ماذا يريد بوتين من غزو أوكرانيا.. ولماذا الآن؟| تقرير

بوتين
بوتين

يرى الغرب أن بوتين يحاول السيطرة على أوكرانيا منذ سنوات، فهو يريد أن يكون الشخص الذى، فى عهده أعاد أوكرانيا إلى فلك روسيا.
 

موسكو منزعجة بشدة من فكرة انضمام أوكرانيا إلى حلف «الناتو»، بل ويمثل ذلك خطاً أحمر، ويرجع ذلك إلى أنه وفقاً للفصل الخامس من اتفاقية «الناتو»، فإن أى هجوم يتعرض له عضو فى الحلف يعتبر هجوماً على الحلف بأكمله، ما يعنى أن أى هجوم عسكرى روسى على أوكرانيا يعنى وضع موسكو فى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، والدول الـ27 الأعضاء فى الحلف.


وحاول بوتين اختبار الولايات المتحدة والغرب فى الأزمة الأوكرانية مراراً.. ولكن.. لماذا الآن؟
نظرة بوتين إلى الولايات المتحدة تغيرت كثيراً، وخاصة بعد الانسحاب العسكرى الفوضوى الأمريكى من أفغانستان، والاضطرابات التى تعانيها أمريكا على الصعيد الداخلى، وهو ما تراه موسكو أنها مؤشرات للضعف الأمريكى.. كما يرى أن بايدن، لا يسعى لتورط الولايات المتحدة فى حروب جديدة. ولاحظ بوتين أن بايدن أعاد تركيز السياسة الخارجية الأمريكية والموارد العسكرية لمواجهة الصين.


وعلى المستوى الداخلي، يريد بوتين انتصاراً كبيراً لتعزيز وضعه الداخلى.
هناك العديد من النظريات الغربية، التى ترى أن بوتين يريد إعادة بناء دائرة النفوذ الروسى فى شرقى أوروبا، وخاصة فى الجمهوريات السوفيتية السابقة مثل إستونيا ولاتفيا وبيلاروسيا وجورجيا وليتوانيا وأوكرانيا، حيث وصف بوتين انهيار الاتحاد السوفيتى بأنه «أكبر كارثة جيوسياسية فى القرن» فى عام 2005.
ويخشى الغرب أن يستهدف بوتين دولاً أوروبية أخرى إذا نجح فى أوكرانيا.


ورغم ان أوكرانيا ليست حتى الان عضوًا فى حلف الناتو، إلا أنها تتلقى دعما غير محدود من الاسلحة والمعونات العسكرية من الدول الاوربية والولايات المتحدة وتلقت أخيراً مساعدات دفاعية من الولايات المتحدة ودول البلطيق وبريطانيا تحت دعوى التصدى لهجوم روسى جديد. كما أرسلت دول البلطيق صواريخ مضادة للدروع والطائرات لأوكرانيا، كما وصلت أول دفعة من مساعدة دفاعية أمريكية بقيمة 200 مليون دولار إلى كييف شملت 90 طناً من «الأسلحة الفتاكة» تضمنت ذخيرة للقوات على الخطوط الأمامية.


وأعلنت إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، الدول الثلاث الأعضاء فى حلف شمال الأطلسى أنها ستزود أوكرانيا بأسلحة أمريكية منها صواريخ مضادة للدروع والطائرات. وصواريخ جافلين المضادة للدروع، وصواريخ ستينجر المضادة للطائرات وأسلحة أخرى إلى أوكرانيا. كما زودت بريطانيا أوكرانيا بنظام أمنى جديد لمساعدتها على تعزيز قدراتها الدفاعية.


وقد رفض الناتو تقديم أى ضمانات لروسيا بأنها لن تقبل أوكرانيا كعضو فى يوم من الأيام فى حلف الناتو ويدرك بوتين جيدًا أن أوكرانيا لو أصبحت عضوًا فى الناتو، هذا يعنى أنها ستكون سكينًا مغروزة فى خاصرة روسيا ، ومن ثم هو ينظر لأوكرانيا من 3 زوايا: أوكرانيا الحليفة أو أوكرانيا المحايدة أو لا أوكرانيا على الخريطة.

اقرأ ايضا | الأزمة الأوكرانية تضع بايدن فى موقف صعب