لكثرة بكائها.. وصلة تعذيب على يد زوج الأم تنتهي بمقتل الطفلة كارما

كارما الطفلة الضحية
كارما الطفلة الضحية

محمد‭ ‬عوف

لم‭ ‬تفكر‭ ‬الأم‭ ‬عند‭ ‬زواجها‭ ‬للمرة‭ ‬الثالثة‭ ‬في‭ ‬ابنتها‭ ‬الطفلة‭ ‬البريئة‭ ‬‮«‬كارما‮»‬‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬نحو‭ ‬عام‭ ‬ونصف،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬طلقها‭ ‬زوجها‭ ‬واتفقا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬إلا‭ ‬حقوق‭ ‬ابنتهما،‭ ‬وتذهب‭ ‬الأم‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬باحثة‭ ‬عن‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭ ‬برفقة‭ ‬زوج‭ ‬آخر‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬يعوضها‭ ‬ويراعيها‭ ‬ويحسن‭ ‬معاملته‭ ‬لطفلتها،‭ ‬لكن‭ ‬تأتي‭ ‬الأيام‭ ‬بزوج‭ ‬أقل‭ ‬ما‭ ‬يوصف‭ ‬به‭ ‬أنه‭ ‬شيطان‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬إنسان،‭ ‬ليَخيب‭ ‬ظنها‭ ‬وتفقد‭ ‬صغيرتها‭ ‬بعد‭ ‬وصلة‭ ‬تعذيب‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الزوج‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتلذذ‭ ‬بذلك‭ ‬فلم‭ ‬تستطع‭ ‬الطفلة‭ ‬البريئة‭ ‬التحمل‭ ‬وتلفظ‭ ‬أنفاسها‭ ‬الأخيرة،‭ ‬بينما‭ ‬الأم‭ ‬لا‭ ‬حيلة‭ ‬لها‭ ‬أمام‭ ‬زوج‭ ‬انتزعت‭ ‬من‭ ‬قلبه‭ ‬الرحمة،‭ ‬التفاصيل‭ ‬في‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭.‬

منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬8‭ ‬سنوات‭ ‬تبدأ‭ ‬تفاصيل‭ ‬تلك‭ ‬القصة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يتوقع‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬هذه‭ ‬النهاية‭ ‬المأساوية،‭ ‬عندما‭ ‬اتفق‭ ‬الشاب‭ ‬علاء‭ ‬الذي‭ ‬يقيم‭ ‬بقرية‭ ‬عياش‭ ‬بمركز‭ ‬المحلة‭ ‬الكبرى،‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬المطلقات‭ ‬بالقرية‭ ‬وجهز‭ ‬منزل‭ ‬الزوجية‭ ‬وتمت‭ ‬الزيجة،‭ ‬ثم‭ ‬انخرطا‭ ‬في‭ ‬مشاغل‭ ‬الحياة‭ ‬والمشاكل‭ ‬اليومية،‭ ‬حتى‭ ‬تسللت‭ ‬الخلافات‭ ‬للبيت‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أنجبا‭ ‬3‭ ‬أطفال‭ ‬‮«‬ولدين‭ ‬وبنت‮»‬‭ ‬أصغرهما‭ ‬‮«‬كارما‮»‬‭ ‬ووصلت‭ ‬تلك‭ ‬الخلافات‭ ‬لطريق‭ ‬مسدود،‭ ‬فطلبت‭ ‬الزوجة‭ ‬الطلاق‭ ‬وتم‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وتنازلت‭ ‬الأم‭ ‬عن‭ ‬حضانة‭ ‬طفلين‭ ‬بينما‭ ‬أخذت‭ ‬معها‭ ‬الطفلة‭ ‬‮«‬كارما‮»‬‭ ‬لكونها‭ ‬مازالت‭ ‬رضيعة،‭ ‬ثم‭ ‬قررت‭ ‬الزواج‭ ‬مرة‭ ‬ثالثة،‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬الأشخاص‭ ‬كانت‭ ‬تربطه‭ ‬بها‭ ‬علاقة‭ ‬عاطفية‭ ‬قبل‭ ‬ذلك،‭ ‬وانتقلت‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬3‭ ‬أشهر‭ ‬للعيش‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬أنه‭ ‬سيعوضها‭ ‬ما‭ ‬فاتها،‭ ‬لكن‭ ‬تمر‭ ‬الأيام‭ ‬وتكتشف‭ ‬الوجه‭ ‬الآخر‭ ‬لهذا‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬تحول‭ ‬تمامًا،‭ ‬وتغيرت‭ ‬طريقة‭ ‬معاملته‭ ‬لها‭ ‬ولطفلتها،‭ ‬وبدأ‭ ‬يلجأ‭ ‬لأساليب‭ ‬مختلفة‭ ‬وغريبة‭ ‬في‭ ‬المعاملة،‭ ‬ويجبر‭ ‬زوجته‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬والصرف‭ ‬عليه،‭ ‬ويضربها‭ ‬هي‭ ‬والطفلة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬دائمًا‭ ‬تصرخ‭ ‬أو‭ ‬تبكي‭ ‬جوعًا‭ ‬أو‭ ‬ألمًا‭ ‬وكلما‭ ‬حاولت‭ ‬أمها‭ ‬الاعتراض‭ ‬ينهرها‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬فتضطر‭ ‬للصمت‭ ‬والصبر،‭ ‬حتى‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬تشاهده‭ ‬وهو‭ ‬يطفئ‭ ‬السجائر‭ ‬في‭ ‬جسد‭ ‬طفلتها‭ ‬دون‭ ‬اعتراض‭ ‬ورغم‭ ‬صراخ‭ ‬فلذة‭ ‬كبدها‭ ‬أمامها‭ ‬كانت‭ ‬تصم‭ ‬أذنيها،‭ ‬حتى‭ ‬خرجت‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬وتركت‭ ‬الطفلة‭ ‬مع‭ ‬زوجها،‭ ‬وبعد‭ ‬دقائق‭ ‬من‭ ‬خروج‭ ‬الأم‭ ‬دخلت‭ ‬الصغيرة‭ ‬في‭ ‬نوبة‭ ‬من‭ ‬البكاء‭ ‬والصراخ‭ ‬لاحتياجها‭ ‬لوالدتها،‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬إزعاج‭ ‬زوج‭ ‬أمها‭ ‬فيقوم‭ ‬بلا‭ ‬تفكير‭ ‬ولا‭ ‬وعي،‭ ‬برطمها‭ ‬في‭ ‬سقف‭ ‬الغرفة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة،‭ ‬ونقع‭ ‬رأسها‭ ‬في‭ ‬جردل‭ ‬مياه‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬وفاتها‭ ‬في‭ ‬الحال،‭ ‬وتعود‭ ‬الأم‭ ‬بعدها‭ ‬لتجد‭ ‬ابنتها‭ ‬مغشيًا‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الأرض،‭ ‬فتصرخ‭ ‬وتسأل‭ ‬زوجها‭ ‬قائلة‭ ‬بنتي‭ ‬مالها؟،‭ ‬فيخبرها‭ ‬بما‭ ‬حدث،‭ ‬وعلامات‭ ‬القلق‭ ‬على‭ ‬وجهه،‭ ‬حاولت‭ ‬إفاقتها‭ ‬بشتى‭ ‬الطرق‭ ‬لعلها‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬غيبوبة‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تستجب،‭ ‬حاول‭ ‬الزوج‭ ‬أن‭ ‬يتظاهر‭ ‬بالندم‭ ‬أمامها‭ ‬وطلب‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تفكر‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬حيلة‭ ‬لإخفاء‭ ‬الحقيقة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يدخل‭ ‬السجن،‭ ‬فأجرت‭ ‬الزوجة‭ ‬اتصالاً‭ ‬بوالد‭ ‬الطفلة‭ ‬تخبره‭ ‬أن‭ ‬كارما‭ ‬توفيت‭ ‬بعد‭ ‬سقوطها‭ ‬أرضًا‭ ‬من‭ ‬سلم‭ ‬المنزل،‭ ‬جاء‭ ‬والد‭ ‬الطفلة‭ ‬مهرولاً‭ ‬بصحبة‭ ‬أسرته‭ ‬لإلقاء‭ ‬نظرة‭ ‬على‭ ‬الجثة‭ ‬فلاحظ‭ ‬وجود‭ ‬آثار‭ ‬ضرب،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬الشك‭ ‬يتسلل‭ ‬بداخله‭ ‬فأبلغ‭ ‬الشرطة،‭ ‬لتحرير‭ ‬محضر‭ ‬إثبات‭ ‬حالة‭ ‬يتهم‭ ‬فيه‭ ‬مطلقته‭ ‬وزوجها‭ ‬بقتل‭ ‬الطفلة،‭ ‬ويتم‭ ‬نقل‭ ‬الجثة‭ ‬للمشرحة‭ ‬لتشريحها‭ ‬لبيان‭ ‬سبب‭ ‬الوفاة‭.‬

ألقت‭ ‬الشرطة‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬الأم‭ ‬وزوجها‭ ‬وأمرت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬بحبسهما‭ ‬4‭ ‬أيام‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬التحقيقات،‭ ‬ثم‭ ‬قرر‭ ‬قاضي‭ ‬المعارضات‭ ‬تجديدها‭ ‬15‭ ‬يومًا‭ ‬أخرى،‭ ‬وبتوقيع‭ ‬الكشف‭ ‬الطبي‭ ‬على‭ ‬الجثة،‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬الوفاة‭ ‬إصابتها‭ ‬بنزيف‭ ‬داخلي‭ ‬على‭ ‬المخ،‭ ‬ودلت‭ ‬التحقيقات‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الطفلة‭ ‬جسدها‭ ‬كان‭ ‬مليئًا‭ ‬بآثار‭ ‬ضرب،‭ ‬واعترف‭ ‬زوج‭ ‬والدتها؛‭ ‬أنه‭ ‬يوم‭ ‬الواقعة‭ ‬اعتدى‭ ‬عليها‭ ‬بالضرب‭ ‬حتى‭ ‬فاضت‭ ‬روحها،‭ ‬مبررًا‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬الطفلة‭ ‬كانت‭ ‬كثيرة‭ ‬البكاء‭ ‬والصراخ‭ ‬ومحتاجة‭ ‬لأمها‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موجودة،‭ ‬فضربها‭.‬

بينما‭ ‬أدلت‭ ‬الأم‭ ‬باعترافات‭ ‬مثيرة‭ ‬قائلة‭ ‬أنها‭ ‬تزوجته‭ ‬ظنًا‭ ‬منها‭ ‬أنه‭ ‬سيعوضها‭ ‬عن‭ ‬زوجها‭ ‬السابق‭ ‬ويكون‭ ‬أبا‭ ‬لابنتها،‭ ‬لكنه‭ ‬طلع‭ ‬شيطان‭ ‬وكان‭ ‬دائمًا‭ ‬يتشاجر‭ ‬معها‭ ‬على‭ ‬الفلوس‭ ‬ويجبرها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬للعمل‭ ‬وتصرف‭ ‬عليه،‭ ‬وكان‭ ‬يشكو‭ ‬دائمًا‭ ‬من‭ ‬ابنتها‭ ‬لبكائها،‭ ‬وكنت‭ ‬بخاف‭ ‬منه‭.‬

أما‭ ‬والد‭ ‬الطفلة‭ ‬الضحية‭ ‬فيقول‭ ‬باكياً؛‭ ‬‮«‬حسبنا‭ ‬الله‭ ‬ونعم‭ ‬الوكيل‭ ‬في‭ ‬طليقتي‭ ‬وجوزها‮»‬،‭ ‬ليه‭ ‬يقتل‭ ‬طفلة‭ ‬بريئة‭ ‬مالهاش‭ ‬ذنب،‭ ‬مطالبًا‭ ‬بالقصاص‭ ‬منهما‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يضيع‭ ‬دم‭ ‬ابنته‭ ‬هدرًا‭.‬