مغامرات عمدة مصري في أمريكا.. قصة حب وساندوتش كلاب !

مغامرات عمدة مصري في أمريكا - أرشيف أخبار اليوم
مغامرات عمدة مصري في أمريكا - أرشيف أخبار اليوم

كانت الحكومة الأمريكية قد وجهت دعوة رسمية له لزيارة الريف الأمريكي، وكان لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره، إنه عمدة قرية ترسا التابعة لمحافظة القليوبية، كمال عطية.

 

حينها كان عطية يعتبر أصغر عمدة مصري حينذاك، وبحسب ما ذكرت مجلة آخر ساعة في عام 1955، فإنه بعد عودته من أمريكا، أخذ يروي مغامراته، وعدد من المواقف التي تعرض لها طوال فترة تواجده هناك، حيث قال: إنه لن ينسى الدكتورة «روضة بونج» التي تعرف عليها أثناء حفل تكريمه، والتي كانت تعمل بمستشفى ريفي بقرية ينشستر التي عاش فيها لمدة 3 أشهر، والتي تبعد أيضا عن واشنطن بـ100 كيلو، وأنه وقع صريعا حبها، وبدأت قصة غرامه بها، وانتشرت حتى عرفت بها السفارة المصرية في واشنطن.

 

وتعددت اللقاءات بينهما، ويذهب كل يوم لاصطحابها من المستشفى التي تعمل به، وأنها عرضت عليه الزواج، وهي على استعداد أن تذهب معه إلى مصر، وتعيش في قريته لكنه حاول أن يعتذر لها بأن له خطيبة في مصر فما كان منها إلا أن قالت له إنها تعلم بأن من حقه أن يتزوج اثنتين ولن يضيرها أن تكون لها ضرة.

 

وبعد ذلك ترك العمدة قرية ترسا ليستأنف رحلته في الريف الأمريكي أخذت تلاحقه بالخطابات الغرامية في كل مكان يذهب إليه، حتى في قريته ترسا أيضا حيث أثناء عودته وجد خطابين في انتظاره، ذكرت في إحداهما بأنها قررت أن تلحق به في مصر، فتملكته الحيرة ولا يعرف ماذا سيفعل بعد أن تلقى هذا الخطاب!

 

وانتقل العمدة إلى رواية أخرى تعرض فيها لعدة مقالب، حيث أنه بعد أسبوع من وصوله إلى نيويورك، كان قد دعي إلى مأدبة عشاء، وبعد المادية سئل عن رأيه في الساندوتش الشعبي الأمريكي «هوت دوخبر»، والترجمة الحرفية لهذا الساندوتش تعني «الكلاب الساخنة»، فقال متحمسات إنه لم يأكل لحم الكلاب في مصر وأراد أن يجامل مضيفيه فعرض عليهم أن يتذوقوا طعمها. ضحك الحاضرين وأكدوا له بأنه ساندوتش الكلاب الساخنة من اللحم البقري الخالص.

 

وموقف آخر عندما وصل إلى شيكاغو ليلا، واضطر إلى المبيت فيها ليلة واحدة قبل أن يستأنف رحلته إلى قرية في ضواحيها، وكان مقررا أن يقيم بها لمدة أسبوع، فاستقل تاكسيا وطلب منه أن يقوده إلى فندق ينام فيه، وفي الصباح اكتشف بأن السائق قاده إلى أكبر فندق في المدينة واضطر أن يدفع 10 دولارات لمبيته فقط.

 

والطريف أنه عندما ذهب ليصلي الجمعة في جامع بواشنطن، فوجئ بالدكتور محمد البصار شيخ الجامع وهو يلقي الخطبة باللغة الإنجليزية، مما أثار دهشته وأخذ يعاتبه، ولم يهدأ إلا بعد أن أوضح له الشيخ بأن عددا كبيرا من مسلمي الهند وإيران لا يعرفون القرآن إلا بالإنجليزية.

 

وفي نهاية حديثه ذكر العمدة المصري بأنه عاد بآراء وأفكار جديدة حيث دعا المزارعين إلى اجتماع وطلب إليهم المساهمة في إنشاء جمعية تعاونية، وقررت أن تشتري جرار للحراثة لتؤجره إلى أهل ترسا لاستخدامه بدلا من المحراث القديم، وأنه سيسعى إلى أن ينسى أهل ترسا آلات الزراعة القديمة ويستعيضوا عنها بآلات حديثة.