بعد أزمة «أصحاب ولا أعز»l «بشتاق لك ساعات» و«موت على النيل» قنابل منتظرة على شاشات المنصـات

فيلم اموت على النيل
فيلم اموت على النيل

عصام عطية

لم تهدأ أصداء العاصفة والزوبعة وحالة الجدل التى أحدثها فيلم أصحاب ولا أعز الذى قامت ببطولته منى زكى، حتى دخل على خط النار فيلمان آخران، ليبدأ صراع جماهيرى جديد حولهما، الأول هو فيلم بشتاق لك ساعات، والثانى هو اموت على النيل.

الفيلم الأول، للمخرج المصرى محمد شوقى، ويحاكى العمل حياة شاب مصرى، كان يقطن فى مصر مع أسرته إلى أن يعترف لوالده بشذوذه الجنسى ورغبته فى أن يتزوج من أحد الشباب الذى تعرف عليه فى بار، ليرفض والده ذلك، فيقرر الابن أن يتجه إلى خارج البلاد، ليعيش حياته الجنسية بحرية.

أما الفيلم الثانى، فلم يصور فى مصر لكن أقيمت له ديكورات مصرية مع مشاهد للنيل والأهرامات مصرية وكأن أحداثه فعلا تدور فى مصر، وتقوم ببطولته المجندة الإسرائيلية جال جادوت، وقد منعت لبنان عرض الفيلم، كما وقعت احتجاجات واسعة فى الأردن رفضا لعرضه، كما منعت الكويت عرضه أيضًا.

المخرج محمد شوقى، أكد أن فيلمه بشتاق لك ساعات يعبر عن تجربته الشخصية، وتأتى أحداث الفيلم من خلال سرد يشبه أسطورة ألف ليلة وليلة، وتقوم بدور الراوى الفنانة المصرية دنيا مسعود.

ويعد الفيلم هو العمل المصرى والعربى الوحيد، الذى يشارك فى قسم  forum، فى مهرجان برلين السينمائى الدولى فى ألمانيا، وسيزيد الهجوم عليه بمجرد الإعلان عن المنصة الرقمية التى سيتم عرضه عليها بعد انتهاء العرض فى المهرجان، خلال شهر مارس المقبل، وسيتصاعف الأمر مع اكتشاف أن العمل به العديد من المشاهد الجنسية والحميمية بين الشباب المشارك فى الفيلم.

وإذا كان قد تم الهجوم على اأصحاب ولا أعزب، بسبب مشهد اعتبره البعض خروجا عن الآداب للفنانة منى زكى، وتعبير أحد أبطاله عن شذوذه الجنسى، فما بالنا بما سيتعرض له فيلم بشتاق لك ساعات، والذى يعتبره البعض تعديا صارخا على الآداب العامة والدين وتقاليد المجتمع. 

الغريب أن المخرج لم يتقدم للرقابة بأى طلب للتصوير داخل مصر أو تعبيره عن أى نية لعرضه سينمائيًا، وبالتالى فإن الفيلم سيكون موقعه على المنصة الرقمية فقط، ولم يتقدم مخرجه ومؤلفه بأى سيناريوهات للرقابة على المصنفات كى تجيز تصويرها، بالإضافة إلى أن العمل تم تصويره بالكامل خارج مصر.

وأكد اتحاد النقابات الفنية بأن الفيلم ليس مصريا، ولم يتم عرضه على جهاز رقابة المصنفات الفنية وأن النقابة ليس لديها علم بهذا العمل، والفيلم من إنتاج لبنانى ومصرى وألمانى مشترك، وشارك فى إنتاجه كل من محمد شوقى حسن، وماكسيميليان هاسلبرجر، وهشام مارولد، وكريم مارولد، وبالتازار بوسمان.

وشن المخرج عمر عبدالعزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية، هجوما حادا على الفيلم، مبديا رفضه التام لهذه النوعية من الأفلام، التى تتعارض مع قيم المجتمعات العربية، وقال إنّه تفاجأ بانزعاج الجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعى خلال اليومين الماضيين، بشأن تمثيل فيلم عن الشذوذ الجنسى لبلدنا فى مهرجان برلين، وأوضح أن هذا الفيلم ليس مصريا، ولم يعرض على جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، إذ إنّ الرقابة ليس لديها علم بهذا العمل الفنى إطلاقًا.

أشرف زكى نقيب الفنانين الذى دافع عن منى زكى فى فيلم أصحاب ولا أعز، وأغضب الجمهور من موقفه المؤيد للفيلم، كان له رأى آخر عن فيلم ابشتاق لك ساعات وأيضًا فيلم اموت على النيلب، وقال زكى عن الفيلمين: اهذه الأفلام مش تبعنا ومش بتعتنا ولا نعرف عنها أى شىء ومجتمعنا يرفض هذه النوعية من الأفلامب.

امنعوا الفيلم الصهيونى، كان عنوانًا للهاشتاج الذى تصدر مواقع التواصل الاجتماعى ضد فيلم اموت على النيلب، فى الأردن، رفضا لعرضه، حيث تقوم ببطولته مجندة سابقة فى جيش الاحتلال الإسرائيلى، وقد تم حظر الفيلم فى الكويت، وأكدت المتحدثة باسم وزارة الإعلام الكويتية، أنوار مراد، أنه منع عرض الفيلم، بدون توضيح سبب المنع.

الفيلم الذى تقوم ببطولته المجندة الإسرائيلية ونجمة هوليوود جال جودت، تم حظر عرضه فى لبنان وصالات السينما، استنادا لقرار من مكتب مقاطعة إسرائيل التابع لجامعة الدول العربية، ومع أن لبنان يتمتع بحرية واسعة فى استخدام الإنترنت التى تنتشر عليها نسخ غير قانونية من الأفلام، إلا أن السلطات تلتزم بالقائمة السوداء التى يعدها مكتب مقاطعة إسرائيل.

الفيلم مأخوذ عن روايةٍ محبوبة للكاتبة البريطانية أجاثا كريستي، فيه مشاهد مصر فى الثلاثينيات من القرن الماضى وتعرضت الممثلة جال جادوت- وهى جنديةٌ سابقة فى الجيش الإسرائيلى- لانتقاداتٍ عديدة بسبب صمتها تجاه معاملة إسرائيل للفلسطينيين، ودعمها الصريح لإسرائيل، بما فى ذلك خلال قصف غزة فى مايو 2021، وخدمت جادوت فى الجيش الإسرائيلى خلال حرب لبنان عام 2006، وأثناء حرب غزة عام 2014، ونشرت فى فيسبوك رسالة امحبة وصلواتب إلى القوات العسكرية الإسرائيلية.

وكان لبنان أيضاَ قبل سنوات، قد حظر عرض فيلم اووندر وومنب فى صالات السينما بسبب مشاركة الممثلة الإسرائيلية نفسها، استناداً لقرار من مكتب مقاطعة إسرائيل التابع لجامعة الدول العربية.