خانته بعد أول يوم زواج ولمدة 10 سنوات

الفران.. قتلته زوجته وصديقها ببني سويف

المجني عليه
المجني عليه

عويس الطحاوي

منذ اللحظة الأولى التي دخلت فيها عش الزوجية سلكت «نشوى» طريق الشيطان بإرادتها، وبكامل قواها العقلية، ضاربة أبشع مثل في الخيانة الزوجية، واتت بما لم يؤتي به أحد من قبل، خانت زوجها بعد أول يومٍ زواج، وعلى مدار ١٠ سنوات كاملة، ولم تكتفِ بالخيانة وحدها، بل أقدمت وعشيقها على قتل الزوج بطريقة بشعة، وضعوا جثته في جوالٍ وألقوا به في إحدى المقابر، وهربت مع عشيقها حتى لا يكشف أمرهما أحد.

تفاصيل تلك الجريمة المرعبة التي شهدتها قرية أبو صير الملق التابعة لمركز الواسطى شمال محافظة بني سويف في السطور التالية.

كان «أسامة» شابًا في بداية الثلاثينيات من عمره وقت أن ذهب يعمل في أحد المخابز في حي الغمراوي ببني سويف، كان الرجل يقطع مسافة لا تقل عن ٥٠ كيلو مترا يوميًا من قريته أبو صير الملق إلى المحافظة بحثًا عن المال الحلال، حتى صادف هناك مصيره الأسود.

خيانة

وقت عمله في حي الغمراوي، تعرف على «نشوى»، رأها جميلة فأحبها، وتقدم لخطبتها، وتمت الخطوبة، وقبل سنتين كان قد استطاع «أسامة» أن يؤجر شقة في عزبة «بلبل» لتكون هي عش الزوجية بحكم عمله في المحافظة وقتها، وهيأ نفسه للزواج والاستقرار في بيت يملؤه المودة والدفء، هكذا كان يظن وقد خاب ظنه.

من اليوم الأول الذي دخلت فيه الزوجة عش الزوجية بادلها «احمد.ع»، صاحب البيت الذي تسكن فيه مع زوجها، نظرات الإعجاب، ويوما بعد آخر تطورت تلك النظرات وأصبحت مقابلات، واستغلا الوضيعان أن زوجها يعمل فران ويغيب طوال الليل وأقاما علاقة حميمة، حتى أصبح العشيق أقرب إليها من الزوج، يسهر الزوج على لقمة عيشه الحلال وزوجته داخل بيته تغرق في الحرام، وياليتها اكتفت بما كانت تفعله.

بعد شهور أخذت في ذيلها سنوات، رأى «أسامة» أن زوجته أصبحت تنفر منه، ورأى منها ما يكره أكثر من مرة، وهو الذي بينهما ثلاثة أبناء ويعيشان حياة - كان يظن أنها - مستقرة.

هنالك عرف سبب تغير حال زوجته، وان ثمة علاقة بينها وبين صاحب البيت الذي يسكن فيه، لكنها لا تزال تقف عند مرحلة الشك، ولم يصل بعد إلى نقطة اليقين، وحتى لا يُخرب بيته بسبب شكوكه، ترك مع زوجته عش الزوجية، وترك عمله، وعاد بها وأولاده الثلاثة إلى مسقط رأسه بقرية أبو صير حتى يبعد نار الشك عن عقله.

جريمة

كان قرار الانتقال إلى قرية أبو صير مرفوضًا تماما من «نشوى» وعارضته بكل ما أوتيت من قوة، محاولة إيهامه بأنه هنا يعمل في مكان أفضل ويتقاضى أجرًا أكبر، وأن هناك في بلدته لن يستطع أن يلبي طلباتها وطلبات أولادها، لكن كان هذا القرار نهائيا لا رجعة فيه. وعندما نزلت على رغبة زوجها أصبحت تبحث عن المشاكل - مثلما يقال - بـ ملقاط. في كل يومٍ مشكلة، وفي كل مرة تطلب منه أن يعود بها وأولادها إلى محافظة بني سويف حيث كانوا يقيمون، وهو على رفضه، واستمر الوضع على هذا قرابة العامين.

طوال هذه المدة لم تنقطع علاقة «أحمد» بـ «نشوى» بل ظل يتحدثان تلفونيا أكثر من قبل، وأصبحت لقاءتهما الحميمية في بيتها، وعلى فراش زوجها، قاطعًا «أحمد» مسافة كبيرة حتى يصل إلى عشيقته سرًا، بينما كان «أسامة» يقطع هذه المسافة منذ سنوات بحثًا عن لقمة عيش حلال، وشتان الفرق.

يأست «نشوى» وكذلك عشيقها من إثناء زوجها عن رأيه، وعليه قررا سويًا أن يقتلاه ويتخلصا من جثمانه. بدأت جريمتهما بوضع مخدر قي شراب الزوج، وبالفعل قدمته «نشوى» إلى زوجها بعد أن تناول عشاؤه، وما أن سقط الزوج وغاب عن الوعي، جاءت وعشيقها وأجهزوا على المسكين بسيخ حديدي، وضربوه على رأسه حتى تناثرت على أثر ضرباتهم الدماء، وبعدما تيقنوا من مقتله، وأن جريمتهما نفذت كما خططوا لها، حان موعد إخفاء الجريمة.

قتل

ربما نجحوا في قتل «أسامة» كما خططوا، لكنهم لم ينجحوا في إخفاء جريمتهم، برغم أنهم حاولوا قدر جهدهم في طمس معالم جريمتهم. أولا بعد ان أستتب لهم الوضع ونزل الليل على القرية الغارقة في سبات عميق، وضع «أحمد» جثمان زوج عشيقته في جوال وربطه، بينما في جوال آخر وضعت الخائنة كل محتويات الغرفة التى تناثر عليها الدماء، ثم اتصل «أحمد» بصديق له يدعى «حسام.م» يقيم هو الآخر في عزبة بلبل وأبلغه بما حدث، وطلب منه أن يأتي ليحمل معه الجوالين حنى يذهبوا ويدفنوهما.

بعد مرور حوالي ساعة كانت سيارة صديقه قد وصلت، ووضعوا في داخلها الجوالين. وحتى لا يُكشف أمره راى أن يدفن جثمان الزوج في مكان بعيد كل البعد عن مسقط رأسه، وعليه اختار مقابر العلالمة جنوب محافظة سويف والتي تبعد عن قرية أبو صير بـ ٧٠ كيلو مترا، ظنا منهم بأنه هكذا لن تُحل لغز جريمته. بعدها اتصل بعشيقته وطلب منه أن ترتدي ثيابها وتترك أطفالها وتهرب معه إلى محافظة الإسكندرية، لكنها رفضت أن تترك أطفالها، وأخذتهم معها إلى مركز الوسطى حيث كان ينتظرهما «أحمد.ع»هناك، ومنها أنطلقوا جميعا إلى محافظة الإسكندرية، وأجر هناك شريكها في الجريمة شقة حتى يختبأ فيها بعيدًا عن أعين الناس حتى يهدأ الأمر.

اختفاء

علم الأهل فجأة في ثاني يوم أن «أسامة» وزوجته وأولادهما ليسوا في شقتهم، ظنوا في بادئ الأمر أنه ربما خرجوا في نزهة، لكن طال غيابهم لأكثر من يوم، وما زاد في قلقهم أن هواتفهم مغلقة، وأنه لا وسيلة يطمئنوا بها على غياب أسرة كاملة، وعليه ذهب شقيق أسامة، والذي يدعى محمود، وتقدم ببلاغ الى اللواء أسامة جمعة مدير إدارة البحث الجنائى بالمديرية، يفيد غياب شقيقة وزوجته وأولاده على غير عادتهم.

بفحص البلاع تبين صحته، وعل الفور تم تشكيل فريق من ضباط إدارة البحث الجنائى تحت إشراف اللواء طارق مشهور مدير الامن وقاده العميد منصور الدغيدى رئيس شعبة البحث الجنائى بالمديرية، ضم المقدمون حسام لوقى بتكنولوجيا المعلومات، واحمد عجيزة بالمساعدات الفنية،  ومحمد محروس رئيس مباحث الواسطى، واحمد البدوى مفتش مباحث الواسطى.

توجه الفريق الى مكان البلاغ، وبفحص كاميرات المراقبة المثبتة فى الشوارع توصل رجال المباحث الى وقوف سيارة ملاكى بيضاء ماركة ريجاتا امام منزل المبلغ بغيابه، ووجود شخصين يحملان أجولة ووضعها بالسيارة،  جوال على المقعد الخلفى وجوال بشنطة السيارة، وعليه تم تحديد رقم السيارة وبالاستعلام عن مالكها تبين انها خاصة بالمدعو «حسام.م»، مقيم عزبة بلبل ببنى سويف.

تم استدعاؤه لادارة البحث الجنائى بالمديرية وبسؤالة عن سبب تواجده بقرية أبو صير ليلا يوم الحادث أنكر تواجده فى ذات المكان، وبمواجهته بالصور ومقاطع الفيديو التى التقطتها كاميرات المراقبة انهار واعترف تفصيلا بالجريمة، وقرر فى اعترافاته أن صديق له يدعى «أحمد.ع» ٤٢ سنة عاطل ومقيم عزبة بلبل بنى سويف  اتصل به تليفونا وطلب منه الحضور من بنى سويف الى قرية أبو صير الملق على وجة السرعة فتوجة اليه وهو يعلم بأن صديقه على علاقة غير شرعية بالمدعوة نشوى زوجة الفران الذى كان يستأجر سكن فى بيت صديقه، ونقلا اقامتهما فى قرية أبو صير؛ وما أن وصل الى القرية والذي كان ينتظره فيها صديقه، قاما بحمل جوالين بأحدهم جثة الفران، والآخر به أغراض متناثر عليها دماء المجنى عليه، ثم توجهوا الى مقابر قرية العلالمة بمركز بنى سويف  ووضعوا الجوالين  وأداة الجريمة بأحد المقابر المفتوحة ثم قاموا بإغلاقها.

اعترافات

بعد أن تم إثبات اعترافاته فى محضر رسمى، وبعرض المحضر على نيابة مركز الواسطى قرر مصطفى الزينى مدير النيابة استخراج الجوالين فى حضوره، وقامت قوة من مركز شرطة الواسطى برئاسة اللواء اسامة يونس مساعد مدير امن بنى سويف، وفى حضور اسلام حسانين رئيس النيابة والعميد منصور الدغيدى رئيس المباحث الجنائية بالتوجة الى مقابر العلالمة وتم استخراج الجوالين، وتبين أن بأحدهم جثة المجنى عليه، والاخر به لحاف وسجادة وملاية سرير ومخدتين  عليهم اثار دماء المجنى عليه، أيضا عثر على أداة الجريمة، عبارة عن سيخ حديدى، وعليه تم إيداع الجثة مشرحة المستشفى، وندب الطبيب الشرعى لتشريحها، وحبس المدعو «حسام.م»، وضبط وإحضار نشوى زوجة المجنى عليه وعشقيها، وعليه وبعد ساعات قليلة، تمكن المقدمان حسام لوقى، واحمد عجيزة، من تحديد مكان هروب الزوجة الخائنة وعشيقها بمحافظة الاسك

ندرية، وبالتنسيق مع إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن الاسكندرية، وإدارة البحث الجنائى بمديرية أمن بنى سويف، تم القاء القبض على الزوجة الخائنة وعشيقهاواصطحاب أولاد المجنى عليه الثلاثة، والعودة بهم الى إدارة البحث الجنائى ببنى سويف لاستكمال المحضر.

بمواجهتهم باعترافات صديق القاتل، اعترف تفصيلا  بارتكاب جريمة قتل أسامة عبد الرؤف، فران، وزوج المتهمة نشوى، وأنهما هربا إلى الاسكندرية ظنا منهم ان الشرطة لن تكتشف جريمتهم، وبعد اعترافاتهما تم عرض المتهمين على إسماعيل العطار وكيل نيابة الواسطى، وبحضور طارق رمضان سكرتير التحقيق، قام المتهمون بتمثيل الجريمة فى حضور مصطفى الزينى مدير النيابة، وقررت النيابة التحفظ على السيارة المستخدمة وحبس جميع المتهمين أربعة ايام مع مراعاة التجديد فى المواعيد القانونية تحت اشرف المستشار مصطفى المتناوى المحامى العام الاول لنيابات بنى سويف.