بدون أقنعة

سيستم كورونا زعلان

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

هذا الحوار التالى دار بينى وبين الموظف المسئول عن تسجيل الأشخاص قبل التطعيم فى أحد المستشفيات فى منطقة مصر القديمة .
الموظف : يا أستاذ المدام لم تأخذ الجرعة الثانية من اللقاح
أنا : أزاى أخذتها وأنا كنت معها بنفسى


الموظف : مش مسجلة على السيستم وخلى بالك لازم تتحرك لأن الشهادة اللى معاها تعتبر مزورة طالما غير مسجلة .
أنا : طيب شوف شهادة ابنتى التى حصلت على الجرعتين وأخذت لقاح سينوفاك .
الموظف : اسمها مش مسجل خالص على السيستم .. حضرتك جبت الشهادة دى منين .
أنا : حضرتك مش واخد بالك من الأختام على الشهادة .. بص تانى لو سمحت .
الموظف : حاضر .. مالهاش أى اسم على السيستم .


على الفور قمت بالاتصال بصديق عزيز لمساعدتى وإذا به يفاجئنى بأن زوجته وابنه حصلا على جرعتى اللقاح وأن اسميهما غير مسجلين على السيستم وأنه عرف ذلك بالصدفة !
واضح أن السيستم الخاص بالتطعيم بلقاح كورونا لا يسجل كل من حصل على جرعات اللقاح وهذه أصبحت مشكلة الآن فطالما الاسم غير مسجل على السيستم معناه أن الشخص قام بتزوير شهادته أو حصل عليها بطريقة غير شرعية مع شائعات تتواتر بين الحين والآخر بأن هناك أشخاصا يبيعون هذه الشهادات لمن يمتنع عن التطعيم ضد اللقاحات .


من ناحيتى أثق فى أن الدكتور خالد عبد الغفار القائم بعمل وزير الصحة والسكان سوف يتحرك بسرعة شديدة لمواجهة هذه المشكلة والعمل على حلها فى أقرب وقت نظرا لأهمية ذلك للدولة والمواطنين ولا ننسى أن الدولة تحركت لتوفير مختلف أنواع اللقاحات تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية لحماية مصر من تداعيات جائحة كورونا .
جرائم عائلية
أشعر بالغضب ممن اسمعه عن جرائم عائلية تحدث فى مجتمعنا الذى تميز على الدوام بالتسامح والانتماء والوحدة وقت الشدة .. ما الذى يجرى الآن ؟ .
جريمة مؤذية للمشاعر فى قرية بمركز كوم حمادة بالبحيرة .. شقيقان يقتلان أخيهما الثالث بالرصاص وبتأييد من الأب وأبناء عمومتهم الذين اعتدوا عليه بالعصى بعد شعورهم بالغيرة من القتيل الذى تفوق فى زراعة الفراولة على أرضه التى ورثها عن الأب بينما هم لا يكسبون من زراعاتهم .كيف يحدث هذا وأين مشاعر الأخوة بينهم وكيف لم يرحموا شقيقهم الذى ترك زوجة وأطفالا يعانون من اليتم .. جريمة أخرى فى نجع عبد الهادى  بمحافظة قنا حينما ارتكب مدمن مجزرة بشعة وقتل زوجته ووالديه وأصاب شقيقته وزوجها .. كيف جاءته الجرأة لقتل من يقوم برعايتهم والسهر على راحتهم .. جريمة ثالثة قام فيها شاب فى العشرين من عمره بقتل ابنة خاله التى حاول اغتصابها بالقوة وأجبرها على خلع ملابسها ومن المفترض أنه هو الذى يحميها ويدافع عنها .. وذلك الابن العاق الذى قتل والده العجوز لأنه طالبه بالعمل لينفق على نفسه .. وفى الإسكندرية ذلك «الكلب» الذى قتل أمه المسنة لأنها امتنعت عن إعطائه معاشها البسيط ليشترى المخدرات .. وهناك جرائم عائلية يندى لها الجبين ولا أستطيع تناولها لأنها تتعلق بآباء وأشقاء هتكوا عرض بناتهم وأخواتهم بالقوة وليس هناك وصف لهم سوى أنهم « أبناء حرام».


 هذه النماذج السيئة الخارجة على فطرة الإنسانية يجب أن تلقى المزيد من البحث والتقصى من جانب علماء الاجتماع وعلم الجريمة حيث إننا فى حاجة ماسة لمواجهة قوية مع هذه الظواهر الخارجة عن كل ما هو مألوف ..


مثل هذه الجرائم لم تكن تحدث أبدا فى بلادنا التى اتصفت على مدى تاريخها بأنها بلد متآخ وودود وحريص على الوحدة بين أفراد العائلة الواحدة يسعى كل فرد فيها لمساندة ودعم الآخر وهذا كنا نلاحظه فى العائلات الثرية والفقيرة على حد سواء .. المحزن فى هذا الأمر أنه يحدث فى القرى التى كانت على الدوام نموذجا شهيرا فى الاحترام والتلاحم .