آعد الملف : عمر السيد - أحمد سيد - محمد كمال - محمد بركات
الموسيقى التصويرية، تلعب دورًا مهمًا في صناعة السينما، حتى أصبحت روح الدراما، إذ تتحرك معها المشاعر، وتأخذ المشاهد إلى عالم خاص ملئ بالأحاسيس المتداخلة، بين الفرح والحزن، الهدوء والصخب، فالموسيقى التصويرية بسحرها تعد عنصرًا أساسيا من مقومات الفيلم السينمائي، توحي بأفكار خاصة بها تزيد من إلهام الصورة.
وارتبطت الموسيقى التصويرية بمشاهد معينة، وتبقى بسحرها مهما مرت بعدت السنين، فلا أحد يتخيل فيلمًا دون موسيقى، فجميع الأفلام جزء كبير من نجاحها موسيقاها، وربما هناك أفلام اعتمدت كُليا على الموسيقى، حتى أن الجمهور يتذكر الموسيقى دون أن يتذكر تفاصيل الفيلم ذاته.
وبالتأكيد الموسيقي التصويرية ساهمت في نجاح أفلام كثيرة، أو كانت مكملة لنجاح العمل، ولا أحد ينكر التطور الكبير الذى شهدته الموسيقى التصويرية في السينما المصرية بشكل خاص والعالمية بشكل عام، بالتزامن مع تطور الآلات الموسيقية..
وهناك أيضا موسيقى تصويرية تنتفض معها المشاعر، تأخذك إلى عالم آخر، تنسى معها الواقع، وتعيش في حلم جميل.. في هذا الملف نرصد أهمية الموسيقى التصويرية، وأهم الأفلام التى كانت الموسيقى هي البطل الأول في نجاحها؟، كما نكشف عن أهم مبدعي الموسيقى فى مصر والعالم.
هاني شنودة : لا عزاء للسيدات تميمة حظي
رحلة طويلة من النجاح شكلت مسيرة الملحن والموسيقار الكبير هاني شنودة خلال مشواره الفني؛ الذي عاصر خلاله كوكبة من النجوم والمطربين، كما كانت له عديد من الاسهامات والابداعات فى مجال الموسيقي التصويرية لعدد من الأفلام السينمائية الشهيرة .. خلال السطور القادمة يحدثنا هاني شنودة عن أهم محطات حياته الفنية ورؤيته للموسيقى التصويرية وتجاربه الأبرز فى هذا المجال.
شاركت في أفلام «المشبوه» و«الحريف» وغيرهم.. هل الموسيقي التصويرية شاركت في نجاح هذه الأعمال؟
بالتأكيد الموسيقي التصويرية ساهمت في نجاح هذه الأفلام، لكن لا نغفل عن أن العامل الرئيسي في تخليد هذه الأعمال في السنيما حتي الآن أنها من بطولة نجوم كبار، علي سبيل الذكر فيلم «لا عزاء للسيدات» لا ننكر أن الموسيقي التصويرية اكملت نجاح العمل ولكن يكفي أنه من بطولة فاتن حمامة التي ألحقت النجاح للعمل، ايضا من الصعب أن يكون فيلم بطولة عادل إمام أو نور الشريف و لا يحقق النجاح بعيداً عن الموسيقي التصويرية للفيلم، ولكن ما يحدث حالياً هو أن العمل يمكن أن ينال شهرته من خلال الموسيقى التصويرية الذي تكون منتشرة على «السوشيال ميديا».
ما رؤيتك للموسيقي التصويرية في الوقت الحالي؟
الموسيقي التصويرية في السينما المصرية أصبحت متطورة بشكل كبير لا تقل عن الموسيقي الغربية وهذا بفضل التجديد في التلحين والتأليف كما أن تطور الآلات الموسيقية له دور واضح في هذا التطور، ولكن الشيء الوحيد الذي تطور بشكل سلبي هو أن اللحن طرأت عليه تغيرات لم تكن في صالحه بمعني أن اللحن في السينما المصرية أصبح لا يمتلك شخصية تعبر عنه علي عكس الأفلام الغربية، وهذا ما يحدث حاليا في بعض الأعمال فلا تستطيع معرفتها بمجرد سماع الموسيقى التصويرية، ولكن هذا لا يتعارض مع أن الموسيقي لازالت جيدة.
ما الأفكار التي تتوارد عليك عندما تبدأ بتلحين موسيقى تصويرية لعمل ما؟
في فيلم «شمس الزناتي» كنت أفكر في وضع جملة لحنية تعبر عن اللحن في أقل مساحة و وقت ممكن، اردت من خلالها إظهار روح الشباب و الحرب في البداية، ولكن حدث تحول في الجزء الثاني وهو أنه تميل علي العاطفة أكثر، وهذه كانت أحداث الفيلم في البداية كان البطل لديه غرض و هو الحصول علي الاموال و لكن عندما وقع في الحب تغير أهدافه ليدافع عن حبه، و الجانب العاطفي في هذا الفيلم بالتحديد كان أعمق بكثير من حب رجل لامرأة كما حدث مع جميع أفراد العصابة، لذا عملت على تلحين موسيقى تصويرية تتداخل مع تسلسل أحداث الفيلم.
ما الأعمال التي تعتبر تميمة الحظ لك؟
«لا عزاء للسيدات» بالتأكيد، وهو أول فيلم أقوم بتلحين موسيقى تصويرية له، في هذا الفيلم طلبت الراحلة فاتن حمامة أن أقوم بتلحين الموسيقي التصويرية للفيلم، ثم عرفت بعد ذلك أنها بعد أن سمعت أول شريط لفرقة «المصريين»، ونال إعجابها كثيرا، ورأت أنني أقوم بمزج أصوات للحياة داخل الموسيقي، وهذا نوع من أنواع الدراما، خاصة أنها في ذلك الوقت كان لها رأي أن الموسيقي التي أعزفها تبشر بنجاح العمل، وبعد أن حققت موسيقى «لا عزاء للسيدات» نجاحا باهرا تواصل معي المخرج سمير سيف ليخبرني وقتها أنه يقوم بإخراج عمل جديد لعادل إمام و هو «المشبوه» ولكن في ذلك الوقت عادل كان يغير جلده وهو الخروج من الادوار الكوميدية لادوار الأكشن وهذه كانت مسئولية كبيرة وقتها بالنسبة لي كملحن، وبعد ذلك توالى النجاح لأعمالي.
بالحديث عن فيلم « المشبوه ».. هل ترددت في المواقفة على الفيلم؟
بعد أن أخبرني سمير سيف بدور عادل إمام في الفيلم بالتأكيد شعرت بالقلق وقتها لأن الجمهور كان يراه فنانا كوميديا طوال الوقت، وفي هذا العمل نريد أن ننقله للون آخر وهو الاكشن ، وقتها عرضت على المخرج أن ألحن التتر فقط إذا أعجبه سوف نكمل العمل وإذا حدث عكس ذلك اعتذر عن العمل وبالفعل بعد ان انتهيت من التتر وعرضته على المخرج وبعد مرور وقت قليل أراد أن اكمل تلحين الموسيقي التصويرية للفيلم.
اشتهرت بأعتمادك على آلات عديدة مختلفة في جملة لحنية واحدة، كيف تستطع ذلك؟
الموضوع ما هو إلا فكر مختلف يمكن هذا ما يميز اعمالي عن اعمال ملحن آخر، فعندما أبدأ عمل ما ابحث دائماً على موسيقى تعمل على وصف الفيلم لكي تجعل المشاهد مستعد وجدانيا قبل بدء الاحداث، و كل هذا جاء من خلال دراستي للغة الموسيقي، وبالرغم من ذلك يوجد فئة من الجمهور ومحبين الموسيقي لا يعحبهم ما اقدمه من ألحان.