعاون للمدير الفنى البرتغالى لمنتخبنا الوطنى كارلوس كيروش، من زاوية أنهم جميعاً ممن ارتدوا الفانلة الحمراء ولا يوجد بالجهاز سواهم.


على العكس أظنهم فدائيين، يغامرون بتاريخهم فى الملاعب وبمستقبلهم فى التدريب والإدارة، ويضعون أنفسهم فى أتون الغضب الجماهيري، إذا لا قدر الله جاءت نتائج دورى المجموعات فى تصفيات كأس العالم، أو المنافسة الإقصائية الأخيرة على غير هوى الجماهير وأحلامها بالصعود إلى النهائيات للمرة الثانية على التوالي، أو جاءت نتائج كأس الأمم الأفريقية - معاذ الله- مخيبة لآمال الجماهير المصرية التى لا ترضى بغير الكأس الثامنة بديلاً.


المطلوب منا جميعا أيا كانت ألوان انتماءاتنا الكروية، أن نتوحد خلف منتخبنا الوطنى وجهازه الفني، وألا نشوشر عليهم وهم يخوضون مهمتهم الصعبة فى تحقيق آمال الجماهير، ولندع المحاسبة إلى وقت الحساب..!